المخرج المغربي علي الحضري: نعمل مع كبريات قنوات التلفزيون بكندا وتجربتنا رهن الإشارة زملائنا المغاربة

عندما هاجر عبد العلي الحضري إلى كندا سنة 2005 بهدف الدراسة في مجال الإخراج السينمائي، وجد أمامه أكثر من خيار، و قرر أن تكون البداية بمعهد تقنيات الإخراج السينمائي بمنتريال، و بالموازاة مع ذلك سجل أسمه كطالب في معهد ثاني متخصص في الإخراج التلفزيوني Cinécour : école de réalisation au Québec
Regroupement des jeunes chambres de commerce du Québec télévision et cinéma وبعد حصوله على دبلوم التخرج بنجاح، و اكتساب الكفاءة و الخبرة اللازمة في الإنتاج و الإخراج التلفزيوني من المعهدين المتخصصين، سيشتغل على الحضري لمدة خمس سنوات بأكبر قنوات التلفزيون بكندا TVA و هي قناة ثانية بعد قناة راديو كندا بالكيبيك . لكن علي الحضري من مواليد 1969 بتازة المغرب سيدرك فيما بعد، أن طموحاته أكبر من أن يكون فقط موظفا بقناة تلفزيونية بكندا، لذلك، سيقرر تقديم استقالته ليغادر قناةTVA و يعمل على إنشاء شركته الخاصة أطلق عليها T. HADRI PRODUCTION و شرع يشتغل في مجالي الإنتاج و الإخراج بشكل ذاتي و بواسطة شركته الخاصة.
و لأن أغلب أعماله الأولى سيغلب عليها طابع التوثيق، و كانت كلها تندرج في إطار الأفلام الوثائقية و المرتبطة بالمجال الإداري و المؤسساتي و بكل ما له علاقة بالمقاولات و المؤسسات التجارية و رجال الأعمال ، وrgroupement des chambres de commerces و كل ما هو تابع لوزارة الأسرة بمنتريال خاصة و بالكيبيك على نحو عام . فإن الحاجة كانت ماسة للتجريب و المغامرة لارتياد آفاق مهنية أكثر شساعة و أكثر طموحا، وهو ما حصل بالفعل.
بعد ذلك، و مع مرور الزمن، و اكتساب التجربة و الخبرة الفنية و التقنية اللازمة، سينتقل على الحضري إلى إنتاج و إخراج البرامج التلفزيونية عبر شركته الخاصة T .hadri production و كانت هذه الإنتاجات في مجملها جيدة ومرحبا بها، و تذاع في أكثر من محطة إذاعية و تلفزية محلية و دولية بكندا. و إلى حدود سنة 2018 لا تزال الشركة تنتج و تخرج بنجاح العديد من البرامج و الأعمال التلفزيونية لفائدة تلفزات و مقاولات إعلامية محلية، و من بين البرامج الناجحة يمكن على سبيل الحصر ذكر برنامج LA VOIX DU SUCCE كذلك بعض البرامج الرياضية حيث عمل الحضري على إنتاج و إخراج العديد من المقابلات الرياضية للفولكوندو والفول كونتاكط والأييميم وكذلك برنامج يحمل اسم كنديان فايتير CANADIEN FAITER ، و سيتعزز مسار علي السينمائي بولوجه غمار تجربة جديدة بإنتاج برامج للقراءة و المطالعة بالكيبيك تحت عنوان LA MEDIATHEQUE . و يبث على قناة محلية .
أما تجربته مع الفنانة المغربية ليلى الكوشي في مشروع الفيديو كليب الثاني له « يا لطف الله الخافي « بعد أخراجه و إنتاجه للفيديو كليب الأول للفنان المغربي سعيد الوزاني المقيم بكندا أيضا، فهي تجربة جميلة و كبيرة جدا، و اعتبرها مناسبة لتجديد الثقة للفنانة القديرة ليلى كوشي التي وضعت كامل ثقتها في شركته حتى يكون على الحضري المنتج التنفيذي والمخرج لللفيديو كليب « يالطف الله الخافي» الذي حقق أرقاما قياسية على قناة اليوتوب و الفايسبوك أسابيع بعد إطلاقه، حيث عبر علي للجريدة عن سعادته لمستوى التجربة و كذلك لنجاح هذا العمل الفني العالمي، و تعود علاقة المخرج علي الحضري بالفنانة المغربية ليلى الكوشي المقيمة بكندا إلى أربع سنوات مضت، و شملت مجموعة من الأعمال مع شركتها الخاصة GOUCHI COM خصوصا، لما قررت طرح أغنيتها الجديدة، و بعد أن استمع إليها راقته كثيرا، و قررا معا أن يكون إخراجا فنيا متميزا للفيديو كليب الجديد ينسجم مع مستوى عمقه الفني و التاريخي المغربي كلمات و توزيعا و لحنا.
