2018 السُّنَّة التي لا تنسى..!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

أنا مطمئن…

للسنة الماضية!
طمأنينة من يرى جوهر الدولة يُعْمل النقد
والنقد الذاتي طوال السنة التي ودعناها..
لقد تحدث ملك البلاد عن » الرهانات والتحديات التي تواجه بلادنا،
الرهانات والتحديات التي لا تقبل الانتظارية والحسابات الضيقة.«
لهذا أستغرب من يقول الانتظارية طبعت السنة الماضية
« لقد تحدث ملك البلاد في السنة التي ودعناها عن
«المغرب الذي يجب أن يكون بلدا للفرص،
لا بلدا للانتهازيين»
أستغرب من يقول أن البلاد تعيش الالتباس..
والحال أن الخطب كلها، وأكاد أقول بلا استثناء كانت نقدية
وتشريحية
وأحيانا تجريحية
في الإدارة
في إعلان فشل النموذج التنموي
في تباطؤ اللاتمركز
وفي صعوبة تأهيل الإدارة
في طرح مشكل الثقة
في السياسة
وفي الأعمال
وفي المفهوم الذي لا بد منه لبناء السياسة في البلاد
في شكل التعامل بين المؤسسات
في تعطيل تغيير مفهوم الدولة من خلال تعطيل الجهوية
في الركوب على أكتاف الله سبحانه في صناعة زينة الحياة الدنيا..
في كل منطقة يصلها ظل الرجل السياسي أو تصلها خارطة التقطيع الانتخابي..
ستظل السنة التي نودعها سنة الالتزام الملكي بالحقيقة إزاء المغاربة،
قد لا يعجب هذا من مسته ضراء المحاسبة
أو من فاجأته..
هل سمعتم هذه السنة تمجيدا للسياسات الرشيدة
والعبقرية الديمقراطية؟
هل سمعتم المديح العالي للعبقرية المغربية في النموذج الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه؟
هل سمعتم التقريظ في التلفزيون والتهليل الذي ودعناه بنبرات جياشة تكاد تكون في عكاظ الجاهلية ؟
أبدا: كانت السياسة الحقيقية هي سياسة الحقيقة…
وهذا ما يجعلنا نقول إن الطريق أمامنا ما زال طويلا
طويلا
طويلا..
لكن الثقة التي نبنيها اليوم مبنية بدورها على الأساس الصحيح: أي النقد.
هل نفس النقد اختارته الطبقة السياسية؟
أبدا
ثم لبدا
ثم فندا…
هناك بحث عن تسويغ المعضلة عبر تغيير مجرى الريح
أما السفن فهي راسية ..
رأينا الذي يبحث عن العودة إلى عشرة قرون وراء
ينتقد الحديث عن المستقبل
رأينا ما لم يخطر على عقل الماضي
ولا دار في بال المستقبل..
رأينا انعكاس الضوء في صفحة الليل..
من اعتاد الجري وراء السلطانيات القديمة، يتحدث لنا عن مفهوم الحداثة بمعيار مهيار الدمشقي ..
رأينا من يقتل يتمسح بالسكين لكي يقدم لنا أداة من أدوات الديمقراطية..
رأينا العجب، ونحن نومن بالتاريخ
ولهذا أيضا نفهم، من زاوية التقدير الملكي، أن يقول كل الموضوعيين أن سنتنا التي ودعناها، ربما كانت كارثية
وأن النهر لم يجر تحت جسور مؤسساتها
وأننا ربما استحممنا فيه أكثر من مرة
وأن السياسة ربما أصبحت في خارطة الضباب
وأنها ربما ماتت
ويجب أن يموت السياسيون
ويولد الثوار المجهولون..
وأننا ربما لم نعرف أسوأ منها..
لكن الذي لا يمكن إغفاله أنها من السنوات القليلة في تاريخ المغرب الحديث الذي تؤخذ فيه الحقيقة من نبع الدولة نفسها
بنفس حاد، صريح، حقيقي،
يسائل الضمير الجماعي، وأنه من ممارسة الحكم، تأتي التقديرات غير المتساهلة مع الخلل الكبير في الدولة برمتها..
قد يشاء لنا ربنا قدرا آخر في السنة القادمة…
لكننا سنذهب إلى رفقته العليا ونحن مطمئنون بأن الذي تعودنا أن نقوم به وحدنا، نحن الشعب اليساري الديمقراطي التقدمي..
صار من مصدر الدولة الموثوق به…
في خطاب العرش
وفي خطاب ثورة الملك والشعب
وفي افتتاح دورة البرلمان..
في رفض المقترحات المستعجلة حول قضايا مصيرية من قبيل التكوين المهني..
إنها السُّنَّة التي لا تنسى..!

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 03/01/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *