ملتقى سينما الهامش في نسخته الخامسة بمدينة جرسيف .. معارض، ندوات، تكريمات، جولات، سمر فني والمسك جوائز ..

في الافتتاح كانت الكلمات الرسمية، وكان اللقاء الخامس مناسبة لتجديد الوفاء بين الشاشة الفضية وشركائها وضيوفها وعشاق الصورة والصوت من مختلف ربوع الوطن، ذك الحلم الذي كان فضيا يحبو وارتقى ليجسد أملا مشرقا يحظى بدعم السلطات والجهات وعشاق السينما والفن إلى أن أصبح اليوم محجا سنويا للأسماء والتجارب الوازنة من المخرجين والممثلين والنقاد والسينمائيين. ولعل الأصل في كل هذا الحب يقول عبد العلي لخليطي، المدير العام للملتقى في كلمته، هو اعتماد مبدأ الإشراك والتشارك المؤسس على الصدق والوفاء بالتعهدات والالتزامات. إنها الوصفة الأكثر وجدانية التي قربت إقليم جرسيف إلى قلوب الناس، وجعلتهم يطوون المسافات ويكتشفون مكامن جمال الإقليم ليتماهى المركز بالهامش وتتخلخل المفاهيم وتتشكل الصورة من جديد بحثا عن المتعة لا عن السمعة، طلبا في الجمال لا في الدلال . ليظل الهاجس الذي يسكن الجميع هو الفعل الثقافي كأفق للتنمية المستدامة. ذ عبد العلي لخليطي لم يفوت الفرصة ليشكر الداعمين والشركاء خاصة القائمين على تدبير الشأن الاجتماعي لمدينة جرسيف وإلى ساكنة المدينة وجماعة راس لقصرعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى تعاونهم وحبهم للفن والإبداع المغربي وكذلك السلطات المحلية والمجالس المنتخبة لمنحها أقوى فرص النجاح للملتقى
في الورشات: في ورشة الممثل أمام الكاميرا ركز الممثل المغربي ربيع القاطي حول الأداء التشخيصي للممثل انطلاقا من الأدوات والميكانيزمات المهنية التي يعتمدها المشخص أثناء أدائه للدور بمختلف الأبعاد النفسية السيكولوجية والمعرفية الاجتماعية المؤسسة للشخصية المتخيلة، و في ورشة السينما والتشكيل، فإن ما كان مهما بالنسبة لمؤطرها الفنان حميد نجاح هو الفعل الذي يؤدي إلى تلك العلاقة التبادلية أو ذلك الحوار المتفاعل بين الفن التشكيلي البالغ القدم ذي التاريخ العريق عراقة الجنس البشري وبين الفن السينمائي الذي أتم بالكاد قرنا من الزمان. أما المخرج محمد شرف بن الشيخ فقد تناول موضوع الصوت كأحد التشويشات التي تقلق المنتوج السينمائي لدى هواة الأفلام التربوية. فتطرق إلى سبل التقنية التي تمكن من التقاط الصوت داخل الاستوديو وخارجه دون ضجيج وبعيدا عن تلك الاستقطاعات..
في الندوة: للإجابة عن سؤال ندوة الملتقى هل استطاعت سينيمانا أن تبرز عمق هامشنا ؟ بدار الثقافة حصل تفاعل ثلاثي مبدع. فمن حيث المقاربات حصل تكامل وانسجام منهجي في طريقة التناول والتحليل بين كل من الأستاذ الباحث مصطفى الشكدالي في مداخلته في معنى الهامش مع الأستاذ الباحث إدريس القري في السينما وهوامش مفارقاتها ..، وفريد بوجيدة في الجميل، الجمالية والهام. والنتيجة تأملات بنكهة الفلسفة واستغوار بطعم السوسيولوجيا في مجال الصورة في التحامها بأبعاد القيم والجمال الحرية والإبداع .. إنه استغوار لافت وذكي في السينما والأدب على ضوء ثنائية المركز والهامش..
