المستشفيات العمومية بدون أطباء وممرضين غدا الجمعة

 

من المنتظر أن تصاب المستشفيات والمؤسسات الصحية العمومية بالشلل غدا الجمعة 26 أكتوبر 2018، ليس فقط بسبب الإضراب الذي دعت إليه حركة الممرضين وتقنيي الصحة، والذي حظي بدعم وطني وحتى دولي من نقابات لها صيتها، وإنما كذلك بفعل إضراب الأطباء الذي دعت إليه النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، والذي يعتبر محطة من ضمن مجموعة من المحطات الاحتجاجية التي سطّرتها النقابة في إطار ترافعها على ملف مطلبي ما يزال يراوح مكانه، رغم كل المسيرات والوقفات النضالية والإضرابات إضافة إلى أشكال احتجاجية أخرى إدارية تم اتخاذها، التي لم تحرك ساكنا في وزارة الصحة، وفقا لتعبير عدد من الأطباء الغاضبين، الذين ينتقدون صمتها ويرفضون بعض المبادرات المحتشمة، على حدّ تعبيرهم، التي لم تقدم حلولا عملية بشأن المطالب المقدّمة.
الخطوة الاحتجاجية الجديدة للأطباء ستتواصل بالموازاة معها خطوة توقيع استقالات جماعية على مستوى الأقاليم والجهات، التي بلغ عدد التوقيعات بها في جهة الدار البيضاء-سطات 130 توقيعا ، وهي المبادرة التي اتخذتها النقابة مؤخرا والتي انخرط فيها عدد كبير من الأطباء للتأكيد على تردّي أجواء العمل التي لم تعد مناسبة لتقديم علاجات للمرضى في ظروف صحية، مع التأكيد، يضيف مصدر نقابي، على مواصلة التدابير الاحتجاجية الأخرى وفقا لقرارات وخلاصات المجلس الوطني الأخير، الذي كان قد دعا إلى توقيف الفحوصات الطبية بمراكز التشخيص خلال مدة محددة، والامتناع عن تسليم الشواهد الطبية المؤدى عنها بكافة أنواعها، بما فيها شواهد رخص السياقة، باستثناء شواهد الرخص المرضية، ومقاطعة حملة الصحة المدرسية والتشريح الطبي وغيرها.
إضراب الجمعة من المنتظر أن يطال كل المرافق والأقسام باستثناء الإنعاش والمستعجلات وذلك من أجل التعامل مع الحالات المستعجلة الحرجة وتمكين أصحابها من العلاج، وهو بكل تأكيد سيخلف مشاكل جمّة بالنسبة لكثير من المواطنين الذين لديهم مواعيد في هذا التاريخ، والذين سيصطدمون بواقع الإضراب الذي سيفاقم من معاناتهم المرضية، الأمر الذي يجب أن يكون دافعا لتدخل وزارة الصحة من أجل فتح حوار حقيقي وجاد مع المضربين، أطباء وممرضين، وتدارس كل المطالب التي يرافعون من اجلها، وذلك من اجل إنصاف مهنيي الصحة وتمكين المواطنين من الولوج إلى العلاجات بشكل سلسل وبعيدا عن أية أعباء إضافية، خاصة وان موجة الإضرابات بقطاع الصحة هي تعرف مدّا تصاعديا، هو بالضرورة ينعكس سالبا على منظومة تعاني الكثير من الأعطاب.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/10/2018