لحظة مميتة يمكن إنقاذ المصاب منها بتدابير إسعافية : ارتفاع معدلات الوفيات بالسكتة القلبية في ظل غياب ثقافة صحية للتعامل مع حالاتها

تحظى السكتة القلبية باهتمام الناس لأنها لحظة مفاجئة، أي أنها موت يأتي على حين غرّة بسكتة قلبية حتى في الأمراض المزمنة، علما أنه تكون هناك سكتة قلبية وتنفسية في آخر مرحلة للحياة لكن هذه الحالة منتظرة ولا تعتبر مشكلا، عكس السكتة القلبية عند الشباب المفاجئة التي تقع في ظل في غياب عارض صحي، في حين أن الأخرى تأتي بعد مرض مزمن أو بعد عمر طويل.
إن القلب عبارة عن مضخة تدفع الدم وفيها خيوط كهربائية تنظم دقات القلب ما بين 60 و 80 في الوضع العادي، وهو ما يؤدي إلى خفقان القلب فيبعث القلب الدم إلى الرأس والكلي وإليه هو أيضا وكل أعضاء الجسم، عندما لا تصبح دقات القلب منتظمة أو ترتفع معدلاتها يعيش القلب حالة من الرجفان وهذا هو النوع الأكثر من السكتات القلبية حيث لا يؤدي القلب وظيفته بدفع الدم إلى الرأس، إضافة إلى نوع آخر من السكتات القلبية الذي يتمثل في توقف النشاط الكهربائي للقلب بشكل نهائي دون وقوع الرجفان فيتوقف القلب، ويؤدي الأمر إلى سكتة قلبية.
تقع السكتات القلبية عند شخص معروف بأنه يعاني من أمراض القلب وتكون شرايينه مغلقة، ويمكن أن تحدث له أزمة قلبية، كما يمكن لشخص لم يكن يعاني من أية أعراض لمرض القلب ألا تنتظم دقات قلبه وترتفع بشكل كبير أو يقع له حادث قلبي من مخلفاته السكتة القلبية، ولو وقع الأمر لأول نوبة قلبية في حياته، ولو كانت صغيرة فتؤدي به إلى سكتة قلبية، وبالتالي مصدرها عدم انتظام دقات القلب أو يتوقف نهائيا.
إن السكتة القلبية أضحت تشكل هاجسا مرعبا بالنسبة للعديد من الأشخاص، وهي التي كانت تقع لأشخاص فوق 45 و 50 سنة، عكس اليوم التي أصبحت تسجل عند شباب في الثلاثينات وأشخاص في الأربعينات وذلك لأن العوامل المؤدية إلى أمراض الشرايين التاجية هي في ازدياد ومنها القلب، التبغ، نمط التغذية، وقد تقع نوبة قلبية مفاجئة غير منتظرة. ويختلف تشخيص السكتة القلبية إذ يتم التتبع الكهربائي للقلب، للوقوف على حجم دقاته، إلا أنه لا يمكن خارجيا معرفة ما يقع للمصاب الذي يصاب بغيبوبة، وقبلها التعرق، وبالتالي يجب وبشكل ضروري التعرف على السكتة القلبية ومباشرة الإسعافات الأولية إلى حين وصول الإسعاف أو نقل المريض إلى مؤسسة صحية، أو في انتظار تنظيم دقات قلبه بواسطة جهاز ضد الرجفان القلبي، وقبله يجب على المسعف طلب المساعدة كي يتصل البعض بالإسعاف، في حين يتكفل بالإسعافات الأولية، كما يجب على المواطنين بشكل عام أن يكونوا على علم بالإجراءات الاستعجالية التي يجب أن يقوموا بها لإنقاذ المريض الذي قد يفارق الحياة في دقائق معدودة.
إن الإسعافات الأولية تدرس للأطفال الصغار في المدرسة في الدول الأروبية وأمريكا، والأجهزة التي تنظم دقات القلب هي متوفرة في كل الفضاءات الكبرى، ويقوم الجميع بالإسعافات الأولية بشكل عاد وطبيعي، خاصة وأن الجهاز الذي يتم استعماله هو يوضح لمستعمله الخطوات التي يجب أن يقوم بها لإسعاف المصاب.
وختاما تجب الإشارة أيضا إلى أن السكتة القلبية تكون أحيانا نتاجا لمضاعفات أخرى وليس مصدرها القلب، كانفجار عرق في الدماغ، فيؤثر على الجسم كله، ولكن السكتة القلبية الكثيرة هي مرتبطة بخفقان القلب غير المنتظم وناتج عن أمراض الشرايين التاجية.


الكاتب : الدكتور مصدق مرابط

  

بتاريخ : 23/10/2018

أخبار مرتبطة

  تجندت أطقم المراكز الجهوية لتحاقن الدم في عدد من المدن أيام عيد الفطر لاستقبال المواطنين الراغبين في التبرع بهذه

المغاربة يخلدون اليوم العالمي للصحة على إيقاع «نبضات» مؤشر الحماية الاجتماعية احتفى المغرب ومعه باقي الدول يوم الأحد 7 أبريل

تم يوم الثلاثاء الفارط بفاس، تنظيم حفل فني قدم خلاله مجموعة من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد، عروضا فنية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *