أكدت هزيمة فريق الرجاء الرياضي، حامل لقب الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، أمام الفتح الرياضي برسم الجولة 11 من البطولة الاحترافية، في المباراة التي جمعتهما بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، بأن اللاعب المغربي مازال يعيش في زمن الهواية بكل تجلياتها، لأنه لا يستطيع الخروج من الحالة النفسية التي هو عليها في الوقت المناسب.
وجسد ذلك لاعبو الرجاء، خلال مواجهتهم لفريق الفتح ذلك، حيث أن التتويج الإفريقي كان هو الحالة الوحيدة التي يفكرون فيها، ونسوا أنهم انتقلوا إلى مرحلة أخرى تتطلب مستوى آخر من التركيز ومن التعامل.
كما ظهر جليا الشرود الذهني للاعبي الرجاء خلال أطوار المباراة، حيث غابت عنهم الجدية والحماس في اللعب، وكأنهم كانوا في حصة تدريبية، ولم يظهروا تلك القوة في اللعب، حيث لم يستغلوا فرصة لعبهم أمام حوالي 15 ألف من أنصارهم، قدموا للاحتفال وتشجيعهم، ليهدوهم انتصارا وصورة جميلة أخرى، لكن أملهم خاب، رغم الاحتفالية التي أضفوها على المدرجات طيلة أطوار المباراة.
وكان فريق الرجاء يؤكد دائما تفوقه، ذلك أنه في خمس لقاءات سابقة تمكن من الفوز في مبارتين، مقابل فوز واحد للفتح وتعادلا في اثنتين، كما تمكن فريق الرجاء من تسجيل 5 أهداف، في حين سجل فريق الفتح الرياض 3 أهداف فقط.
وكان لانتصار الفتح على الرجاء الرياضي، مفعولا مزدوجا، ذلك أنه كان على حساب فريق توج بكأس الإتحاد الإفريقي، كما أنه أخرج المجموعة الرباطية من دائرة الشك، التي كانت قد بدأت تتركز، إضافة إلى أنه سيعطي اللاعبين شحنة قوية من أجل تأكيد هذا الانتصار، الذي يعد الثالث لفريق الفتح، بعد مرور 11 دورة.
وإذا كانت الجماهير التي حضرت المباراة قد خاب ظنها في الفرجة الكروية، فإنها استمتعت بلحظات جميلة رسمتها تلك الروح الرياضية العالية، التي عبرت عنها مكونات الفتح، وهي تهدي فريق الرجاء باقة ورد، أو عندما أقامت ممرا شرفيا للاعبي الرجاء، احتفالا بإنجازهم القاري وتشريفهم لكرة القدم المغربية.
يذكر أن جني فريق الفتح لكامل غلة مباراته ضد الرجاء، مكنه من مغادرة الرتبة 10 إلى السابعة بمجموع 13 نقطة، وهو ما سيجعله يتطلع إلى المزيد من النتائج الإيجابية للمنافسة على لقب البطولة الاحترافية.