«رحلة حزن متعبة»

هو يعرف الطريق…
أيها المرتحلون…
أين شارات الوداع؟
لوح السائق قائلا…
تأهبوا بعد قليل سنقلع…

هو يعرف الطريق..
الذي يجلس في آخر مقعد
لم يودع صديقته
أجلسها بجانبه في المقعد..
الحقائب تحملها أيدي مرهقة،
والساق تجهدها في سباق متعب..
ماذا قال السائق؟
هي الرحلة الأخيرة،
رحلة الحياة والموت،
والأحلام الضائعة…
رسائل الحزن، وقصائد..
كان الحب عنوانها…

آه هو يعرف الطريق..
قال لها عندما إلتفت…
إني أحبك…
ولو أن الأشجار والأغصان، والأنهار…
في يدي الآن…قدمتها لك..
ومضى القطار غير آبه..
هدير الحزن والفرح..
كيف عرفتك النادلة،
وأنت لم تطلب كوب العصير..
مدت يدها لك…
ناولتك المناشف..
وأنت تقرأ القصيدة…
قصيدة غرام لمحبوبتك..
بجانب الترام..

هو يعرف الطريق..
في خلسة مني …
رمقته…يقول إني أحبك..
أنت وحدك…
لو عرفوك…
مدوا أياديهم لك..
ليقطفوك زهرة ووردة..

هو يعرف الطريق..
بين الممرات والمنعرجات..
يصف حبه لها…
وتقول…الورد والزهر والريحان…
مدا عناقيد الليل لك…
لو عرفوك…
لتسابقت في حبك الأوطان.
ألم أقل لهم أن الأمراء حضروا..
والخليفة النعمان..
وملوك بابل واليونان..
ألم أقل إني رأيت على وجهك حمرة الرمان،
وبعض الندمان..
لو عرفوك ..
لقالو إنك ملك في الجمال…
وأنا هنا لا حب لي …لا ورد لي.
لا وطن لي…
قال وارتمى في الأحضان..
لك وحدك يمشي النهر بلا انتظار..
هو يعرف الطريق
ويعرف الوجوه..
هو يعرف الطريق..
طريق العشاق والمحبين..
لحنه حزين…آه حزين..
لم أعرفك أبدا..
فضحتني فيك العيون..
ماذا تقول العيون..
هكذا قال السائق.. عندما أوقفوه…
ناوله الشرطي قصيدة…
مكتوب فيها.. إنه يعرف الطريق..
أي طريق..
ماذا يخبئ الليل لي… سفره المتعب..
بماذا يأتي صباح الغد…
إنه يعرف الطريق…
طريق الرحيل..
والوداع الأخير…
قال الشرطي بلكنته الغامضة…
فتشوه… إنه يحمل معه الكثير من العشاق..
وبعض البنادق ….
محشوة في القصائد..
والطلبة هم بلا شك زبناؤه..
وبعض العمال التائهون..
من ودع أهله إلى غير ميعاد..
والمرتحلون…
إنه يعرف الطريق..
فتشوا قلبه… يحمل فيه كل شيء …
من بداية القصيدة حتى نهايتها..
الحزن الخزي العار..
وكل الغضب..
إنه يعرف الطريق ومضى غير آبه..
وجاء الرييع وبعد الصيف…
وقلبه بارد… مثل الشتاء والصقيع…
إنه يعرف الطريق…
طريق الحلم..
والوداع…


الكاتب : لحسن أيت باها

  

بتاريخ : 21/01/2019