ملاحظات أولية حول الجزء الرابع والخامس الخاص بالتعليم الأساسي حرف تيفيناغ

محمد مستاوي

أسهم التزام الصمت تجاه ما يشوب الكتاب المدرسي بمستوياته وبحجم أخطائه في تردي الكتاب المدرسي والمستوى الدراسي… وملاحظاتي الخاصة بالجزء الرابع والخامس من التعليم الأساسي حرف تيفيناغ، تشير إلى ظاهرة جد خطيرة هي التصرف في النص الشعري المدون وفي حياة الشاعر المبدع دون استشارته. كما تستهدف المطالبة بالتقليل من الأخطاء وهذا لن يتأتى إلا بممارسة حق المراجعة والنقد للكتاب المدرسي بجميع أشكاله ومستوياته من طرف المسؤولين على مستوى الوزارة بأقسامها والأكاديميات بلجانها والنيابات والسادة المؤطرين….بل ومن طرف كل ما له علاقة بالمؤسسة التعليمية، بما في ذلك جمعيات الآباء.
بداية أن تدرج قصيدة أو أبيات منها لشاعر مغربي حيا أو ميتا وبأية لغة كانت وفي كتاب مدرسي، يعتبر تكريما واعترافا بمبدعينا وبخصوصياتنا ووعيا ولو متأخرا بأن المبدع المغربي يعبر عن معاناته ومعاناة وطنه ومواطنيه تعبيرا صادقا أكثر ممن يؤتى بقصائدهم خارج الوطن شرقا وغربا ، بل ونخصص لها نصيب الأسد في مناهجنا الدراسية بمستوياتها رغم بعد مضامينها عن بيئتنا وعن معاناتنا وخصوصياتنا…
مناسبة هذا التقديم إدراج أبيات من قصيدة وطنية معنونة ب «لمغرب ئنو»، في الكتاب المدرسي الجزء الرابع الخاص بالتعليم الأساسي والمكتوب بحرف تيفيناغ صفحة 70 مأخوذة من ديوان أسايس المرقص الصادر سنة 1988 صفحة 29 للشاعر محمد مستاوي.
وإذ نثمن هذا التوجه الذي نأمل أن يشمل جميع المبدعين المغاربة ممن تتوفر فيهم شروط الإبداع الهادف، لابد من إبداء بعض الملاحظات تخص النص المشار إليه قصد المساهمة في تصحيح ما يشوب التأليف المدرسي من أخطاء في كل زمن ومكان. مع العلم أن المراجع المدرسية الموجهة إلى ناشئتنا بحرف تيفيناغ تشرف عليها وزارة التربية الوطنية والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. والمفروض في لجنة التأليف أن تتقن لغة التأليف وخاصة عندما يتعلق الأمر باللغة الشعرية، وأن لا تقوم بحذف بيت أو شطر أو أبيات إلا بإذن من الشاعر أو إشعاره على الأقل قصد إبداء موافقته أو العكس.
النص المشار إليه تم التصرف فيه تصرفا شوه شكل النص وأخل بمضمونه، حيث تم حذف الشطر الثاني من اللازمة التي تعتبر بمثابة العمود الفقري في جسم القصيدة خاصة عندما يتعلق الأمر بقصيدة مشحونة بحب الوطن الذي منحنا من خيراته الكثير، ولا نملك كاعتراف بالجميل إلا قصيدة أو قصائد نعترف فيها ببعض الذي علينا من واجبات على أن تلقن للصغار والكبار كما هي دون التصرف في الشكل والمضمون نتيجة لجهلنا للنص المبتور والذي أخل بجسم القصيدة كما ذكرت.نعم قد نكتفي بأبيات منها متسلسلة لكن دون حذف ما.
وقبل أن أضع النص المتصرف فيه أمام القراء وأمام المسؤولين عن قطاع التعليم باختلاف مستوياتهم ، لابد من الإشارة إلى ظاهرة التمييز بين هذا المبدع وذاك وبين هذا الكاتب وذاك، بل وبين الحيوانات والشاعر، فنجد صورة فوتوغرافية لهذا الشاعر وهذا الكاتب وذاك، وهذا الحيوان المفترس والأليف قصد التعرف عليه من طرف الصغار والكبار في الجزء الرابع من التعليم الأساسي حرف تيفيناغ موضوع ملاحظاتنا وفي غيره من المراجع لكن بدل وضع صورة الشاعر محمد مستاوي مع النص المبتور الذي سأدرجه، وضعت مكانها صورة لقرية كبيرة تحتل نصف الصفحة مع العلم أن صورة الشاعر تحتاج فقط إلى حيز ضيق، وقد يكون للقراء رأي في الموضوع، خاصة من يمارسون التأليف المدرسي بمسؤولية….
الأبيات المسطر أسفلها وتعريبها تدل على الأبيات المحذوفة أو المبتورة.
