شيشا و باعة جائلون بفاس.. وسؤال المسؤولية؟

تتناسل محلات الشيشا كالفطر في مختلف مناطق مدينة فاس، وذلك رغم الشكايات التي يرفعها السكان ضد هذه المقاهي التي يطبعها السواد لدرجة استحالة معرفة ما يدور بداخلها ، والتي يكون روادها في الغالب من المراهقين والمراهقات من تلاميذ وتلميذات الثانويات والإعداديات ، وهن القاصرات اللائي يكن عرضة للإغراء من قبل «شيوخ مراهقين « ؟
وبين الآونة والأخرى تقوم دوريات من السلطات المحلية بحملات تطهيرية و مصادرة معدات الشيشا ويتم إغلاق بعض «الأوكار»، لكن سرعان ما تعاود المقاهي المعنية مزاولة أنشطتها بدعوى أنها مرخصة ، في حين أن اغلب الرخص المسلمة لمستغليها من الجماعة هي رخص لمزاولة أنشطة عادية تخص ببيع المشروبات والعصير والشاي، غير أن أصحاب تلك القاعات يحولونها لتعاطي الشيشا وجني الأموال الباهظة دون مراعاة حقوق الساكنة والمدارس و حرمة المساجد أيضا ، علما بأن الجماعة تتلكأ في تحويل الإنذارات الموجهة للمعنيين بالأمر إلى قرارات تعمل السلطات المحلية على تنفيذها ؟
من جهة أخرى يعاني المواطنون و التجار بجماعة اكدال من مشكل الباعة الجائلين / الدائمين، الذين احتلوا رصيفي الشارع العمومي و الشارع العام قبالة مسجد التاجموعتي وحولوه إلى أماكن قارة لممارسة كل أنواع التجارة من ملابس وأحذية وأوان منزلية وفواكه وغيرها دون أن يؤدوا أية واجبات ضريبية ، مما جعل التجار يرفعون شكايات متعددة إلى الجهات المسؤولة، لكن الوضعية تزداد تفاقما يوما عن آخر، خاصة في وقت الذروة وخروج تلاميذ المؤسسات التعليمية لركوب الحافلات متوجهين إلى منازلهم النائية .
الاحتلال ذاته يعاني منه شارع محمد الخامس، الذي كان يعتبر القلب النابض للحركة التجارية بفاس ، والذي احتل هو الآخر من طرف الباعة الجائلين وأصبح تجاره يعانون الكساد ، بل منهم من أغلق متجره بسبب التسيب الذي يعرفه ؟ وبالإضافة إلى هذين الشارعين هناك نقط سوداء أخرى بهذه المقاطعة منها شارع السعادة على سبيل المثال لا الحصر .
ورغم ماقامت به السلطة الولائية في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، حيث تمت تهيئة ثلاثة أسواق نموذجية بهذه المقاطعة، إلا أن المشكل مازال قائما .
هذا و هناك مبادرات جادة تستحق التنويه ، كتلك التي قام بها كل من القائد السابق لمقاطعة اكدال والقائد الحالي ، من خلال العمل على منع الباعة الجائلين بشارع الكرامة وتحرير الأرصفة قبالة مسجد التاجموعتي . لكن عدم اتخاذ آي مبادرة جدية من قبل منتخبي جماعة فاس، يحول دون إيجاد حلول جذرية للمشاكل المستفحلة بالعاصمة العلمية ؟


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 14/11/2018