حصيلة مأساوية لـ «حرب مفرقعات عاشوراء» بالدارالبيضاء : وفاة شاب، إتلاف عين طفل، إحراق شقة و«المستعجلات» تستقبل مصابين بحروق مختلفة

لقي شاب، في العشرينات من العمر، حتفه في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس20 شتنبر 2018 بحي درب غلف بالدارالبيضاء، في خضم أجواء ما يعتبرها البعض احتفالات بعاشوراء، بعد إصابته على مستوى العنق بمفرقعة يُطلق عليها إسم «فيريا» يتم بيعها بمبلغ 300 درهم، التي تم تسديدها عن بعد فتسبّبت له في نزيف قوي فارق على إثره الحياة، قبل أن يتم نقل جثته إلى مستودع الأموات بمستشفـي ابن رشد للقيام بالإجراءات الضرورية. حادث مأساوي مؤلم أرخى بظلاله على ساكنة الحي ككل، وليس على مستوى شارع واطو فحسب، بل وعلى امتداد دروب وأزقة الحي كلها، الذي ارتفعت فيه أصوات النحيب وانهمرت دموع الجميع صغارا وكبارا، في مشهد درامي مغاير تماما لأجواء الأهازيج والرقصات التي كانت المنطقة تعيش على إيقاعها قبل وقوع الفاجعة التي أودت بحياة الشاب أيوب، وهو يتيم الأبوين والذي كان يتابع دراسته في مؤسسة للتكوين الفندقي، وأصابت أسرته بصدمة كبيرة، هذا في الوقت الذي فتحت فيه المصالح الأمنية تحقيقا في الموضوع!
ليلة الاحتفالات بعاشوراء كانت استثنائية بالنسبة لعناصر الوقاية المدنية وللأطقم الطبية وشبه الطبية بمستعجلات العاصمة الاقتصادية التي جنّدت مواردها البشرية واللوجستيكية للتعامل مع الحالات التي قد ترد بين الفينة والأخرى نتيجة لحوادث مختلفة، وبالفعل عرفت مجموعة من المصالح الاستعجالية توافدا كبيرا لجرحى في حوادث لتبادل الضرب والجرح أو اعتداءات بالسلاح الأبيض، والتي أكّد مصدر طبي، أنها كانت قياسية خلال تلك الليلة، إضافة إلى محروقين ومصابين من مختلف الأعمار، بسبب استعمال المفرقعات أو القفز فوق الإطارات المطاطية التي أضرمت فيها النيران في عدد من الأزقة والشوارع البيضاوية، كما هو الشأن بالنسبة لمستعجلات سيدي عثمان التي استقبلت ثلاث حالات استعجالية تخصّ أطفالا، الأول يبلغ من العمر 6 سنوات والذي أصيب بحروق على مستوى العين اليمنى نتيجة إصابته بمفرقعة، إذ بات بصره مهددا، والثاني يبلغ من العمر 12 سنة تم توجيهه إلى مستشفى ابن رشد، وكان قد سقط داخل حلقة نيران مشتعلة فأصيب بحروق من الدرجة الثانية والثالثة على مستوى الظهر ومناطق الجسم السفلى، وهو نفس مصير طفل يبلغ من العمر 14 سنة، الذي أصيب بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الفخذ والأقدام، حيث تم التكفل بهم طبيا.
مستعجلات مستشفى بوافي بالفداء مرس السلطان، هي الأخرى استقبلت حالات عديدة لجرحى ومصابين، ضمنهم حالة طفلين، الأول يبلغ من العمر 10 سنوات انفجرت مفرقعة بين يديه، والثاني يبلغ من العمر 12 سنة أصيب بحروق من الدرجة الثانية من بطنه على أطراف جسمه السفلى. أما مستعجلات المستشفى الجهوي مولاي يوسف «الصوفي» فقد استقبلت بدورها أشخاصا مصابين في مواجهات دموية واعتداءات مختلفة، بينما تم استقبال طفل يبلغ من العمر 14 سنة، في علاقة بحوادث عاشوراء، أصيب على مستوى العين، ووصفت مصادر طبية إصابته بالطفيفة لكن وكإجراء احتياطي تم توجيهه إلى مستعجلات مستشفى 20 غشت.
حوادث عاشوراء، لم تسلم منها البنايات كذلك، إذ تعرّضت شقة بحي الأمل 1 الزنقة 13، لحريق أتت نيرانه على كل ما فيها، وتلقى أصحاب الشقة اتصالا هاتفيا، وهم الذين كانوا يتناولون وجبة عشاء خارجا، يخبرهم بالحريق الذي اندلع في مسكنهم على إثر رمي مفرقعة من الخارج دخلت الشقة وأحرقتها عن آخرها، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، مما يعتبر جريمة مكتملة الأركان. ليطرح السؤال: من يتحمّل المسؤولية في مثل هذه المآسي التي تتسبب فيها تجارة المفرقعات الممنوعة قانونا؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/09/2018

أخبار مرتبطة

لكي يتم تفعيل استفادة المنتقلين من «أمو «تضامن» إلى «الشامل» مع ما يعني ذلك من تهديد لأرواحهم وسلامتهم طيلة هذه

  تتواصل محنة ساكنة الزنقة 8 و 19 و 20 بدرب الدوام ودرب الحجر بمقاطعة سباتة بمدينة الدارالبيضاء مع مظاهر

  تمكنت عناصر الدرك الملكي بسرية قلعة السراغنة، يوم الأحد 12 ماي 2024، من توقيف شخص مختل عقليا، يبلغ من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *