مراكش: المشاركون في اللقاء الدولي لليهود المغاربة بالخارج يؤكدون على دعم التواصل بين أفراد الجالية اليهودية المغربية بالخارج والمغاربة داخل الوطن

استعداد كبير لتمثيل بلدهم المغرب، والدفاع عن مصالحه العليا ببلدان الاستقبال، أبداه اليهود المغاربة بالخارج الذين اجتمعوا في مراكش من 13 إلى 18 نونبر الجاري في إطار اللقاء الدولي، الذي نظمه مجلس الجالية المغربية بالخارج بشراكة مع مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب، تحت شعار» اليهود المغاربة بالخارج: من أجل مغربة متقاسمة»

المشاركون الذين يمثلون نخبة من اليهود المغاربة المقيمين في مختلف بلدان العالم، أكدوا على ارتباطهم ببلدهم الأم، مشددين على قوة وعمق الروابط التي تجمع المغاربة اليهود بإخوتهم المسلمين، مشكلين نموذجا حضاريا يُحتذى به عالميا في التسامح والإيخاء والاحترام والتعاون.
واقترح المشاركون خلال أشغال هذا اللقاء الدولي، مجموعة من المشاريع التي تهدف إلى تمتين علاقة اليهود المغاربة بالخارج ببلدهم، منها خلق منصات رقمية والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل دعم التواصل بين أفراد الجالية اليهودية المغربية بالخارج والمغاربة داخل الوطن، وتشجيع الجوانب التربوية والبيداغوجية، بالإضافة إلى تنويع البعثات الطلابية.
و أكد المشاركون على أهمية القيام بدراسة مقارنة للتطورات التي عرفها كل من الإسلام  والديانة اليهودية في المغرب، وإعادة طبع الكتب التي تؤرخ لحياة اليهود في المدن المغربية، بالإضافة إلى تنظيم معرض لمركز الثقافة اليهودية المغربية في المتحف اليهودي لبلجيكا، وإنشاء جامعة صيفية تجمع المغاربة اليهود وإخوانهم المسلمين، بالإضافة إلى شباب من فلسطين ومن إسرائيل بهدف استلهام النموذج المغربي في تحقيق السلم العالمي.
وتميز اللقاء الدولي حول « اليهود المغاربة، من أجل مغربة متقاسمة» بعرض مجموعة من المشاريع التي تسعى إلى حفظ الذاكرة اليهودية بالمغرب وتقوية الروابط بين اليهود المغاربة بالخارج وبلدهم الأم، ومن بينها المشروع الذي قدمه بول دحان، الفاعل الثقافي اليهودي المغربي البلجيكي، بعنوان «الآخر هو أنا: نموذج الجالية اليهودية والمسلمة في المغرب » والذي سينطلقببروكسيل في أبريل 2019 ويقوم على جمع الوثائق والمخطوطات والتحف الفنية الشاهدة على تاريخ اليهود المغاربة واستعمالها كأدوات بيداغوجية  لمساعدة الشباب على إيجاد هويتهم المغربية المتعددة، وإظهار ثراء التعدد المغربي، والتعايش الذي طبع حياة اليهود والمسلمين في المغرب على امتداد التاريخ.
ويستهدف هذا المشروع على الخصوص، الأجيال الشابة من المهاجرين المغاربة في أوروبا خصوصا الذين يعيشون في الأحياء الهامشية، والاستثمار أكثر في الجانب الفكري من أجل سد الفراغ الهوياتي الذي يعيشونه، وإعطاء صورة أفضل للمغرب في صفوف المغاربة، وذلك عبر تنظيم ملتقيات بشكل شهري، وجلب شباب المدارس من مختلف الطبقات الاجتماعية، وفتح المجال أمامهم لمتابعة نقاشات علمية، وطرح تساؤلاتهم الهوياتية عميقة.
وقدم لوران أبرهام، وهو رجل أعمال، وأحد أبرز الفاعلين في الجالية المغربية اليهودية في منطقة الكيبك الكندية، مشروعه في التعريف بالمدرسة التلموذية الفرنكوفونية السيفاردية بموريال، باعتبارها المدرسة الوحيدة الموجهة لأبناء الجالية اليهودية المغربية الناطقين بالفرنسية في أمريكا الشمالية، وتضم 350 تلميذا، وكذا بناء جناح جديد في المدرسة ووضع برنامج بيداغوجي لمشاركة العديد من جوانب تاريخ اليهود المغاربة وإتاحته للتلاميذ.
ويضم المشروع أيضا تنظيم زيارات سنوية للتلاميذ المتخرجين في موريال لاكتشاف الموروث الثقافي المغربي، وتنظيم مسابقات ثقافية، لإبراز غنى الثقافة المغربية وتنوعها.
وقدمت السوسيولوجية ومديرة معهد كيبيك للدراسات المعاصرة لليهود السفرديم بالكيبيك، صونيا سارة لبيزيك، مشروعها الذي يجعل الحوار بين اليهود والمسلمين في الكيبيك على رأس أولوياته، معبرة عن رغبتها في خلق منصة تواصلية في مواقع التواصل الاجتماعي موجهة للشباب، تقدم مجموعة من قيم التسامح والعيش المشترك، إضافة إلى مجلة وخارطة تفاعلية لمختلف الأماكن التي عاش فيها اليهودالسفرديم في العالم، مع تركيز على المغرب لأنه البلد الأصلي لأغلب اليهود السفرديم في كندا.
أما الطالب الباحث غابرييل مانصور، فيقترح مشروعا في البحث العلمي، يهم إعادة توجيه الأعمال الأدبية اليهودية نحو تاريخ اليهود المغاربة ودورهم في إثراء الفكر اليهودي العالمي، بالإضافة إلى خلق مراكز تجمع باحثين مسلمين ويهود مغاربة من أجل فهم أفضل للتأثيرات الفكرية لهاتين الجاليتين في ما بينهما وإبراز الاستثناء المغربي ليس فقط في الموسيقى والفن، ولكن أيضا في الفكر والفلسفة.
وحسب المعطيات التي قدمها الأمين العام لمجلس الجاليات اليهودية في المغرب، سيرج بيرديكو، حول حضور اليهود المغاربة ببلدان الخارج، فإسرائيل تضم أكبر جالية يهودية مغربية بحوالي 800 ألف شخص، ثم فرنسا التي يقيم بها حوالي 150 ألف يهودي من أصل مغربي، ثم كندا حيث يتواجد 40 ألف يهودي من أصل مغربي.
وتضمن هذا اللقاء الدولي فقرات متنوعة تضم أنشطة فكرية بمواضيع متنوعة تهم الذاكرة والتاريخ وحفظ التراث وتقوية الروابط بين اليهود المغاربة بالخارج ببلدهم، إضافة إلى فقرات فنية وزيارات ميدانية.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 17/11/2018