عصبة أبطال إفريقيا : أخطاء تقنية تضيع على الوداد الانفراد بصدارة المجموعة الأولى

ضيع الوداد الرياضي فرصة الانفراد بصدارة المجموعة الأولى، بعدما أجبر على التعادل من دون أهداف من طرف فريق لوبي ستارز النيجيري، في المباراة التي جمعتهما بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، ليلة أمس الأول الثلاثاء، برسم الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى لدوري أبطال إفريقيا، مع العلم بأن فريق الوداد كان قد انتصر في مباراة الذهاب بهدف لواحد، سجل من ضربة جزاء.
وكانت كل الظروف مواتية أمام الفريق الأحمر لبلوغ نقطته التاسعة، وبالتالي فض الشراكة في صدارة المجموعة مع فريق «ماميلودي صن داونز» الجنوب إفريقي، الذي تعادل هو أيضا، لكن خارج ميدانه أمام أسيك ميموزا الإيفواري.
وفرض التعادل أمام «لوبي ستارز» على الوداد الرياضي الانتظار حتى نهاية الجولتين القادمتين، وهو ما سيعقد مهمته كثيرا، وسيجعله وجماهيره في حالة من القلق، مع العلم بأن مباراة من هاتين المباراتين ستكون داخل الميدان، ما يجعل حظوظ احتلال إحدى المرتبتين المؤهلتين إلى دور الربع جد قائمة.
وسقط الوداد ومدربه فوزي البنزرتي في فخ نتيجة الذهاب، التي كانت انتهت بفوز القلعة الحمراء. وظهر أن اللاعبين لعبوا بثقة زائدة في القدرات، ومنهم من لم يكن حاضرا البتة، كما هو حال اللاعب أوناجم، الذي كان خارج التغطية،إذ لعب وكأنه في حصة تدريبية.
ويتحمل المدرب البنزرتي المسؤولية الكبيرة في نتيجة التعادل، بسبب اختياراته وفشله الذريع في «الكوتشينغ»، الشيء الذي عجز معه على إعطاء الإضافة للفريق، الذي كان يعاني الكثير من النواقص.
وظهر جليا أيضا بأن المدرب الودادي لم يجرؤ على القيام بالتغييرات اللازمة في الوقت المناسب، وانتظر حتى الربع ساعة الأخيرة، ليبدأ في تغييرات يمكن القول بأنها فاشلة، بالرغم من كون دكة الاحتياط تضم لاعبين يمكن أن يوفروا له العديد من الاختيارات.
وأكد مدرب الوداد «دوخته» لما بدأ يغير مكان لعب إسماعيل الحداد، فتارة يعطيه دور قلب الهجوم، وتارة جناحا أيمن، وأخرى جناحا أيسر، الشيء الذي جعله يفقد «مشيته»، لتختلط عليه المهام، ويصبح عاجزا عن أدائها، كما أصبح في تحد مع نفسه ليبرهن بأنه قادر على تقمص أكثر من دور، وهذا ما جعله ينهك بدنيا، ويغيب عنه التركيز في الوقت المناسب، خاصة مع بداية الشوط الأول من المباراة.
ولم يقو المدرب البنزرتي على تغيير اللاعب أوناجم الذي كان تائها طيلة شوطي المباراة، وبعيدا كل البعد عن مستواه حيث لعب من دون روح، وكان شعاره الوحيد هو التباطؤ، والفشل في النزالات، نظرا لافتقاده الطراوة البدنية، كما أنه لم يستطع أن يقوم بدور السقاء، واكتفى بفرملة إيقاع المباراة بشكل كبير باعتماده على التمريرات إلى الوراء، وهذا ما أكد بأنه لم يحضر منه خلال المباراة سوى الإسم.
وظهرت ورطة المدرب البنزرتي لما دفع بأمين تغزوي وبديع أوك وزهير المرتجي، لكن ذلك في وقت غير مدروس، حيث جاءت التغييرات في الوقت الذي انهار فيه الوداد بدنيا وذهنيا، وفي الفترة التي كان فيها لاعبو «لوبي ستارز»قد كسبوا مزيدا من الثقة في النفس، وأصبحوا يعتمدون على الهجومات المرتدة السريعة بشكل قوي، وأكثر من الشوط الأول الذي ركزوا فيه على تحصين دفاعاتهم بشكل منظم.
ولعب فريق «لوبي ستارز بالرغم من هزيمة الذهاب من دون ضغط، حيث عرف لاعبوه كيف يهاجمون جماعة،ويدافعون جماعة، ومن دون ترك المساحات، وهو ما جعل لعبه يتسم بالتنظيم والانضباط التكتيكي.
وحتى يبعد فوزي البنزرتي المسؤولية عن نفسه صرح خلال النجوة الصحافية بأن «كل لاعب لازم يراجع نفسو»، وهذا نوع جديد من التصريحات التي يمكن أن نعنونه بالهروب إلى الأمام.
يذكر بأن المباراة قادها الحكم الغابوني «إيريك أوتوغو كاستان»، وهو حكم معروف في أوساط كرة القدم المغربية، كونه قاد العديد من مباريات الأندية المغربية،والمنتخب الوطني. وكان تحكيمه جيدا إذا لم تكن هناك أي احتجاجات على قراراته، كما أن اللاعبين ساعدوه على ذلك خاصة وأنه لم يكن هناك لعب عنيف.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 14/02/2019