مسلحو «البوليساريو»: وفيات غامضة ورواتب متوقفة منذ ثمانية أشهر

 

ذكرت مصادر متطابقة أن عددا من المسلحين التابعين لمليشيا البوليساريو، قاموا باعتصام أمام مقر ما يسمى بوزارة الدفاع التابعة للجمهورية الصحراوية الوهمية، للاحتجاج على عدم صرف رواتبهم المستمر منذ ثمانية أشهر. وأضافت المصادر أن المحتجين قطعوا الطريق المؤدي إلى البناية
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد أيام قليلة من استفزازات قامت بها الميليشيا في المنطقة العازلة بالكركرات، وكذلك شرق منظومة الدفاع في الصحراء المغربية والتي كانت موضوع رسالتين وجههما السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة
وتفيد الأنباء الواردة من مخيمات تندوف أن ” استعراض القوة” الذي تواصله ميليشيا البوليساريو ما هو سوى محاولة للتغطية على الوضع المتردي بالمخيمات عسكريا واجتماعيا بالإضافة إلى القمع والحصار الممارس على المحتجزين
وفي هذا الإطار، كشف تقرير لمنتدى “فورساتين” لدعم الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المغربية عن تفشي حالة من الذعر والاستياء العارم في صفوف القوات التابعة للبوليساريو بعد تنامي حالات من الوفيات المشبوهة في صفوف عناصره
وانتشرت حالات الذعر في صفوف الساكنة المحتجزة بالمخيمات التي يجبر أبناؤها على حمل السلاح وتحت الضغط، حيث أكد المنتدى بهذا الخصوص أن العديد من العائلات بدأت في “البحث عن السبل الملائمة لحماية أبنائها من الموت، وتدفع لأجل تدخل إبراهيم غالي زعيم البوليساريو الذي فضل تبني سياسة النعامة، وصمَت صمتا مطبقا بعدما ظل يوزع الوعود الوهمية”، كما جاء في التقرير المذكور،وأضاف تقرير “فورساتين” أن الموضوع لخطورته “أصبح يثير جدلا واسعا، خاصة أن بعض العوائل هددت بتهريب أبنائها من الوحدات العسكرية التابعة للبوليساريو ولو بالقوة، ما قد يؤدي إلى مجزرة جماعية أو حرب أهلية قد تكرر مأساة انتفاضة 1988”.
وما زاد من حدة هذا الاحتقان، الغموض الذي رافق وفاة الشاب الصحراوي “عمار ولد عناي”، الذي تشكك عائلته وأصدقاؤه في طبيعة وفاته، وتستفسر عن الغموض الذي أحاط بها، بدأ بإصابته بوعكة صحية بسيطة، وما تلا ذلك من إهمال رعايته، ولاحقا من إمعان في تأخير إسعافه، والتحجج بعدم وجود سيارة إسعاف، وبعد نقله في سيارة مدنية لم يجد الرعاية اللازمة، حيث ظل يتنقل بين المستشفيات بدولة بالجزائر إلى أن توفي في ظروف غامضة، وفي ظل عدم الاستجابة لمطالب عائلته بضرورة نقله إلى الخارج”.
وجاء في التقرير أن “وفاة الشاب عمار ولد عناي، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبقتها وفيات عديدة كان آخرها الشاب “المحفوظ بيد الله” من مواليد 1980 وهو عسكري توفي في ظروف غامضة هو الآخر، ولم تمهله التدخلات الطبية التي جاءت متأخرة رغم أن عائلته استطاعت نقله إلى الخارج”.
وختم المنتدى تقريره بالقول إن “الوحدات العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو تعيش حالة من الذعر أمام الموت، الذي أصبح يستهدف الشباب بالخصوص، وكأنه يطبق قرار الإعدام في حق لائحة طويلة ممن ترى فيهم قيادة البوليساريو معارضين أو مشاريع معارضة أو ناقلين لأخبار ومعلومات لا ترغب القيادة في أن تخرج عن نطاق عسكرها الذي يعيش البؤس وضنك العيش، فيما ترفل قيادته بما لذ وطاب، وتتنقل بين الدور والقصور لا هم لها سوى الاغتناء على حساب معاناة البؤساء من الصحراويين”.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 17/01/2019