تشهد مدينة الرشيدية، هذه الأيام، انتشار عدد كبير من المشردين والمشردات، يجوبون شوارع وأزقة المدينة في عز فصل الشتاء الذي يتميز هذا العام بأجواء مناخية شديدة البرودة، وذلك نتيجة لاحتباس المطر .
أغلب هؤلاء المشردين يبيتون في شوارع المدينة وبين أزقتها يفترشون الأرض، تراهم وهم يتألمون ويرتجفون من شدة البرد، دون أن يلتف إليهم أي أحد، وهو وضع يدعو إلى دق ناقوس الخطر، ويسائل الجهات المسؤولة ، تعلق الأمر بالمجلس البلدي وغيره من المؤسسات، من أجل التحرك والعمل على التكفل بهذه الشريحة الاجتماعية التي تتضاعف معاناتها في هذا الفصل.
“وضعية تزداد قساوة في غياب مؤسسات ذات طابع اجتماعي قادرة على إنقاذ هذه الفئة من المشردين والمشردات من مخاطر الشارع وتأهيلهم نفسيا واجتماعيا بهدف إدماجهم وسط المجتمع، عوض تهميشهم ودفعهم إلى معانقة دروب وأزقة المدينة والمحطة الطرقية، وقد تعرضهم أوضاعهم هاته إلى ممارسات عدوانية غير محمودة العواقب، نظرا للوضع القاسي الذي يعيشون تحت وطأته ” يقول متتبعون للشأن المحلي بالمدينة.
“ورغم أنه وضع يستوجب تحركات عاجلة، فإن جمعيات المجتمع المدني، التي تدعي الاختصاص الاجتماعي، وكذا جمعيات حقوق الإنسان المحلية ، لم تتحرك بالشكل الفعال والناجع من أجل العمل على إيجاد حلول لإيواء هؤلاء المتشردين الذين يبيتون في العراء، بهدف حمايتهم من موجة البرد القارس التي تعيش تحت تأثريها هذه الأيام معظم جهات البلاد ” تضيف المصادر ذاتها.