بالدشيرة، العيون، السمارة، بوجدور.. الذكرى61 لمعركة الدشيرة و الذكرى 43 لجلاء أخر جندي أجنبي عن الأقاليم الجنوبية

مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير

الذكرى تعد حدثا في مسيرة النضال الوطني .. قدمت دلالات عميقة ودروسا وعبرا في المقاومة والجهاد

على مدى ثلاثة ايام 28 فبراير ، 1 و2 مارس 2019 ، عاشت مدن العيون ، السمارة، بوجدور والدشيرة على ايقاع تخليد محاطتين تاريخيتين هامتين هما : الذكرى 61 لمعركة الدشيرة التي تشكل معلمة بارزة في سجل تاريخنا المطبوع بالأمجاد والبطولات و الذكرى 43 لجلاء أخر جندي أجنبي عن أقاليمنا الجنوبية ، حيث شكلت هاتان المحطتان التاريخيتان مناسبة وطنية لتكريم ثلة من رجالات المقاومة وجيش التحرير ، احتفاء بهم في أجواء حماسية ووطنية بكل من العيون والسمارة وبوجدور والدشيرة ،حيث أجمع المشاركون في الكلمات التي ألقيت خلال المهرجانات الخطابية وكانت مسبوقة بالترحم على أرواح شهداء الاستقلال والوحدة الترابية بكل من مقبرة الشهداء بالدشيرة وبوجدور، بحضور الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفد هام عن المندوبية السامية ، وبمشاركة كل من والي جهة العيون الساقية الحمراء  ، وعاملا اقليمي السمارة و بوجدور، وقيادة القوات المسلحة الملكية بالمنطقة ، وعدد من المنتخبين وفعاليات جهوية ومحلية وممثلين عن النسيج الجمعوي بالجهة، على أن هذه الذكرى الوطنية تعد محطة وطنية لتأكيد مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة ، ومن جهة أخرى اعترافا برجالات المقاومة وجيش التحرير  بأفضالهم وتقديرا لأعمالهم الجليلة في حركة المقاومة والتحرير من أجل إعلاء راية الوطن والدفاع عن مقدساته العليا.على مدى ثلاثة ايام 28 فبراير ، 1 و2 مارس 2019 ، عاشت مدن العيون ، السمارة، بوجدور والدشيرة على ايقاع تخليد محاطتين تاريخيتين هامتين هما : الذكرى 61 لمعركة الدشيرة التي تشكل معلمة بارزة في سجل تاريخنا المطبوع بالأمجاد والبطولات و الذكرى 43 لجلاء أخر جندي أجنبي عن أقاليمنا الجنوبية ، حيث شكلت هاتان المحطتان التاريخيتان مناسبة وطنية لتكريم ثلة من رجالات المقاومة وجيش التحرير ، احتفاء بهم في أجواء حماسية ووطنية بكل من العيون والسمارة وبوجدور والدشيرة ،حيث أجمع المشاركون في الكلمات التي ألقيت خلال المهرجانات الخطابية وكانت مسبوقة بالترحم على أرواح شهداء الاستقلال والوحدة الترابية بكل من مقبرة الشهداء بالدشيرة وبوجدور، بحضور الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وفد هام عن المندوبية السامية ، وبمشاركة كل من والي جهة العيون الساقية الحمراء  ، وعاملا اقليمي السمارة و بوجدور، وقيادة القوات المسلحة الملكية بالمنطقة ، وعدد من المنتخبين وفعاليات جهوية ومحلية وممثلين عن النسيج الجمعوي بالجهة، على أن هذه الذكرى الوطنية تعد محطة وطنية لتأكيد مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة ، ومن جهة أخرى اعترافا برجالات المقاومة وجيش التحرير  بأفضالهم وتقديرا لأعمالهم الجليلة في حركة المقاومة والتحرير من أجل إعلاء راية الوطن والدفاع عن مقدساته العليا.هكذا ، ومن معاني ودلالات هذه المناسبة التاريخية شكلت لحظة الاحتفاء فرصة  لوصل الماضي بالحاضر واستحضار ذكريات بطولية لأبناء أقاليمنا الجنوبية ، والتعريف بملاحمهم التي صنعوها بتضحياتهم وقدموا عبرها ودلالاتها العميقة « للأجيال الناشئة، ليعلموا أن الاستقلال هو ثمرة جهاد وتضحية ونكران ذات عليهم الائتمان عليه وصيانته وتحصينه واستخلاص الدروس والعبر من المحطات الماضية والمضي قدما لتحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي لبلادنا» .ذكرى معركة الدشيرة وجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء، وبكل ما يرمز إليه هذان الحدثان من معاني الوطنية والإيمان القوي للدفاع عن وحدة الوطن ،تعتبر الذكرى محطتان أساسيتان في تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، ومناسبة لاستحضار محطات تاريخية بارزة في ملحمة استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، والاعتزاز بفصول وأطوار مسيرة الكفاح الوطني.كما تجسد معركة الدشيرة واسطة عقد منظومة الملاحم الغراء التي تحققت بفضل النضال المستميت والتلاحم المكين بين العرش والشعب المغربي، والمسيرة التي تكللت بالمسيرة الخضراء وإنهاء وجود الاحتلال الأجنبي بالأقاليم الجنوبية للمملكة.وتعتبر معركة الدشيرة بحق معلمة بارزة في تاريخ الكفاح الوطني، ألحق فيها جيش التحرير هزيمة نكراء بقوات الاحتلال ما بين 1956 و1960، تظل ربوع الصحراء المغربية شاهدة على ضراوتها كمعارك «الرغيوة» و«المسيد» و«ام لعشار» و«مركالة» و«البلايا» و«فم الواد».

