قدر، مقاومة و ضغط .. «تيمات» غذت الفرجة السينمائية بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة

البرمجة السينمائية لأول أمس الاربعاء بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته ال20 سجلت «جرعة» سينمائية إضافية، إذ بدل أربعة افلام التي كانت تعرض كل يوم من بالمهرجان،، عرف هذا اليوم برمجة استثنائية، بعرض ستة افلام موزعة بين فيلم قصير وآخر طويل، تنوعت مواضيعها و تفرعت مقاربتها السينمائية بين ما هو كلاسيكي، وبين ما «حداثي» في الرؤية و الطرح.. الشيء الذي جعل المهرجانيين امام فرجة سينمائية متنوعة، زادت في تكريس القناعة لدىهم بكون اغلب السينمائيين المغاربة إن لم يكن كلهم، قد امتلكوا آلية الصناعة السينمائية على مستوى التوظيف التقني.. ليبقى التميز و التفاوت، لدى الكثير من المتتبعين للمهرجان في مستوى المقاربة السينمائية و المعالجة و جودة السيناريو، الذي سيبقى هو « الفيصل» في تحديد الاجدر بالفوز بجوائز المهرجان في مسابقتي الفيلم الطويل و القصير من قبل لجنتي التحكيم اللتين يبدو انهما قد خصصت لهما الجهة المنظمة مكان آخر لمتابعة العروض، بعيدا عن العروض العمومية بقاعة سينما « روكسي»..
في هذا السياق كان اول العروض هو الفيلم القصير «سفسطة» ( 15 دقيقة ) للفنان و المخرج عبدو المسناوي، سيناريو عبدو المسناوي، تشخيص كل من أحلام شرف الدين و مروان ايوب، استعرض فيه المسناوي حكاية شاب في الثلاثين من عمره يعيش حياة عصيبة، يلتقي صدفة استاذته لمادة الفلسفة امل . و يتفق معها على موعد لزيارة القسم القديم، و بمجرد الوصول إلى عين المكان تتحول لحظات استرجاع الذكريات إلى مرحلة لتصفية حسابات قديمة..
الفيلم الثاني في هذا الصنف السينمائي الإبداعي كان هو فيلم « قلق» ( 29 دقيقة) للمخرج علي بنجلون، سيناريو زكية الطاهري و تشخيص كل من محمد عياد، حفيظة باعدي، هشام بسطاوي و فرح أومها.. تقول حكايته أن ماجد يخون زوجته.. رجل يكتشف ذلك.. تتحول حياته إلى جحيم من القلق.
أما الثالث فقد كان فيلم « يوم ماّ « ( 18 دقيقة) للمخرج رشيد زكي، سيناريو رشيد زكي و تشخيص كل من فدوى مسكي و لحسن رزوكي، يقول أنه « في 29 فبراير، يوم ليس ككل الايام، امام شرفتها تنتظر امراة عودة زوجها للاحتفال بعيد ميلادها، الذي هو أيضا اليوم الذي ارتبطا فيه قبل سنوات .
احتفالان شاء الزوج أن يضيف إليهما مفاجأة، طلب يد زوجته كما فعل أول مرة..
« دقات القدر» ( 114 دقيقة) للمخرج محمد اليونسي الشريط الطويل، الذي كتب له السيناريو المخرج ذاته و قام بتشخيصه كل من يسرا طارق، عبد الله شكيري، أونيفا ماشادو، فيرجينيا، عبد اللطيف شوقي، محمد الشوبي،رفيق بوبكر، فيرنانديزلويس ماريا واونيفيا فيرنانديز خورخي، فقد كان اول العروض اليومية الطويلة، وقد استعرض فيه اليونسي ، حكاية مقاومة ماريا للكنيسة و مقاومة تودا لحدو، تجعلهما في مواجهة قدر لم تختارانه، مقاومة المجتمع و التقاليد و الاعراف و الدين و الإيديولوجيا و السياسة.. مقاومة بما تملكان من سلاح عتاده الروح و الجسد… فمن سيقاوم أكثر؟ الروح أم الجسد؟
بعد هذا الفيلم كان المهرجانيون مع شريط طويل ثان وهو « نذيرة» ( 92 دقيقة ) للمخرج كمال كمال، سيناريو كمال كمال، و تشخيص جيهان كمال . «نذيرة» شابة في السادسة و العشرين من عمرها تشتغل كتقنية تصوير في احد أقسام المخابرات، عملها يقتصر على وضع الكاميرات في بيوت رجال السلطة و تصوير حياتهم الحميمية للضغط عليهم في حال أرادو استعمال سلطتهم لقضاء اغراضهم الخاصة..
الثالث و الأخير على هذا الصعيد فقد كان فيلم «امباركة» (102 دقيقة) للمخرج محمد زين الدين، سيناريو محمد زين الدين واوليفيي بومبارد. تشخيص فاطمة عاطف، المهدي العروبي، أحمد المستفيد، حنان القباني و كمال سعد،، و هوعبارة عن حكاية الشاب عبدو الذي يسعى إلى تعلم القراءة في ضواحي مدينة منجمية، لكن امباركة، أمه بالتبني، و مداوية الحي تمنعه من ذلك.
ينجح عبدو في إقناع شعيبة، و هو نشال في الثلاثين من العمر بزيارة امباركة لعلاج مرضه الجلدي الذي يعاني منه…، منذ لك الحين، سيربط القدر بين مصائر هذه الشخصيات الثلاث.


الكاتب : طنجة: جمال الملحاني

  

بتاريخ : 08/03/2019