مصطفى مزار مدرب رجاء أكادير تنقصنا الإمكانات وإستراتيجية التكوين وصناعة اللاعب للرقي بكرة اليد الوطنية

عاد بطل المغرب لكرة اليد نادي رجاء أكادير، إلى عاصمة سوس، بعد مشاركته في الدورة الأربعين لبطولة إفريقيا للأندية البطلة، والتي احتضنتها العاصمة الإيفوارية أبيدجان. وقد احتل الفريق الأكاديري الرتبة الخامسة في هذه البطولة القارية، بعد تلقيه لأربع هزائم وتحقيقه لانتصارين.
ولتقييم هذه المشاركة والتعرف على ملابساتها، كان لنا الحوار التالي مع مدرب الفريق، الإطار الوطني مصطفى مزار.

 

o من الناحية التقنية، ما هو تقييمكم لمشاركة الرجاء في البطولة القارية الأخيرة التي احتضنتها الكوت ديفوار مؤخرا؟
n مشاركتنا في بطولة إفريقيا جاءت بعد تتويجنا ببطولة المغرب. والمشاركة في مثل هذه التظاهرات يتطلب إعدادا مبكرا، إلا أن الظروف المادية للنادي لم تسمح لنا بالقيام بتحضيرات على الوجه المطلوب لمواجهة هذه التظاهرة القارية الكبرى، وكذا الاستعداد للبطولة الوطنية للقسم الممتاز لهذا الموسم. ثم إن مشاركتنا في هذه البطولة القارية أوقعتنا في مجموعة قوية، تتكون من نادي الزمالك المصري، ومجمع النفط الجزائري. والفرق بيننا وهذه الفرق كلها هو أننا الفريق الوحيد في هذه البطولة الذي لم يدعم صفوفه بلاعبين من خارج النادي، مقارنة مع الفريق المصري مثلا. طبعا لدينا الحق في القيام بهذا، لكن بحكم أننا لم نقم بإعداد مبكر فضلنا أن نشارك بما نتوفر عليه من عناصر، مقتنعين بأن مشاركتهم في هذه البطولة وإجرائهم لست مقابلات في عشرة أيام ستكون مناسبة لإعداد الفريق تقنيا وبدنيا، وحتى تكتيكيا، وهو ما توصلنا إليه والحمد لله. وبحكم أن المجموعة التي كنا نتواجد فيها كما أشرت كانت مجموعة قوية، مقارنة مع المجموعة الثانية، فهذا ما جعلنا خلال الدور الثاني نحقق الانتصار على الفريقين الثاني والثالث في هذه المجموعة الثانية. فمجموعتنا التي كانت تتكون من خمس فرق انسحب منها فريق ينتمي للكونغو برازفيل، عانينا ضمنها من نقص التجربة والإعداد وهو ما جعلنا ننهزم أمام هذه الفرق القوية، حيث انهزمنا أمام الزمالك، وهو فريق لا يحتاج لتقديم، بحصة 31 – 23 ونعتبر تسجيل ما يفوق 20 هدفا على فريق كبير بمثابة مكسب. المباراة الثانية أمام شبيبة الكونغو كينشاسا، والتي طغت عليها القوة البدنية، كنا قاب قوسين من الفوز بها، لولا نقص التجربة والأعطاب، وانهزمنا فيها بثلاث أهداف كفارق. ثم جاءت المباراة الأخيرة أمام مجمع النفط الجزائري، الذي تلعب كل عناصره تقريبا بالمنتخب، وانهزمنا فيها بصعوبة وفي آخر لحظة بفارق هدف واحد 24 – 25، وهذا بالنسبة لنا ربح. وفي دور الربع واجهنا الأهلي المصري الذي لعب مباراة النهاية وانهزمنا أمامه فيما أذكر بفارق خمس أو ست أهداف. وعقب هذه المباراة توصلنا إلى نتيجة أعتبرها إيجابية وتتمثل في كون فريقنا كان يتحسن أدائه مع توالي المباريات، مما جعلنا أمام فريق «فوينكس» الغابوني الذي دعم صفوفه بعدد من اللاعبين من داخل الغابون، واستطعنا أن نتفوق عليه. وخلال المباراة السادسة والأخيرة واجهنا نادي «باف» والذي يعتبر هو المنتخب الكاميروني، وتمكن فريقنا من الفوز عليه واحتلال الرتبة الخامسة، رغم التجربة والقوة البدنية التي تميز هذا الفريق أو بالأحرى المنتخب.
