ولأن الهوية الأمازيغية أصيلة وعريقة، فإنها ستظل قائمة تطِلّ علينا باستمرار من خلال تجسيدها عبر الموروث الثقافي والإبداعي من قبل الشباب والكهول والشيوخ ذكورا وإناثا في كل مناطق المغرب.
ويعدّ الرقص تعبيرا بالجسد والحركة تجسيدا لقضايا اجتماعية وغيرها، وفي هذا المجال يندرج فن أحيدوس، الرقص الامازيغي الذي مايزال محافظا على طابعه الأصيل والجميل جامعا النساء بالرجال في صفوف ووضعيات تختلف من منطقة إلى أخرى لتعبر بكليتها عن منطوق تراث يأبى النسيان والتجاوز أمام شبح الإعلام الجارف والعولمة المقوضة للأصالة الثقافية للشعوب.
وقد اشتهرت مناطق الأطلس بهذا الفن العريق وحافظت عليه رغم مرور عقود وعقود على بداياته الأولى،ليصير بذلك الوسيلة الفارضة لنفسها في التعبير عن الأفراح المختلفة.
وفي هذا الإطار تراءى لجماعة من الأطلسيين بمناسبة الزيارة الملكية 2013 تأسيس فرقة أحيدوسية ، وتم ذلك ضمن جمعية أطلقوا عليها جمعية أحيدوس نْ-ايْتْ أوقبلي التي تأسست في غشت 2014م.
وقد كان الهدف من ذلك التعريف بجزء من التراث الفني الأمازيغي في جانبه الجمالي والرمزي، وفي ذلك عمل على الحفاظ على هذا العنصر التراثي الحامل لملمح من ملامح الهوية الأمازيغية الأصيلة،علاوة على التعريف بجزء من عادات وتقاليد أيْتْ أوقبلي ..
وتقدم هذه الرقصة في وضعيات هندسية لا مجال فيها للعشوائية، إذ تتم على شكل دائرة تردد فيها كلمات منسجمة مع إيقاعات البنادير، وأثناء العرض تكون عناصر الفرقة في وضعية خطية وتختم بالعودة إلى وضعية الدائرة، وفي كلتا الحالتين يتوسطها رئيس الفرقة.
وللإشارة فالفرقة تتألف من عشرين ذكرا صحبة ثلاث إناث، ويرقص الجميع ضمن إيقاعات أمازيغية ممتعة وسط الزغاريد وهتافات الإعجاب والتقدير.
وللتذكير فالفرقة نشيطة ويشهد على ذلك مشاركاتها وأنشطتها المتواصلة وأنها شاركت في تنشيط مجموعة من الحفلات والأعراس والمهرجانات منها:
مهرجان ايت اوقبلي 2013 /2014/2015/2016/2017/2018 ، مهرجان أنركي 2014، مهرجان أفورار 2013، مهرجان طانطان 2016، مهرجان القصيبة 2015،مهرجان مكناس 2016، مهرجان عين اللوح 2016، مهرجان اجدير 2017
تنشيط حفلات واعراس بكل من: القصيبة وفم الجمعة والدارالبيضاء وبني ملال وايت اوقبلي.
وسيظل فن أحدوس نشاطا إبداعيا مرافقا للإنسان في ترحاله وفي إقاماته لأنه لغة أخرى يعبر بها بعمق عما يجيش في أعماقه من مشاعر، يحيي بها ذكرياته وحفلاته المختلفة.