جماعة السويهلة – مراكش سكان أيت إيمور يرفضون استغلال أراضيهم كمقالع للرمال

 

بعدما نفد صبرهم ويبست ضيعاتهم الفلاحية وماتت أشجارهم ونضبت آبارهم إثر تضرر الفرشة المائية جراء الترخيص لإحدى الشركات باستغلال مراعيهم وولجة وادي النفيس كمقالع للرمال.. خرج العشرات من سكان أيت إيمور بجماعة السويهلة، يوم الاربعاء الماضي 17 اكتوبر 2018 ، إلى عين المكان معبرين عن غضبهم إزاء هذا الوضع، مؤكدين تشبثهم بأرضهم و رفضهم لهذا الاستغلال..
وقد انتقل وفد صحافي إلى عين المكان للوقوف عن كثب على الحالة المزرية التي آلت اليها فلاحة السكان، بعد أن يبست آلاف الاشجار ، و تحولت أخرى إلى أثر بعد عين..
وهكذا وجدنا السكان في حالة من الغضب والسخط حيث قال أحدهم « لم نعد نحتمل هذا الظلم الذي سيغتال الحياة في هذه المنطقة..».
سألناهم ما الذي حصل فأجابوا: «المشكل أن إحدى الشركات تم الترخيص لها من اجل استغلال هذه الولجة كمقلع للرمال، مع العلم أنها تستغل هذا المقلع منذ سنوات دون معرفة من رخص لها الى ان استنزفت الفرشة المائية بشكل كبير ومياه الوادي لم تعد تتدفق، وحتى إن تدفقت لا تنفع المنطقة بشيء ، لأن الفرشة المائية تضررت بشكل أصبحت المياه لا تنجرف إلى الآبار التي هي الوسيلة الوحيدة من أجل استمرار الفلاحين في ممارسة نشاطهم الأساسي وهو الفلاحة..».
وأضاف بعضهم « إن هذا الترخيص مخالف للقانون كما أنه لم يستحضر التوجيهات الملكية، التي تدعو إلى خلق طبقة فلاحية متوسطة تكون رافعة للاقتصاد ..فكيف يمكن تفعيل ذلك اذا لم يكن هناك الماء الضامن لعنصر الاستقرار لهذه القبائل التي ليس لها مورد آخر..؟»
وأشار آخرون إلى أنه «من اجل تخويف الناس وترهيبهم تم تلفيق تهم لأربعة من السكان والذين تم استدعاؤهم من طرف الدرك، بدعوى منع الشركة وذلك فصد الزج بهم في السجن»، وبخصوص هذا الامر اكد السكان أنهم جميعا «ضد اغتيال ارضهم والقضاء على فلاحتهم وانهم متضامنون ، «لأن استغلال ما تبقى من ولجة وادي النفيس معناه القضاء على قبائل ايت ايمور كاملة، مع العلم أنهم استوطنوا هذه المنطقة من خلال ظهير شريف من سلطان علوي.. ومما جاء في هذا الظهير «أن من حق السكان ان يستغلوا هذه الارض لا يردهم عنها راد، ولا يصدهم عنها صاد، تصرف المالك في ملكه..».
أحد السكان حمل مسؤولية ما يقع لرئاسة الجماعة وممثل السلطة المحلية بالمنطقة من خلال الترخيص للشركة.. أما آخر فأخذ يصرخ داخل ضيعته التي يبست اشجارها ومعها توقف مورد عيشه.. شأنه شأن أغلبية السكان..
وحول الاجراءات التي اتخذوها ضد هذا التفويت لهذه الشركة التي تستفيد من ريع استغلال مقالع الرمال في اكثر من منطقة بهذه الجهة، أوضح السكان بأنه تمت مراسلة الديوان الملكي ووزارة الداخلية، و«الحوض المائي» ووالي جهة مراكش آسفي وكذا رئيس الجهة، وستكون هناك مبادرات اخرى في اتجاه القضاء..» وأكد المحتجون انهم «ليسوا فوضويين ولكنهم فلاحون وطنيون لا يطلبون سوى حقهم في الحفاظ على مورد عيشهم..».
أحد الفلاحين أكد لنا بأن «استغلال ولجة وادي النفيس كمقلع للرمال يتسبب في نضوب المياه الجوفية والقضاء على الفرشة المائية» ، حيث بين ان استنزاف الرمال التي شبهها بالاسفنج الذي يحمي المياه بداخله، إذ أنه كلما تم اقتلاع الرمال كلما تعرت الفرشة المائية وتسهل عملية التبخر لتجف المياه الجوفية بسرعة «، و»هو ما حصل الآن بالمنطقة، حيث ان اقتلاع الرمال بلغ اكثر من ثمانية كيلومترات، وهو ما تسبب في نضوب الآبار بفعل التبخر السريع للماء، وهذه جريمة ترتكب ضد هذه المنطقة التي مورد عيش سكانها الوحيد هو الفلاحة ولا شيء غير ذلك» تختم مصادر من عين المكان.


الكاتب : مكتب مراكش: م. م. البومسهولي

  

بتاريخ : 22/10/2018