المنتوج التلفزيوني الوطني غير قابل للتصدير وحدوده الجغرافية لا تتجاوز حدود المغرب شمالا وجنوبا

لماذا يقبل المغاربة بنهم كبير على مشاهدة المسلسلات التركية والسورية ويدمنون المصرية واللبنانية ويستسيغون المكسيكية والكورية، ولا أحد من هؤلاء يعبرهم أو يضيع ساعة من وقته الثمين كي يشاهد أعمالهم؟
لماذا فشل التلفزيون المغربي منذ إحداث القناة الأولى سنة 1962 وظهور القناة الثانية سنة 1989 في تسويق منتوجه الفني خارج حدوده الجغرافية؟
ماهي مبررات هذا الإخفاق الفني الذريع؟ هل يرجع الأمر إلى انتفاء معيار الجودة أم إلى غياب تصور منهجي للتسويق وضعف أفق الإدراك أمام آليات الماركوتينغ؟
هل تشكل اللغة الدارجة في شكلها المغربية المندمج عائقا تواصليا مع شعوب العالم العربي؟
أم مرد ذلك إلى هيمنة لوبيات بعينها تتشكل من شركات في ملكية مركب مصالحي ضاغط؟
أم أن ذلك راجع بالأساس إلى هزالة المنتوج الموسمي والأعمال الدرامية التي يتم طبخها غالبا قبل فترة من حلول رمضان وعلى عجل، ويعهد لتفعيل أدوارها لممثلين أغلبهم غير موهوبين، وتم انتقاؤهم تحت الطلب وعلى عجل ؟
عندما يحدث لي أن أسأل أحدهم عن إسم منتوج فني مغربي سيحظى بثقة شريحة بشرية خارج الحدود ، يدير رأسه بطريقة غامضة وآسفة، قائلا في حزن عميق»المنتوج المحسوب على القناتين خاصة منه الرمضاني عموما شيء لم يعد يعني بالنسبة لي شيئا، فهو مثل الرماد يتلاشى مع أول هبة لريح شرقية .. ؟؟؟؟
ويخاطر أحد المتدخلين ويكشف بكلمات عشوائية عن رأيه، ويكشف التأثير الجامح لكتل الخيبات التي تمطره بها القناتان الأولى والثانية على نفسيته، ويدرج نماذج منها، لتبدو مثل شفرات حلاقة، يمكن ان تخترق ببشاعتها وبلادتها الجلد الآدمي لتصل العظام..
فأن تصنع الحدث، يضيف ذات المتدخل، كي تعبر المسافات والحدود مروجا لبضاعة فاسدة، بهدف تحقيق التفاعل المنشود لمشاعرك المفككة مع قضايا ومشاكل وانتظارات العرب وأذواقهم المتفاوتة والمتباينة من المحيط إلى الخليج، فذلك الجهل بعينيه، لأنك ببساطة لم تستطع فيه أن تقنع مواطنيك أصحاب الأرض، بما تقدمه من سوقية وقلة الذوق الفني بالأحرى عرب الشرق الأوسط والخليج العربي …أليس ذلك هو الجهل البهلائي الأبهل بعينه ؟؟؟
أما صديقتنا المتحررة من كل القيود، فقد قالت ببحة وغطاء رأسها أومنديله يجثم بعنف على عنقها ما يزيد في حدة صوتها «ثمة حاجة ماسة اليوم لتطوير استعمالات بعض مفردات اللغة الدارجة المستعملة في معظم الأعمال التي يراد تسويقها، إذ لم نقل جلها، وتضيف ذات المتحدثة «الأمرالثاني لقد بات من الضروري اليوم تفكيك المركب المصالحي المهيمن على الصفقات الإشهارية، واللوبي المستفيد صعودا ونزولا ، وإعادة تركيبه وفق دفتر تحملات وطني شفاف و ملزم ؟
ثمة إجماع وطني على أن المعروض الفني على القناتين رديء، مع استثناءات طفيفة، يقول أحد المهتمين بالمجال الفني»، مضيفا أن المعروض والمراد تصديره خارج الحدود لا يتوفرعلى معايير الجودة في حدها الأدنى، ما يجعله مثل جواز سفر مغربي في يد فلاح بسيط يسعفه المرور لحد طنجة .. يختم ساخرا « حدو طنجة ؟
ويقتحم مجال النقاش شاب ثلاثيني مفكك الافكار»لا أفهم لماذا يوجد عندنا مبدعون وروائيون حقيقيون، ولا يوجد مخرجون وكتاب سيناريو يجعلونها ملاحم مشحونة بالأحداث المؤثرة والدراما المبدعة العابرة لكل الشساعات؟
ويعلق أحد الزملاء معتبرا كل ما تم تداوله من أسئلة قلقة ومشروعة وغيرها كثير، سبق طرحها للنقاش، وتفاعلت معها شرائح اجتماعية مختلفة ومتباينة المشارب، ولعل أهم ما يمكن تسجيله هنا هو غياب التفاعل الصريح والموضوعي من قبل الأوصياء على القطاع مع هذه الاقتراحات الأسئلة، لاسيما وأن الهدف الأسمى من ذلك، هو محاولة نفض الغبار المتكلس عن مرايا هذه الذاكرة الجماعية، في أفق توسع مساحات الضوء، وإجلاء جداول العتمات، التي هي في نهاية المطاف، من صنع بشري، وليس للقدر يد فيها …
(1/ 4) يتبع


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 18/02/2019

أخبار مرتبطة

أحمد الحسني يصف هذه الدورة بالجذابة و الغنية و تستجيب لإنتظارات الجمهور السينمائي نجم المسلسل التركي «سامحيني» ميرت ارتميسك يخلق

1 – حسين فهمي يستمر رئيسا بعد تأجيل الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في السنة الماضية بقرار من وزيرة

يترأس لجنة التحكيم فيه ،حسن بنجلون إلى جانب توفيق الحماني ،مجيدة بنكيران وكنزي هلال   تحتضن مدينة الرباط على مدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *