الرباط تدشن مقرا للقنصلية العامة للمغرب بمدينة نابولي الإيطالية

 

تعززت الشبكة القنصلية المغربية في الخارج، الجمعة الماضي ،رسميا، بمركز قنصلي جديد في مدينة نابولي الإيطالية، ليصل عدد القنصليات العامة المغربية في بلاد الأليغيري إلى سبع قنصليات تقدم خدماتها إلى جالية مغربية يزيد تعدادها عن 460 ألف مهاجر مغربي، دون الإشارة إلى المهاجرين المغاربة في وضعية غير قانونية، من أجل الارتقاء بالخدمات المقدمة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا.
وقد اتخذت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي قرارها النهائي بإنشاء قنصلية عامة للمغرب بنابولي بالجنوب الإيطالي من أجل تقريب الخدمات القنصلية للجالية المغربية المقيمة في الجهات الخمس التابعة لدائرة نفوذ قنصلية نابولي وهي «كامبانيا» و»موليزي» و»بوليا» و»بازيليكاتا» و»كالابريا»، الذين كانوا يضطرون للسفر إلى قنصلية المغرب في روما لقضاء مصالحهم مما يعكس رغبتها في تحقيق تدبير جيد للحقل القنصلي المغربي في الخارج.
وكان قرار إحداث مقر القنصلية العامة للمملكة بنابولي، حيث يعيش حوالي 100 ألف مهاجر مغربي منذ بداية الألفية الحالية، قد اتخذ أثناء الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى الجمهورية الإيطالية في أبريل 2000، تجسيدا للاهتمام الذي يوليه جلالته لقضايا وشؤون مواطني المهجر بغية تحسين الخدمات المقدمة لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج والاستجابة لانتظاراتهم.
وقد عرف قرار إحداث القنصلية المغربية في نابولي منذ الإعلان عنه تجاذبات بين أطراف متعددة تعنى بشأن الجالية المغربية المقيمة في ايطاليا، التي طالبت حينها بضرورة تفكير الخارجية المغربية في حل وسط بشأن ترحيل قنصلية المغرب في روما يحفظ بالأساس مكتسبات سكان الوسط الإيطالي من الجالية المغربية وضمان حقوق سكان جنوبها من المغاربة خاصة بمدينة نابولي في مرفق عمومي (مصالح الشؤون القنصلية) يستجيب لأفق انتظارهم. وهكذا، قامت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بتعيين محمد الشريكي، قبل سنتين، على رأس قنصلية المغرب في روما من أجل الحفاظ على مكتسبات سكان الوسط الإيطالي من الجالية المغربية، الذين يفوق عددهم أكثر من 65 ألفا في كل من أقاليم «أمبريا»، «لاتزيو»، و»بروتشو».
ويقوم بتدبير شؤون القنصلية العامة للمغرب في نابولي فريق عمل على رأسه القنصل العام رشيد دايداي، رئيس سابق لمصلحة الشؤون القضائية بمديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية، الذي عين في هذا المنصب في شتنبر من سنة 2016 بعدما قررت الخارجية المغربية الارتقاء بالخدمات القنصلية المقدمة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في أقصى الجنوب الإيطالي.
هذا، وقد أكد القنصل العام للمملكة في نابولي رشيد دايداي أنه «لن يتم الاقتصار على الخدمات التقليدية للقنصلية»، المتمثلة في الوثائق الإدارية مثل التسجيل القنصلي وبطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر، بل سيتم تنظيم أنشطة ثقافية على الخصوص بإشراك فعاليات مغربية .
وأبرز دايداي أن الموقع الجغرافي لمقر القنصلية يسهل ولوج أفراد الجالية المغربية إليها ، مبرزا أن هذه الخدمات والتسهيلات تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس من أجل تقريب الإدارة وتقديم خدمة أفضل للجالية المغربية المقيمة في الخارج.
وأبرز الأهمية التي يكتسيها تدشين هذه القنصلية لتوطيد وتعميق أواصر العلاقات والتعاون الثنائي بين البلدين في قطاعات واعدة ، من ضمنها الاقتصاد والفلاحة .
وأكد أن القنصلية ستمضي قدما على درب تطوير التعاون الاقتصادي بين المغرب و جنوب إيطاليا ، لاسيما مع المنطقة الفلاحية والغنية جدا سان مارتينو إن بينسيليس في موليزي .
في نفس السياق، عبر عمدة سان مارتينو إن بينسيليس عن رغبته في تعزيز التعاون مع المغرب وإطلاق مشاريع توأمة مع مدن بجنوب المملكة.
وجرى حفل افتتاح القنصلية بحضور على الخصوص، نائب سفير المغرب بروما عبد المالك أشركي ونواب برلمانيين والسلطات المحلية للجهات الخمس التابعة لدائرة نفوذ قنصلية نابولي وهي كامبانيا و موليزي وبوليا وبازيليكاتا و كالابريا، إضافة إلى القناصل العامين لكل من تونس والسينغال وفرنسا ونائب القنصل العام لمملكة إسبانيا، إضافة إلى ممثلي جمعيات المجتمع المدني وأفراد الجالية المغربية.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 22/01/2019