الإيفواري أميان يعري عيوب المغرب التطواني في تدبير صفقات اللاعبين

مرة أخرى يجد إعلام فريق المغرب التطواني نفسه غارقا في بئر من المتناقضات، ففي الوقت الذي كان عليه أن يوضح الأسباب الحقيقة وراء فسغ العقد مع المهاجم الإيفواري أميان جووي، الذي لم يمر على تعاقده مع الفريق سوى بضعة أيام لأسباب وصفها النادي بعدم إدلاء المهاجم المذكور ببعض الوثائق، سارع المكتب المسير للفريق عبر إعلامه الرسمي إلى ربط ذلك بمحاولة بعض الجهات استغلال هذا الخبر للتقليل من المجهود، وكان هاته الجهات التي يتحدث عنها البلاغ هي التي أجبرت الفريق على التعاقد مع هذا المهاجم الإيفواري.

وفي هذا السياق تطرح العديد من التساؤلات العريضة حول كيف تم التعاقد مع أميان جووي دون معرفة هل سبق له أن لعب 10 مقابلات دولية، على الأقل، مع منتخبات بلاده انسجاما مع القوانين والأنظمة التي تفرضها الجامعة؟ ثم لماذا تسرع المكتب المسير في إبرام عقد احترافي معه طالما أنه لم يتوصل بعد بهاته الوثائق، التي تعتبر بديهية، خاصة عندما يتعلق الأمر بلاعب أجنبي؟ وفي هاته الحالة يقدم العربة على الحصان، كما يقول المثل، متناسيا أن ذلك يجر إلى الهاوية وليس إلى الأمام.
وحسب مصادر مقربة من الفريق، فإن المكتب المسير حاول من خلال البلاغ الأول أن يمارس نوعا من الديماغوجية اتجاه الرأي العام الرياضي، حينما تجاهل الفصح عن الأسباب الحقيقة التي دفعته لفسخ العقد مع اللاعب والتركيز على توضيح مفاده أن النادي ينهج سياسة شفافة وصارمة في ما يخص الانتدبات، والأخذ بعين الاعتبار الإكراهات التقنية والمالية و الالتزام بالضوابط التي تفرضها الجامعة.
ذات المصادر رأت أن هناك تدليسا مارسه وكيل أعمال اللاعب، إلا أن عشوائية المكتب المسير في التعاطي مع مثل هاته الوقائع جرت عليه العديد من الانتقادات من طرف الجمهور التطواني، ومحبي الفريق لكون المكتب المسير كان عليه أن يكون على دراية وإلمام كبيرين بكل التفاصيل المتعلقة بالانتدابات، سيما في ما يتعلق اللاعب الأجنبي، سوا من حيث عدد المقابلات الدو لية أو الملف الطبي، وغيرها من الأمور التي تنص عليها القوانين، في حين ذهبت بعض المصادر الأخرى إلى ربط ذلك بما أعلن عنه سابقا الموقع الرسمي للفريق، بكون الفريق تعاقد مع المهاجم الإيفواري إميان جووي قبل أن يتراجع عن ذلك، ويؤكد على ضرورة خضوعه لاختبار من طرف المدرب، الشيء الذي اعتبره المتتبعون قمة التناقض والعشوائية التي تطبع عمل المكتب المسير في علاقته بالطاقم التقني.
هذا ولم يقف عمل الإعلام الرسمي للفريق عند هذا الحد، بل تعمد عدم الإفصاح عن تعاقد الفريق مع الحارس العروبي يوم الأربعاء الماضي، حيث بعد شيوع الخبر في المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الإجتماعي وجد المكتب المسير محرجا اتجاه هذا الإشكال، حيث لم يكلف نفسه عناء الإفصاح عن ذلك، إلا بعد انتهاء المباراة التي جمعت المغرب التطواني بالرجاء، في غياب أي توضيح للرأي بخصوص هذا التعتيم اتجاه الجمهور.
إن السياسة التي يعتملها المكتب المسير سواء في شقها المالي أو في شقها التقني تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها لم تتجاوز مرحلة الهواية في تدبير فريق يلعب في بطولة احترافية، حيث أن المكتب مازال يصر على انتظار الدعم العمومي من أجل تدبير الأزمة المالية، التي طالما اختبأ وراءها، في الوقت الذي كان الرأي العام المحلي والوطني ينتظر أن ينجح في جلب مستشهرين جدد، كما سبق وأن صرح به الرئيس رضوان الغازي غير مامرة، حتى ينوع مصادر التمويل.
كما أن حادث اللاعب الإيفواري عرى «عورة» المكتب المسير في تدبيره للصفقات مع اللاعبين، بل وحتى صفقة اللاعب صلاح الدين هماني غابت عن المكتب المسير، لأن اللاعب موقوف لأربعة مقابلات مع فريقه شباب قصبة تادلة برسم بطولة القسم الوطني الثاني، وهو ما سيحتم على الطاقم التقني انتظار ثلاث مقابلات أخرى للاستفادة من خدماته.


الكاتب : مكتب تطوان

  

بتاريخ : 22/01/2019