المجموعات الغنائية تتكتل في إطار موحد

كانت بادرة رائعة، تلك التي أطلقتها مجموعة من الفنانين، الذين يحملون على عاتقهم مشعل أغاني المجموعات، حين قرروا تأسيس رابطة تضم جل المجموعات الغنائية. بغية الدفاع عن مشروعها و حقها في الغناء كباقي الفنانين. الذين تفتح أمامهم أبواب المهرجانات الكبرى والتلفزات العمومية وغيرها.
كان الحفل الخاص بتأسيس الرابطة رائعا و حميميا احتضنته القاعة الكبرى، لمقاطعة سيدي مومن، التي وفرت كل الدعم لهذه البادرة.. شارك في الحفل ثلة من الفنانين من حاملي مشعل الأغنية الغيوانية، على رأسهم مجموعة الغيوانيات، ومجموعة السلام ومجموعة أشواق، بالإضافة إلى المجموعة الرائدة مجموعة مسناوة، والتي ختمت هذا الحفل بروائع من أغانيها جعلت الجمهور الحاضر، يبرح مكانه ويلتحق بها إلى الركح، لتشكيل غناء جماعي، جميل احتفاء بالتأسيس و بالغناء المغربي.
كل المجموعات الغنائية، حقيقة كانت في المستوى، ولا يتسع المقام هنا للحديث عن أداء كل مجموعة على حدة..
فهذه المجموعات لها من التجربة، ما يكفي لتجعلها احترافية بامتياز، إن على مستوى العزف أو الأصوات أو التوزيع الموسيقي، و سأستسمح هذه المجموعات، كلها لأفرد، كلمة عن العازف القيدوم والمقتدر، ابن القينطرة مصطفى العرفاوي، الذي أضحى عازفا، لمجموعة الغيوانيات، ومن المحقق أنه سيذهب بهذه المجموعة النسائية الرائعة بعيدا، فالغرفاوي كان هو مشعل الظاهرة في السبعينيات بمدينة القنيطرة بمعية فنانين آخرين. ويعد فنانا متعددا، وواحد من أمهر العازفين وسط المجموعات الغنائية، اشتغل مع فرق كبيرة منها لمشاهب وجيل جيلالة.
حضور بارز أيضا خلال هذه الحفل، لمجموعة السهام الرائدة. التي أبت إلا أن تدعم هذه البادرة، حيث حضر كل أعضائها، على رأسهم، المايسترو الفنان عبد المجيد مشفق، الذي صعد بمعية أعضاء الفرقة فوق الخشبة، للمساهمة غنائيا، في كشكول فني أنجزته مجموعة أشواق، وكانت لحظة مؤثرة. اجتمع فيها الرواد بالمجموعات التي تشق طريقها في بحر الغيوان.
فنان آخر، متأصل جاء لدعم زملائه الفنانين، وهو المسرحي والممثل الكوميدي بوشعيب السفاج، الذي أتحف الحضور بمونولوغات فكاهية صفق لها الجميع.
الحفل نشط فقراته ونسقها المنشط الجميل عزيز الخوضي، وقيدوم المسرحيين الأستاذ فريد لمكدر.
حضور، قوي لفعاليات المجتمع المدني، وفنانين وكتاب ومهتمين، منهم من ألقى كلمة، دعما لهذا المشروع، كالفنان حسن فلان، الذي دعا الجميع إلى العمل وألا تظل الرابطة حبرا على ورق. بل عليها أن تسطر برنامجا عمليا، للدفع بالمجموعات الغنائية إلى الأمام.
الكاتب والأكاديمي، الموثق للظاهرة الغيوانية، حسن حبيبي، أعطيت له الكلمة بالمناسبة، حيث أعرب عن دعمه للمبادرة، داعيا الرابطة أن تهتم حتى بالشق الأدبي للمجموعات. وبالتوثيق لها، مؤكدا أنه على استعداد أن يضع ما وثقه تحت رهن إشارة الرابطة.
تشكل مكتب الرابطة من مجموعة من الفنانين، وهم عبد المجيد حداد عن مجموعة السلام وكرم عن مجموعة أشواق وفتاح درازي عازف مجموعة مسناوة وعبد الهادي حدادي عن مجموعة أشواق، والفنانة فاطمة ولهان عن مجموعة الغيوانيات، فيما انتخب رئيسا لمجلس الرابطة، الأستاذ حسن التونسي، رئيس مجموعة مسناوة. وتضم الرابطة أسماء لها صيتها الفني والإبداعي.
وقال بعض الأعضاء، بأن هذا التكتل، يدخل في إطار الحفاظ على التراث المجموعاتي، وأيضا من أجل إتاحة الفرصة أمامه كي يستمر ويتوسع انتشاره كسائر الفنون الأخرى.


الكاتب : العربي رياض - عبد القادر التطواني

  

بتاريخ : 24/01/2019