وقع اللاعب الموهوب يوسف تقي الدين رسميا، في الشهر الماضي، في كشوفات نادي مالقا الإسباني قادما إليه من فريقه مولودية الداخلة المنتمي للبطولة الوطنية للهواة. المهاجم يوسف الذي توج هدافا للهواة في الموسم الماضي ب23 هدف، لم يكن يعتقد أويتخيل أن ولوجه لعالم كرة القدم قبل أربع سنوات فقط، سينقله بهذه السرعة من «الهواية» وما يحيط بها من فقر وعوز إلى أضواء الاحتراف، ومن «زوج فرانك» كان يحصل عليها كلاعب في كلميم قبل أن ينتقل للداخلة، إلى أكثر من عشرين مليون سنتيما كراتب شهري إلى جانب عدة امتيازات أخرى. لكن ما لم يتوقعه يوسف تقي الدين حدث وأصبح الأمر واقعا، لقد أصبح لاعبا محترفا في أقوى البطولات وأشهرها أوربيا.

الحكاية بدأت حسب ما اكتشفته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» وهي تحاور مجموعة من زملاءه بفريق مولودية الداخلة، أو وهي تستمع لروايات على لسان بعض مسيري الفريق الصحراوي، عندما قام عضو بالمكتب المسير للفريق بمعية الرئيس سيدي أحمد لخليكي، بإنجاز شريط مصور يضم لقطات من مهارات اللاعب أثناء حمله لقميص مولودية الداخلة في عدد من المباريات. وتم إرسال نسخ من الشريط لمجموعة من الأندية المحترفة في أوربا، لتكون المفاجأة تفاعل الفريق الإسباني مالقا الذي بعث بمراسلة يعبر فيها عن رغبته في إخضاع اللاعب لاختبار تقني وبدني قبل إتمام مسطرة انتقاله. تجاوب الفريق الصحراوي بسرعة مع اقتراح الفريق الإسباني، وسافر اللاعب يوسف تقي الدين للديار الإسبانية، ولم تمر سوى ثلاثة أيام على مشاركته في تداريب الفريق حتى سارع المسؤولون الإسبانيون إلى توقيع العقد معه.
يوسف تقي الدين من مواليد سنة 1997، لعب لموسمين في فريق جوهرة كلميم شبان وكبار، وموسمين في فريق مولودية الداخلة، حيث حظي برعاية خاصة من طرف رئيس الفريق سيدي أحمد لخليكي، الذي فتح له باب بيته، ومنح دفء أسرته هذا الدفء الذي ظل يوسف يفتقده منذ انفصال والديه عن بعضهما، إذ اضطرت والدته للاسقرار في موريطانيا فيما هاجر والده إلى إسبانيا، وعاش الابن فريدا ومنعزلا إلى أن وجد الدفء في فريق مولودية الداخلة وخاصة في بيت رئيس مكتبه المسير.
آخر أخبار اللاعب يوسف تقي الدين تفيد أن نادي مالقا قرر إلحاقه مؤقتا بفريقه الرديف أتليتيكو مالاكينو لمنحة فرصة الاستئناس والانسجام مع أجواء اللعب في بطولة احترافية. وقد شارك معه في عدة مباريات ودية ورسمية وأثبت أنه لاعب بمهارات واعدة ستفتح له آفاقا واسعة في عالم الاحتراف.