و قال علي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» بخصوص هذه التجربة « راقني كثيرا الفيديو كليب من خلال الفكرة المبدئية، و ناقشته مع الفنانة ليلى، لاسيما طريقة إخراج الفيديو التي حسمنا في أن تكون التجربة مغربية 100 بالمائة بتقاليد مغربية و طقوس مغربية، لكن في قالب دولي، بحيث قمنا بالاستعانة بتوظيف مجموعة مختلفة من الجنسيات و الأعراق، لأن رسالة الفيديو كليب هي التمازج و التعايش الثقافي بين الشعوب و الأمم، و هذا ما شجعني – يضيف – علي الحضري على دخول غمار هذه التجربة، لكن بحب و رغبة و متعة شديدة في التطوير و إغناء التجربة. الجميل في النص الجديد- يضيف- علي هو بعده الكوني ودعوته إلى التعايش المشترك انطلاقا من ثقافة مغربية عريقة جدا و بمرجعية حضارية ذات طابع مغربي عريق و» لطف الله الخافي « قصيدة معروفة باللطفية عند المغاربة من نظم الحاج أحمد لغرابلي و تعود لأكثر من116 سنة، و بالضبط لعهد السلطان الحسن الأول، ورافق نظمها أوضاعا اجتماعية واقتصادية صعبة مرة منها المغرب حينذاك مرتبطة بالأمراض والثورات وانعدام الاستقرار وسوء الأوضاع الاجتماعية، القصيدة في جوهرها دعوة صريحة إلى التسلح بالصبر و العزيمة و الإيمان بالله و الثوابت لتجاوز كل المحن و الابتلاءات تمت بلورتها في حوار كوني و قالب فني معاصر و حداثي، كما حاولنا على مستوى الإخراج أن نسير في نفس النهج أي اعتماد منظور فني يرتكز على الحداثة ببعدها الكوني، و الاعتماد على فضاءات و صور و لوحات جمالية ذات طابع إنساني عريق و مؤثر.
أما أسباب نزول فكرة الفيديو كليب الجديد للفنانة المغربية ليلى كوشي التي تمثل المغرب أحسن تمثيل في كندا، فتعود بالدرجة الأولى إلى رغبة إحدى الشركات الصينية العملاقة في مجال الهواتف الذكية والتي قررت أن تفتتح سوقها الدولي من خلال المغرب الذي يعتبر بوابة افريقيا لتسويق إنتاجها « السمارت فون الصيني الجديد « و أن تكون ليلى الوجه الإعلامي الرسمي للشركة الصينية والفيديوكليب الجديد من ألحان المبدع رياض الأسمر توزيع أمين الزوحي والإخراج للمبدع علي الحضري .
بالنسبة للفنانة ليلى الكوشي فقد كانت مناسبة أكثر من رائعة للنهل من التراث المغربي الأصيل الذي يجسد الهوية و مصدر افتخار و اعتزاز لكل المغاربة، كما أشادت في العديد من حواراتها بالتجربة و عبرت عن أملها في أن تكون مصدر إعجاب و افتتان للمغاربة، و ترى في تجربتها الفنية رسالة حضارية كمهاجرة مغربية بالخارج، تحاول تقديم صورة عن مثالية للمغرب و التي تتجسد في العيش المشترك في التسامح في احترام الآخر بغض النظر عن ديانته و لونه و جنسه وعرقه.
تجد ر الإشارة إلى أن علي الحضري مخرج الفيديو كليب « يالطف الله الخافي « متزوج و أب لطفلين ويقيم في مدينة Saint-Basile-le-Grand Canada و يعتبر المنتوج الفني الجديد مغربي مائة بالمائة رغم أنه مصور في كندا، سواء من حيث الكلمات أو الكفاءات في مجال التصوير و الإخراج أو الإنتاج و التوزيع الموسيقي الملابس المؤثرات الخاصة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 26/11/2018

أخبار مرتبطة

أحمد الحسني يصف هذه الدورة بالجذابة و الغنية و تستجيب لإنتظارات الجمهور السينمائي نجم المسلسل التركي «سامحيني» ميرت ارتميسك يخلق

1 – حسين فهمي يستمر رئيسا بعد تأجيل الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في السنة الماضية بقرار من وزيرة

يترأس لجنة التحكيم فيه ،حسن بنجلون إلى جانب توفيق الحماني ،مجيدة بنكيران وكنزي هلال   تحتضن مدينة الرباط على مدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *