بعد الإقدام على اقتلاع بعض أشجارها : جمعيات تطالب  بالحفاظ على «غابة المقاومة» بالخميسات وحماية المجال البيئي

 

تعتبر غابة المقاومة بمدينة الخميسات معلمة وإرثا  بيئيا  بالنسبة  لحاضرة زمور، والتي تعد متنفسا  وفضاء للنزهة  والترويح عن النفس، واﻹبتعاد عن ضوضاء المدينة، وممارسة الرياضة،  كما تعد بالنسبة للشباب  مجالا  للمطالعة ، الكتابة والرسم… غابة تعد كدلك ذاكرة وصرحا أخضر، إذ يعود تاريخ  غرسها  بمختلف أنواع  اﻷشجار  الغابوية إلى السنوات  اﻷولى  من القرن الماضي من طرف المعمرين  الفرنسيين الذين استوطنوا  المدينة (العشرينات) وأقاموا  بوسطها بناية كنيسة القديسة تيريزا سنة 1927،   وكان السكان  آنذاك  يسمونها  غابة  «إيرومين» أي النصارى،  أو «لمرابو» أي الكنيسة، ومؤخرا  فوجئ  الرأي  العام و   ساكنة المدينة  باقتلاع  اﻷشجار  بجزء  من هذا الفضاء  ووضع لوحة ﻹقامة وبناء  ملعب للقرب ، حيث بدأ الحفر.  اللوحة كتب عليها حي عين الخميس  وهو حي يوجد بعيدا عن هدا المكان،  ولمواجهة  إقامة  هذا البناء ، نظمت فعاليات  جمعوية  ومواطنين ومهتمين  بالشأن  البيئي وقفة احتجاجية  بعين المكان، ألقيت خلالها مجموعة  كلمات ، بدءا برئيس  شبكة  اﻷحياء، ومما جاء فيها «جئنا  للإحتجاج  بشكل نضالي ، وهو احتجاج  إنذاري،  عنوانه أن لامساس  بغاية المقا ومة،  وهذا هو المحور اﻷساسي،  غابة تحتاج  لمشروع  متكامل، ترميم، وإعادة  الهيكلة لتكون فضاء  ومتنفسا  للساكنة،  والجمعيات  مستعدة للمساهمة فيه، اللوحة المنصوبة هنا بها ملعب مبرمج  بعين الخميس ، هذا الحي بعيد عن هذا المكان، هذه الحركة اﻹحتجاجية شعارها» نعم لملاعب  القرب،… لكن غابة المقاومة  خط أحمر، ونحن كهيئات  مجتمعية  مستعدون  ﻹرشاد  المسؤولين للمكان الملائم  ﻹقامة مثل هذه المشاريع،  هذه اﻷشجار  التي تم اجتثاتها  هي إرث  تاريخي،  في الوقت الذي نحن في حاجة لغرس أشجار جديدة،  ونطالب  بإيقاف  هذا  (المشروع) ونقله  إلى الحي اﻵنف ذكره».
وأضاف المتحدث «إن الجمعيات المعنية بصدد التفكير في عقد ندوة صحفية حول هذه الخروقات، واللجوء للقضاء بتنسيق مع جمعية المحامين الشباب،   وتكوين لجنة  لمواكبة هذا اﻷمر»، مشيرا إلى أن «الفاعلين  في الشأن  البيئي، كمجتمع  مدني، يتطلعون إلى غابة حضارية ، تضم مجموعة  مرافق،  وتكون متنفسا  للجميع ، حيث مساحتها  تفوق 40 هكتارا، كما يتطلب  اﻷمر  تعويض  اﻷشجار القديمة،  الغابة  وضع لها  مخطط للسير بها نحو الهاوية،  وهي ماتبقى  بالخميسات  كفضاء أخضر إلى جانب  منتزه  3 مارس، مدينة يصل عدد سكانها إلى 140000 نسمة، محتاجة  لـ 80  هكتارا على اﻷقل من المساحات  الخضراء، الشجرة  هي صلب الشأن  العام،  وهذا المشروع هو بمثابة  تخريب،  هناك تراجع  في المساحات  الخضراء ، هناك أطماع  للإجهاز  على هذه الغابة،  والتي أصبحت  مستهدفة،  واﻹسمنت بدأ منذ زمان  يزحف  إليها (الخزانة  البلدية؟) تصميم تهيئة  المدينة  لم يبرمج  أي مشروع بهذا الفضاء ، عقلية المسؤولين  هيمن  عليها  اﻹسمنت،  وخطتهم هي القضاء  على كل ما هو بيئي، كما فعلوا  بساحات  خضراء بحي  السلام – الكورس».
وفي السياق ذاته، وبمكان الوقفة  تم الشروع في توقيع مراسلات  تحمل  لوائح من طرف الجمعيات  المحلية وكافة المواطنين بشأن موضوع طلب إيقاف  المشروع  بغابة المقاومة  ونقله  إلى موضعه اﻷصلي إلى جانب  مطالب  أخرى.
المراسلات  وبعد اﻹنتهاء  من توقيعها سيتم بعثها إلى كل من وزير الداخلية،  وزير العدل،  كتابة الدولة  المكلفة  بالتنمية المستدامة،  المجلس  الوطني لحقوق  اﻹنسان، المندوب السامي للمياه  والغابات ومحاربة  التصحر، والي جهة الرباط، سلا، القنيطرة ورئيسها،  عامل إقليم  الخميسات، رئيس  المجلس  اﻹقليمي  للخميسات، رئيس  المجلس الجماعي للخميسات.


الكاتب : أورارى  علي

  

بتاريخ : 07/02/2019