العلمانية والدين: أية علاقة؟ ملف العدد 49 من «مجلة ذوات»

يصعب الآن الحديث عن قطيعة بين الفرد والعلمانية كممارسة سياسية واجتماعية في المجتمع الغربي نظراً لأنها منحته ثماراً كثيرة على مستوى الوعي والسلوك والموقف وحتى على مستوى الممارسة الحياتية ككل. في حين إن العلمانية التي استعملها الفكر العربي الإسلامي الحديث ترتبط بمفهوم فصل الدين عن الدولة، لكونه المفهوم الأكثر مناسبة للدراسة والوعي به. فالمجتمع الإسلامي كان ولا يزال يعيش نوعاً من التيه على مستوى الفكر وعلى مستوى التفكير في نموذج سياسي واقتصادي قادر على إنقاذ المجتمع من مشاكله الاقتصادية والاجتماعية التي لم تستطع أية حكومة دينية أن تحلها أو تجد لها استراتيجية للنهوض بالأوضاع وحل المشاكل.
إن الرؤية إلى العلمانية على هذا الأساس تنطلق من فكرة مؤداها أن العلمانية هي قبل كل شيء مجرد نظرية فكرية وفلسفية قد لا تصلح لممارسة الحكم أو السياسة، وبذلك فعلاقتها بالدين والسياسة هي علاقة تنافرية حسب العديد من الباحثين والمفكرين العرب والإسلاميين.
في العدد الجديد من مجلة «ذوات» الثقافية الإلكترونية الصادرة عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، والذي أعد ملفه (العلمانية والدين: أية علاقة؟) وقدم له الكاتب والباحث المغربي عزيز العرباوي، اختارت المجلة أن تسلط الضوء على علاقة العلمانية بالدين، وذلك من وجهات نظر متعددة يساهم فيها العديد من الباحثين العرب ، حيث يساهم في الملف كل من المفكر والباحث اليمني سيف الشرجبي في مقاله «أركيولوجيا العلمانية في المسيحية والإسلام» ؛ ويساهم الباحث السوري رسلان عامر بمقاله «مواقف العلمانية من مشاكل العصر المختلف» .أما الباحث المغربي سعيد لكحل في مقاله «من العلمانية إلى التحرر الديني» فيرى أن العلمانية هي نظام سياسي واجتماعي يفصل بين المجال السياسي والمجال الديني، ويعتبر المجال السياسي مجالا عاما ومشتركا يخضع للتنافس والمحاسبة والمراقبة والمسئولية أمام القانون والشعب. في حين يتطرق الباحث المغربي الدكتور عبد الرحيم العلام في حوار معه الى أن الدولة العلمانية أو الدولة المحايدة لا تهدف إلى تعليم الناس الدين أو تسعى إلى دفع الناس إلى الجنة، لكنها في نفس الوقت تسمح للناس بأن يتعلموا أديانهم، كما تتيح لهم حرية البحث عن جنّاتهم كل حسب دينه ومذهبه.
وبالإضافة إلى الملف، يتضمن العدد (40) من مجلة «ذوات» أبوابا أخرى، منها باب «رأي ذوات»، ويشتمل باب «ثقافة وفنون» على مقالين: الأول للكاتب والناقد الجزائري عبد الكريم قادري بعنوان «السينما النسوية الجزائرية: احكي يا شهرزاد»، والثاني للكاتبة والباحثة نادية هنواي سعدون، تحت عنوان «التناسل السردي بالدوام والدوران في رواية «ظلال جسد ضفاف الرغبة» لسعد محمد رحيم بالاضافة الى «حوار ذوات» حوارا مع الأكاديمي العراقي الدكتور خزعل الماجدي


بتاريخ : 03/09/2018