في السمر الفني: اهتمام الأستاذ الباحث إدريس القري بالفنون البصرية ليس صدفة أو مجرد عشق عابر في كلام عابر، بل إن اشتغاله بالنقد الفني البصري»الصورة والسينما» ظل يرتوي عنده من منابع تكوينه في الفلسفة والسوسيولوجيا منذ أن كان طالبا في مدرجات ظهر المهراز، الأمر الذي ساعده على إنجاز سمر موضوعاتي ضم أربعة تجارب من حقل السينما والإبداع المغربي، استمتع الحضور في البداية برواية حياة الفنانة زهيرة صادق بلسانها. كما تماهى مع رؤية الممثل المغربي ربيع القاطي لأدواره كممثل وللسينما كأسلوب حياة. وبلغة حميمة تنساب من الوجدان وتتدفق مشاعر وبوح تحدثت الممثلة سليمة بنمومن عن حزنها بفقد الوالدة وعن تجربتها الطويلة في الظهورالسينمائي. كما بسط الممثل والمخرج عبد الكبير الركاكنة وجهة نظره في العديد من قضايا السينما والمسرح قبل أن يتناول الممثل الرائد حميد نجاح الحديث حول تجربته التي امتدت لعقود في مقارعة الخشبة والريشة …
في التوقيعات: على عكس ما يعتقده الكثيرون، ليست الصورة الفوتوغرافية اقتطاعا أو تجميدا للحظات تتسم بالديناميكية، سواء تعلق الأمر بالكائنات أو الأشياء، وإنما هي تسعى إلى إعطاء حياة إضافية لمواضيعها مادامت غايتها هي التداول المقرون بتعدد القراءات والتأويلات في عملية التواصل بينها وبين المتلقي. إنها بهذا المعنى ليست فقط تأريخا للحظات تتلاشى من الحاضر نحو الماضي بقدر ما هي إعادة الحياة للماضي ليؤثث الحاضر من جديد ويذوب فيه. فالصورة الفوتوغرافية الفنية تصبح راهنية كلما تمت قراءتها من طرف المتلقي هنا والآن .
أما الكتاب الموسوم ب: «عتبات في الجماليات البصرية « والذي نفدت جميع نسخه المعروضة بتوقيع مؤلفه هو الأول ضمن رباعية عتبات الجمال البصرية يفصح إدريس القري في مقدمته للكتاب، وهي رباعية تنفتح على كتاب الفوتوغرافيا باعتبارها الأصل والمبدأ تاريخيا ومنطقيا. ويهتم الكتاب الثاني وهو «كتاب السينما « بالجماليات في السينما المغربية وذلك من خلال قراءة تركيبية شاملة في شبكة أجوبة سينمائيين عن أسئلة وضعت بعناية، ومن خلال قراءة في أفلامهم ضمن سياقات ممارستهم منذ البدايات الأولى للسينما المغربية. أما الكتاب الثالث فسيعالج الجماليات البصرية في الفن التشكيلي وسيخصص الباحث أدريس القري الكتاب الأخير الرابع للمسرح أب الفنون ومنطلق الفرجة ومحرابها .
في التكريمات: حضر اسم أيقونة التلفزيون المغربي سعاد صابر، وهي من الفنانات اللواتي أثبتن وجودهن على الساحة الفنية مع مرور الزمن وهي رمز للمرأة الخجولة وفي نفس الوقت المجدة والتي تناضل من أجل أسرتها ورقي مجتمعها. حسن باديدة وجه مميز في الساحة الفنية المغربية، رغم قلة ظهوره في التلفزيون فهو دائم الحضور على خشبة المسرح، حاز على جوائز عديدة بأدواره المتميزة، و علي تبوعالت عضو مؤسس لجمعية الشاشة الفضية وفاعل جمعوي رئيس جمعية الشروق للبيئة والتنمية والثقافة وكاتب سيناريو .
وأعلنت الفنانة زهيرة صديق عن الفائز بالجائزة الكبرى للملتقى وهي مخصصة للعمل المتكامل والتي كانت من نصيب الفيلم «infini» لمخرجه محمد رضى كوزيوسمّى المخرج شرف بن الشيخ الفيلم الفائز بأحسن إخراج وهو «فرصة» لخالد ضواش، بينما أعلنت الفنانة سليمة بنمومن عن جائزة أحسن سيناريو و التي عادت لفيلم «الممسوحون ? البداية? لمخرجه حكيم القبابي، واختتم الفنان عبد الكبير الركاكنة الإعلان عن جوائز الملتقى بتسمية الفائز بجائزة أحسن تشخيص رجالي و الذي كان من نصيب الفنان زهير حفيظ عن دوره في فيلم «الممسوحون»


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 04/05/2017