مستجدات مشروع «النهضة» ببوزنيقة : إطلاق سراح المنعش العقاري والتزام بتسليم الشقق في غضون سنتين

 

تم مساء يوم الاثنين 4 فبراير الجاري إطلاق سراح المقاول (س. و) صاحب المشروع السكني «النهضة» المتواجد ببوزنيقة من طرف النيابة العامة للمحكمة الابتدائية ببنسليمان، وذلك بعد اعتقاله ليلة الخميس 31 يناير الأخير من قبل أمن البيضاء إثر صدور مذكرة بحث في حقه من نفس المحكمة، وذلك على خلفية عدم الالتزام بإتمام المشروع رغم استفادته من مبالغ مالية كبيرة قدرت ب 7 ملايير من الدفوعات المالية التي سددها المنخرطون للحصول على سكن اقتصادي و سكن متوسط بالتجزئة السكنية التي يملكها، وقد تم تقديمه لدى محكمة بنسليمان صباح الأحد 3 فبراير بعد الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية بالدائرة الأمنية ببوزنيقة عقب تلقيها عدة شكايات من ضحايا المشروع السكني ، وقد قررت المحكمة تمديد الحراسة النظرية في حقه، ليتم تقديمه من جديد صباح يوم  الاثنين  في حالة اعتقال، بحضور دفاعه ومجموعة من المشتكين. وبعد الاستماع إليه من طرف نائب وكيل الملك ومواجهته مع المتضررين، قررت المحكمة إطلاق سراحه.
قرار إخلاء سبيل المشتكى به من طرف النيابة العامة، اتخذ بعد توقيع محضر بين الطرفين (المتهم والمتضررين)، أمام نائب وكيل الملك ودفاع المتهم، وبموافقة ممثلي المنخرطين المتضررين الذين حضروا جلسة الاستماع للمتهم، يلتزم فيه المنعش العقاري بإتمام وتكملة المشروع في غضون السنتين المقبلتين، على أساس أن تتم عملية  تسليم مفاتيح الشقق للمستفيدين ،على أبعد تقدير، خلال شهر دجنبر سنة 2020، وكذا السماح لممثلي المنخرطين بتتبع ومواكبة أشغال المشروع في عين المكان، مع تخصيص فضاء لهم عبارة عن مكتب بالمشروع السكني حتى يتسنى لهم التواصل مع المقاول والوقوف على سير الأشغال قصد إنجاح المشروع والاطمئنان على مستقبل شققهم.
وقد علمت الجريدة أن النيابة العامة قامت باتخاذ إجراء احترازي في حق المقاول والمتمثل في سحب جواز سفره لكي لا يغادر أرض الوطن إلى حين إتمام المشروع.
وتعود أسباب النزاع الذي نشب بين المقاول والمنخرطين إلى عدم التزام المشتكى به بإنجاز وتكملة المشروع وتسليم الشقق للمستفيدين في الوقت المحدد وحسب ما اتفق عليه خلال سنة 2017، رغم أنهم قاموا بتسديد الدفوعات التي اشترطها عليهم، كما أن بعضهم قام بدفع جميع حصصه لفائدة المقاول وصلت إلى 40 مليونا، حيث فوجئ المشتكون بالتوقف المفاجئ للأشغال بالتجزئة السكنية « النهضة»، مما اضطرهم إلى عقد عدة جلسات مع المنعش العقاري قصد استفساره عن أسباب هذا التوقف، وكذا حثه على مواصلة الأشغال لإتمام الشقق، لكن تبين لهم ، حسب تصريحات المتضررين للجريدة ، «أن صاحب المشروع كان يماطلهم دون أن يتحقق أي شيء على أرض الواقع». أكثر من ذلك فقد اختفى عن الأنظار وأغلق هاتفه في وجه المتضررين والمسؤولين،  الشيء الذي دفعهم إلى القيام بعدة إجراءات إدارية وقانونية بمراسلة عامل الإقليم السابق والحالي وتوجيه شكايات في الموضوع إلى المندوبية الإقليمية للسكنى والتعمير وسياسة المدينة وإلى الوزارة الوصية على القطاع وسلك مسطرة الحجز التحفظي على القطع الأرضية موضع المشروع، وتنظيم وقفات احتجاجية بمكان المشروع السكني، للفت انتباه المسؤولين إلى معاناتهم وإيجاد مخرج لهذا المشكل الذي فرض عليهم، ما أسفر عن إصدار مذكرة بحث في حقه.
وللإشارة فإن التجزئة السكنية « النهضة» توجد عند مدخل بوزنيقة من جهة مدينة بنسليمان، تضم 3 قطع أرضية، انطلقت الأشغال بالمشروع منذ أزيد من أربع سنوات لبناء إقامات تشمل شققا للسكن الاقتصادي وأخرى من الحجم المتوسط يصل عددها إلى حوالي 700 شقة، معظم المستفيدين منه من فئة المستخدمين والموظفين ومجموعة من أفراد الجالية المغربية بالخارج، حيث كان للموقع المتميز الذي يتواجد فيه المشروع والإشهار المغري الذي تم تخصيصه له، سواء الذي تم تعليقه بمكان المشروع أو الذي تم إعلانه بإحدى القنوات العمومية، دور أساسي في إقدام الحالمين بالحصول على «قبر الحياة» على الانخراط في المشروع بكل ثقة واطمئنان دون أن يكون لديهم أدنى شك في أن هذه الأخير سيعرف تعثرا وستتوقف الأشغال به نهائيا خاصة أن صاحبه التزم في البداية بتسليم شقق كل الأشطر قبل متم سنة 2017.


الكاتب : بوشعيب الحرفوي

  

بتاريخ : 07/02/2019