 
في هذا السياق اعتبر الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في كلماته التي القيت بالمناسبة بكل من: العيون والسمارة وبوجدور، أن فرصة هذا الاحتفاء هو « لمعانقة هذه الأرض الطيبة المعطاء المجاهدة التي أنجبت رجالا أشاوس عرفوا على مر العصور والأزمان بغيرتهم الوطنية ودفاعهم عن مقدسات وطنهم وتمسكهم المتين بأهداب العرش العلوي المنيف. حيث أبان أبناء هذه الربوع المجاهدة عن شجاعتهم وإيمانهم الراسخ بعدالة قضيتهم خلال الفترة التحريرية ، تحت شعار واحد لا للاستعمار ونفي جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، نعم للاستقلال وعودة الملك الشرعي إلى عرشه». مشيرا أن «التاريخ يسجل لأبناء هذه المنطقة، منبت المجاهدين الأبرار والمقاومين الأحرار والشهداء الأطهار ، مجموعة من المواجهات والمعارك التي خاضوها ضد الاستعمار الغاشم مقدمين تضحيات جسام في سبيل عزة وكرامة البلاد «.ومن باب التذكير بأهمية، هذا الاحتفاء، اعتبر مصطفى الكتيري ،المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن «احياء الذكرى 43 لجلاء آخر جندي من جنود الاحتلال الاسباني عن أقاليمنا الجنوبية، يعد استحضارا لمحطات تاريخية بارزة في ملحمة استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية»، حيث عبر عن بالنياية عن تقدير أسرة المقاومة  «لما قدموه من تضحيات جسام وأعمال جليلة مزودين بسلاح الإيمان والغيرة الوطنية»، مع إشادة خاصة بالمواقف البطولية لرجال المقاومة وجيش التحرير ونبل أخلاقهم ، وتشبتهم بالثوابت الوطنية بغيرة واستماتة وبكل ما أوتوا من قوة مسترخصين في ذلك دماءهم الزكية  وأرواحهم الطاهرة».وقد شدد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، في كلمته، أن «الاستقلال لم يتحقق بسهولة وإنما كان ثمرة جهد رجال ونساء دفعوا حياتهم ثمنا للحرية والدفاع عن الوطن، إنهم قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أبناء هذا الوطن البررة الذين يستحقون منا اليوم ودائما كل تقدير وثناء».في هذا السياق، اشاد بخصال ومكانة كل من المقاومين : المقاوم الشهيد سلامة بن حمادي،المقاوم المرحوم لحبيب حبوها،المقاوم المرحوم سيدي مهده،المقاوم المرحوم الخليل ميارة،المقاوم المرحوم محمد الرامي،المقاوم المرحوم محمد الناجم داحة،المقاوم المرحوم عبد الله تاكلبوت،المقاوم المرحوم النوشا بوركبا،المقاوم المرحوم محمد فاضل بولحية،المقاوم المرحوم امبارك عبلا،المقاوم المرحوم عبد الرحمان جنحاوي، المقاوم المرحوم لحسن حيدان، المقاوم المرحوم محمد سالم حما،والمقاوم المرحوم ارديف انتيتيش، معتبرا، أن ما قدموه من تضحيات ما هو إلا « تكريم لجميع المنحدرين من هذه الربوع المجاهدة الذين سجلوا بمداد الفخر والاعتزاز صفحات مشرقة في سجل تاريخ المغرب، وإنهم صفوة خيرة من الأبطال الاماجد الذين أردنا أن نعرف بانجازاتهم الوطنية ونستحضر مواقفهم الشهمة وحضورهم البارز في معركة التحرير»، واصفهم  بأنهم «رموز من الشعب المغربي الذين عكسوا في حياتهم المديدة الخصال والفضائل الحميدة في أبهى الحلل التي طبع عليها أبناء أقاليمنا الجنوبية الأشاوس ، من إقدام وعزم وإرادة تطلبت منهم الصبر والثبات وحسن التدبير خصوصا في تلك الحقبة الصعبة والشاقة من تاريخ المغرب الحديث» . مشددا أن هذه «لحظات عظيمة من تاريخ الكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال والوحدة وصفحات وضاءة من سجل أمجاد المغرب كتبها بالدماء الزكية أمثال هؤلاء الأبطال الأماجد الذين نسعد اليوم غاية السعادة بالاحتفاء بأمجادهم ،وإنها فرصـة  للجميع ليتذكر ويعلم أن ثمن الحرية والاستقلال كان غالي الكلفة في الأنفس والأموال والأولاد .. فالواجب الديني والوطني يحتم علينا صون هذا الإرث الثري بدلالات البطولة والآنفة والإباء ومواصلة بناء مغرب قوي وموحد ومستقر يتميز بالابتكار والرقي والازدهار .