لمغـــــــــــرب ءاتـــامازيرتءورئلينءاناو
ئــــغئجيجيغئغءوضنئكشمي واطان
ءاكال نكــــــءافاتيدوغنتــــــــانءاغنلول
ءايليتسمغيتءاغـــــــــــانشتاتيرامنغ
ءامان نكـــــءاد ســــــاغ ئغ حاولن ئرافان
ءاسنا غ- نموت ندل س- واكال نك نسوت
لـمـغــــرب يا وطنــــا لا مثيـل لـه
إذا شفي شفـيـت، وإذا مــرض مــرضـت
أمـشــي عـلـى تربتــك وفـيـها ولـدت
طعــامـــي مـن خـيـــرات أرضــك
أرتــوي من ميــاه ينابيعــك كلما ظمـئـت
إذا مت سأتـــوسد تــربتك وألتـــحف بها.
لمغـــــــــــرب ءاتـــامازيرتءورئلينءاناو
ئــــغئجيجيغئغءوضنئكشمي واطان
نسن كيكـــــ ئكناد – ءونزارءولاياكـــــــال
نسن كيكــــ ءاجديكــــ نسن ءايورئغئلول
تـــــافوكـــــتئختوكــــــا كيا ءاغيت ملان
ديـــغ تورغئـغسودانتءافان – ءوسوليل
لـمـغــــرب يا وطنــــا لا مثيـل لـه
إذا شفي شفـيـت، وإذا مــرض مــرضـت
فيك تعرفت على السماء وعلـى الأرض والمطـر
فيـك تعـرفت عـلـى الــزهــور والقمــر
فيك تـعـرفت علـى الشـمس أثنـاء شــروقها
وعلـى غروبـها وهـي تركـب قمـة الجـبـل.
وبعد حذف الفقرة الثالثة كلها من القصيدة جاءت الفقرة الرابعة من القصيدة مبتورة كالتالي :
لمغـــــــــــرب ءاتـــامازيرتءورئلينءاناو
ئــــغئجيجيغئغءوضنئكشمي واطان
ءاسنــــاد يـــــوكي وادا ئرانءاكينءاكرن
ئغ ءان ياكرغ–ئكينكــــ ئميكــــــ ن- واكال
رات نســــروتنـــــزوزرت نملت ئكــــويان
ئـــــدا من ئنوراديسننســـوءاكال نكــــــ
لـمـغــــرب يا وطنــــا لا مثيـل لـه
إذا شفي شفـيـت، وإذا مــرض مــرضـت
إذا هـجــم عــدو مستهــدفـا أرضـــك
أو اسـتـهــدف حـفـنـة مـن تــرابــك
سـنـدرســه ونــدره لـيشــاهـده الجميع
بـدمــــي سأسـقـــي تـــربــتـك.
الأبيات المسطر أسفلها تدل على التي تم حذفها وحرمان تلامذتنا من شحنتها الوطنية.
وإذ أضعها بين يدي القراء وبين يدي المسؤولين عن التأليف المدرسي في وزارة التربية الوطنية وفي المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية فالهدف هو:
إصلاح هذه الأخطاء في الطبعة الموالية كي يلقن النص متكاملا للصغار والكبار دون بتر.
عدم تكرار الأخطاء بالنسبة لأعمال أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بعمل إبداعي ،ومع ذلك فالمبادرة نوعية وجريئة تستحق الشكر والتشجيع، والنقد يستهدف فقط التقليل من الأخطاء وعدم ممارسة ما يشبه الرقابة على الإبداع.
مع الإشارة إلى أنني راسلت السيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية شهر ماي 2009 ولا جواب.
بالنسبة للجزء الخامس أساسي الخاص بحرف تيفيناغ تم إدراج فقرة من قصيدة تازويت – النحلة.
أوذيك ديك ؤانمون أريد مرافقتك
مدونة في ديوانها تاضصاد- ئمطاون الضحك والبكاء الصادر سنة 1979 صفحة 49 من الروائع التي غناها المرحوم عموري مبارك ولا يزال جمهوره العريض يرددها لمضمونها الشعري ولروعة اللحن والأداء.
تم تدوين فقرة من فقراتها الست ، إلا أن لجنة التأليف داخل المعهد أو خارجه ارتأت تجاهل المرجع المشار إليه تاضصاد- ئمطاون الضحك والبكاء ، وكتبت بدله وفي الكتاب المدرسي غناء عموري مبارك، نعم لو لم تكن القصيدة مدونة يمكن الإشارة إلى كونها مغناة من طرف فلان، لكن وهي مدونة تنسب للشاعر والديوان.
وإذ ألتمس من الجهات المسؤولة إعادة الحق المعنوي لصاحبه، أتمنى أن لا يتسرب «الحقد» إلى الكتاب المدرسي وأحتفظ بمتابعة الجهة المسؤولة عن هذا التصرف اللامسؤول.

الكاتب : محمد مستاوي - بتاريخ : 12/05/2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *