الجزائر تعلن مخاوفها من إنتاج المغرب للغاز وخسارتها السوق الأوروبية لصالحه

بدأت الجزائر تستشعر الخطر من إنتاج المغرب للغاز، فقد كتبت إحدى كبريات الصحف المقربة من دائرة القرار الرسمي بقصر المرادية بأن «المغرب والجزائر دخلا في منافسة اقتصادية، حيث أطلق كل منهما مشاريع خاصة بنقل الغاز إلى أوروبا عبر إسبانيا والبرتغال».

وأضاف المصدر نفسه أن المغرب شرع، منذ سنوات، في القيام بخطوات عملية لاستغلال الاكتشافات الغازية في البلاد، والتي ستمكن من تزويد السوق المحلية، ثم التصدير نحو أوروبا، وهي الخطوة التي تتخوف منها الجزائر، في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الغاز المغربي يمكن أن يشكل بديلا للاتفاقية التي تجمع أنبوب الغاز الجزائري مع أوروبا، والذي من المنتظر أن يصل إلى نهايته في سنة 2021.
وأضافت جريدة الخبر بأنه «وعلى المدى البعيد، دخل المغرب في اتفاق تاريخي مع نيجيريا لإنشاء أنبوب ضخم يربط بين البلديْن، والذي سيمتد على طول يناهز 5660 كيلومترا».
ومن المنتظر أن يشيد هذا الأنبوب على عدة مراحل، ليلبي الحاجيات المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها نحو أوروبا، خلال الـ25 سنة المقبلة.
وأعلنت «سوناطراك» عن إطلاق أشغال تدعيم قدرات أنبوب الغاز «ميدغاز» الرابط بين الجزائر وإسبانيا من خلال ربطه بأنبوب الغاز «بيدرو دوران فارال» الذي يصل هذه الدولة الأوروبية مرورا بالمغرب، وقال مسؤول جزائري إن الهدف من المشروع يكمن في «نقل المزيد من كميات الغاز عبر أنبوب ميدغاز»، مضيفا أنه من المتوقع أن يتم جلب الكميات الإضافية عبر أنبوب الغاز «بيدرو دوران فارال» الذي يصل إسبانيا عبر الأراضي المغربية، حيث ستجري إقامة وصلة في منطقة العريشة بتلمسان على الحدود المغربية.
وكانت «ساوند اينيرجي» البريطانية والمتخصصة في التنقيب عن الغاز والنفط، قد حصلت على امتياز إنتاج الغاز برخصة تندرارة شرق المغرب، من طرف وزارة الطاقة والمعادن. وتشمل الرخصة المعنية بالإنتاج مساحة إجمالية تقدر ب133.5 كلم/م وبطلب مقدم من الشركة والمساهمين في يونيو 2018، اذ سيمكن هذا الامتياز من حفر 5 آبار جديدة بتطوير أفقي، إضافة إلى إعادة استكمال الآبار الموجودة «تي-6» و «تي-7».
زيادة على ذلك، ستسعى الشركة إلى بناء محطة لمعالجة الغاز ومحطة للضغط من فئة (CPF)، إضافة لخط أنابيب لتصدير الغاز بطول 120 كلم، يربط كلا من نقطة التصدير بمحطة الاستلام «مغرب-أوروبا غاز3».
وستبدأ عملية الإنتاج والتصدير بعد سنتين من الآن، بوتيرة إنتاج تعادل 60 مليون قدم مكعب في اليوم، في فترة لا تتجاوز 10 سنوات كحد أدنى، كما من المتوقع حفر ما بين 10 و 13 بئرا جديدة، من أجل استدامة الإنتاج من الغاز في هذه الرخصة.
وستبدأ الشركة البريطانية عملية الإنتاج، بمجرد التأكد من أن أوعية النقل والتطوير قد تم تأمينها، إضافة الى تأمين عقد البيع للغاز المنقول من طرف المحطة، إذ ستتكلف شركة «اينا غاز»-«Enagas» بتوفير المعدات المطلوبة بموجب عقد موقع في 7 يونيو 2018.
وقد قامت الشركة البريطانية بتوقيع عقد شراكة مع «شلومبيرجير»-«Scglumberger» في 23 يوليوز 2018، بموجبه يتم تفويض كل من منطقتي تندرارة ومعتركة للشركة، تحت إشراف المكتب الوطني للهيدروكربورات.
ويشمل العقد منطقة تندرارة المليئة بالغاز الطبيعي وبمساحة 14 ألفا و 500 كلم/م كما هو الشأن بالنسبة لرخصة معتركة المصرح بها في يوليوز 2017، وستتحصل الشركة البريطانية، عند انطلاق العمل بالرخصة النفطية تندرارة، على نسبة 47.5 في المئة منها، في حين أن 52.5 في المئة المتبقية، تمتلكها كل من « Schlumberger» بنسبة 27.5 في المئة، «ONHYM» بنسبة 25 في المئة.


الكاتب : n محمد الطالبي

  

بتاريخ : 15/09/2018