o هناك من اعتبر أن فريقكم خاض هذه البطولة القارية من دون ضغط، وبالتالي كان بإمكانه ربما تحقيق ما هو أفضل، وإن واجهتم رهانات جد صعبة؟
+ فعلا لعبنا بدون ضغط وكنا واقعيين مع أنفسنا، حيث حاولنا أن نفهم لاعبينا حجم التظاهرة التي يشاركون فيها. فعندما نقول الزمالك نتحدث عن فريق يخطط ويستعد لهذه البطولة القارية على مدى أربع سنوات. وبالنسبة لنا نحن وضعيتنا المادية لا تسمح بمثل هذا التخطيط وهذا الاستعداد. بالإضافة إلى كون كل تلك الفرق التي ذكرنا تستعين عادة للمشاركة في هذه البطولة بعناصر من خارج الفريق. وكان هدفنا نحن في الرجاء هو احتلال رتبة متقدمة في هذه البطولة، ما بين الرتبة 3 والرتبة 5، والاستعداد في نفس الوقت لبطولة الموسم الحالي ببلادنا. وقد بدل لاعبونا جهدا يشكرون عليه. والواقع في مثل هذه التظاهرات لا يعلى عليه. وقد تمكنا من احتلال رتبة مشرفة وربحنا لاعبين ومجموعة منسجمة ومتلاحمة، وهذا ليس بالأمر الهين.
o نحن نتواجد في منطقة شمال إفريقيا، التي يعتبر مستوى كرة اليد في بعض بلدانها كمصر، وتونس، والجزائر عاليا، لكننا مازلنا بعيدين عنه. كيف يمكننا تجاوز الفجوة التي تفصلنا عن كل هؤلاء الجيران؟
n المسألة مسألة منظومة. فعندما نرى الصورة التي تقدمها أندية كالزمالك والأهلي المصريين وشكل ومستوى إقامتهم بالكوت ديفوار. فقد وفروا للاعبيهم كل وسائل ومواد التغدية التي أحضروها معهم، هذا دون إغفال الجانب التقني. فهناك منظومة للتكوين والتسيير تتوفر فيها كل المتطلبات، بما فيها الشق المادي الذي يتيح لهم انتداب أحسن اللاعبين. ثم إن هذه الأندية تسير بـ 2 إلى 3 ملايير سنتيم، ولا يمكن مقارنتها ببلدان لا تتجاوز ميزانية جامعتها 500 إلى 600 مليون. فالأمر يتعلق  بطبيعة المنظومة ككل وبالإمكانات المادية. علما بأنه بالنسبة لنا نحن في المغرب تتوفر من الإمكانات البشرية على ما لا يتوفر لدى الآخرين، لكن ما ينقصنا هو الإمكانات واستراتيجية التكوين وصناعة اللاعب.
o ماذا عن ظروف انتقالكم إلى الكوت ديفوار ؟ هل واجهتم بعض المشاكل، المادية خصوصا؟
n الظروف كانت عادية، والمكتب المسير وفر لنا كل الشروط وانتقلنا عبر الطائرة من أكادير إلى الدار البيضاء ومنها إلى أبيدجان. الأجواء العامة كانت إذن جيدة، والإقامة لا بأس بها، وكنا في نفس وضعية الأندية الإفريقية الأخرى، والتي انسجمنا معها بشكل جيد. وطبعا يبقى إلى جانب هذا مشاكل تتعلق بالمناخ والتغذية والتي تتفاوت من بلد لآخر. وقد حاولنا مسبقا أن نتغلب على هذا الجانب قدر المستطاع.
 o كلمة أخيرة
n أشكركم وأشكر من خلالكم جريدة «الاتحاد الإشتراكي»، التي تتابع  باستمرار أخبار فريقنا داخل المغرب وخارجه، وتهتم بقضايا الرياضة ومشاكلها. ولا يفوتني هنا أن أتقدم بالشكر لكل أفراد الطاقم التسييري لفريقنا، الذي سهر على إنجاح رحلتنا لأبيدجان. كما أتقدم بشكر خاص لسفير المغرب بالكوت ديفوار الذي دعمنا، دون نسيان الملحق بالسفارة عبد لله زكراني، ابن أكادير، والذي أحاطنا بدوره بكامل العناية.


الكاتب : حاوره: عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 05/11/2018