كما أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ان أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير لتستحضر أرواح شهداء انتفاضة أبناء الأقاليم الجنوبية وسائر شهداء ملحمة الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، وهي تحيي هذا المجد التاريخي بكل ما يستلزمه من إجلال وإكبار، تنويها بالصفحات الوضاءة لأبناء الإقليم الجديرين بأن نفخر بما قدموه للوطن وما أسدوه من أعمال جليلة سيظل التاريخ يحفظها وتتناقلها ذاكرة المغاربة قاطبة، تتغذى بمثلها ومغازيها بهدف التشبع الدائم بالروح الوطنية الأصيلة..».ولم يفت الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمته بالمناسبة أن أكد على أن الهدف الاسمى الذي اجتمع حوله ابناء الصحراء المغربية من خلال معركة الدشيرة وجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء، هو الشجاعة والإيمان الذي قدمته هذه المحطات التاريخية، مشيرا أن هذه المهرجانات الخطابية هي بمثابة لحظة للوفاء والاعتراف واحياء للذاكرة التاريخية الوطنية، مؤكدا أن هذه الذكرى تعد حدثا مفصليا في مسيرة النضال الوطني ،وبأن معركة الدشيرة كانت درسا في الصمود والمواجهة والمقاومة ، شكل حدثا بصم التاريخ الوطني، وقدم دلالات عميقة ودروسا وعبرا في المقاومة والجهاد الوطني.في حين ، أجمعت الكلمات التي ألقيت بالمناسبة، على أن الذكرى تمثل استحضارا لمحطات تاريخية نضالية متميزة من محطات الالتحام بين العرش الشعب، وتحقيق الوحدة الترابية، والاعتزاز بمعركة الدشيرة التي تعد واسطة عقد ملاحم جهاد ساكنة الجنوب، التي تمثل قيم الشجاعة والإباء من هذه المنطقة المجاهدة..كما تم خلال هذا الحفل، تكريم مجموعة من نساء ورجالات المقاومين المتوفين والأحياء منهم، تقديرا لإسهاماتهم في معركة التحرير واستكمال الاستقلال وما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات في سبيل الوحدة الترابية، وتسليم وسامين للمكافأة الوطنية من درجة ضابط لفائدة ذوي حقوق مقاومين شهيدين وهما: المقاوم الشهيد اسليم بن عمر و المقاوم الشهيد الحسين البوسعيدي.وللإشارة، وصل تعداد الموسمين من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وبعض نساء ورجال الحركة الوطنية إلى حد الآن، إلى ما مجموعه 854 فردا موزعين على سائر جهات وعمالات وأقاليم المملكة.كما عرف هذا الحدث الوطني تقديم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرمجموعة من الاعانات المالية منها ماستخصص لإحداث مشاريع اقتصادية، وأخرى بمثابة إسعافات مالية وأخرى عبارة عن إعانات على مراسيم الدفن، الى جانب تقديم مجموعة من الشواهد التقديرية على العديد من الفعاليات السياسية والجمعوية بالجهة اعترافا بالمجهودات التي يقومون بها.. وفي السياق ذاته تم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين كلية العلوم الشرعية بالسمارة والمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كما قام عميد الكلية بالمناسبة بتكريم مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.. كما قدمت كذلك جمعية 20 غشت للمقاومة والذاكرة الحية بالسمارة بهذه المناسبة ضراعة صحراوية للمندوب السامي للمقاومة، وقام الوفد بزيارة المكان المخصص لبناء الفضاء الجديد الخاص بالمندوبية الإقليمية للمقاومة وجيش التحريربالسمارة..كما قام المندوب السامي لقدماء المقاومة واعضاء جيش التحرير بزيارة لورش بناء مشروع يتعلق بمركز تكوين بنات وابناء قدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير بمدينة العيون.للإشارة، قاد الرحلة الجوية التي نظمتها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير طاقم من الضباط في صفوف القوات الجوية الملكية الذين أشرفوا على تأمين الرحلة من الرباط في اتجاه العيون والسمارة، حيث كان أداؤهم في منتهى المهنية والاخلاق العالية التي تتمتع بها القوات المسلحة الملكية والجوية على الخصوص، فوجب التنويه بها.

فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بجهة العيون الساقية الحمراء

يأتي إحداث هذه الفضاءات المتواجدة بكل من العيون والسمارة وبوجدور والدشيرة ، التي هي عبارة عن مؤسسة تربوية تثقيفية ومتحفية تابعة لإدارة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في سياق المجهودات  والمبادرات الموصولة التي تبدلها المندوبية السامية لصيانة الذاكرة الوطنية، والتعريف بأمجاد ملحمة العرش والشعب في سبيل الاستقلال والوحدة الوطنية، وذلك تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية لإبراز تراثنا التاريخي والحضاري والثقافي، وتنوير أدهان الناشئة والأجيال الصاعدة بدروسه وعبره.
وتهدف هذه الفضاءات الى الحفاظ على الموروث التاريخي الوطني، المتصل بتاريخ الحركة الوطنية والمقاومة والفداء وجيش التحرير، وتمكين الأجيال الجديدة من الإطلاع على تاريخهم وتراثهم وحضارتهم… هذا الى جانب المساهمة في التنمية الثقافية المحلية المبنية على روح المبادرة وقاعدة التعاقد والتشارك وتدبير القرب. هذا وسيستفيد من خدمات الفضاء عموم المواطنين من باحثين وطلبة وتلاميذ وفعاليات المجتمع المدني ومختلف الهيئات المهتمة، الى جانب أفراد أسرة المقاومة.


الكاتب : ادريس البعقيلي

  

بتاريخ : 06/03/2019