ببلوغه لأول مرة ربع نهاية كأس الكاف : حسنية أكادير يحقق إنجازا تاريخيا

تمكن فريق حسنية أكادير للمرة الأولى في تاريخه من بلوغ ربع نهائي كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، بعد تحقيقه لانتصار جد صعب على النهضة البركانية، برسم الجولة السادسة والأخيرة من مباريات المجموعة الأولى، وذلك بهدف يتيم.
المباراة أدارها طاقم تحكيم مصري، يتكون من أمين محمد عمر كحكم رئيسي، بمساعدة تحسين أبو السادات وسمير جمال سعد. وعرفت في بدايتها اندفاعا لعناصر الفريق البركاني، التي حاولت الضغط بقوة على المعترك الأكاديري، ونفدت خلال العشرين دقيقة الأولى حوالي خمس ركنيات.
ولكن هذا الاندفاع فرض على العناصر المحلية أن تبقى حبيسة نصف ميدانها. وقد خلق هذا ارتباكا بينها، وكذا توترا في المدرجات التي عرفت حضورا يزيد عن خمسة عشر ألف متفرج.
وبعد مرور العشرين دقيقة الأولى، بدأ زملاء الحواصلي في استعادة المبادرة، بالأخص بعد أن تمكنوا من التوقيع على هدفهم، الأول والأخير، من كرة ثابتة نفذها صاحب الاختصاص المهدي أوبيلا، ووجدت هداف الحسنية، يوسف الفحلي، بلا منازع أمام الفريق البرتقالي، فعالج الكرة برأسية لم تترك أي حظ للحارس لمحمدي.
وبعد هذا الهدف بدأ هجوم الحسنية يستعيد عافيته من خلال عملية أنهاها العميد جلال الداودي بتسديدة قوية، صدها العمود الأيسر للمرمى البركاني. كما كاد الفلسطيني تامر صيام أن يسجل هدفا ثانيا من تسديدة قوية سيتمكن الحارس لمحمدي في صدها، في الدقيقة 42.
وخلال الشوط الثاني، ورغم أن الفريق الأكاديري بدأ يتوفق في استعادة توازنه، رغم الضغط الذي فرضه عليه رهان المباراة، حاولت عناصر النهضة البركانية العودة في المباراة بحثا عن هدف التعادل، وتمكن هجومه من خلق فرص محققة بواسطة لمباركي، الذي ضاعت منه محاولة في الدقيقة 53 . كما كاد المدافع بوفتيني أن يتسبب لفريقه في تلقي هدف، بعد تمريرة  قصيرة صوب الحارس الحواصلي، كانت سببا في اصطدامه مع اللاعب البركاني ولد الحاج،  وأصيب على إثرها اللاعبان. وقد طالبت إثرها العناصر البرتقالية بضربة جزاء.
وفي حدود الدقيقة 58 سيتمكن المهاجم الملوكي من التوقيع على هدف ثان للحسنية، سيرفضه الحكم المصري بدعوى أن هناك لمس للكرة باليد.
وخلال الثلث الأخير من المباراة، سيتعرض لاعب الحسنية أوبيلا لإصابة بليغة سينتج عنها انفكاك، أو بالأحرى انخلاع مفصل مرفقه الأيسر، مما سيجعله يغيب عن صفوف فريقه لأسابيع. كما عرف هذا الشوط في الدقيقة 69 ضياع فرصة محققة للتهديف من المهاجم الملوكي، بعد ضربة رأسية أخطأت الإطار.
وخلق لاعبو النهضة البركانية بدورهم فرصا محققة، ضاعت إحداها من بكر الهلالي، فيما ضاعت أخطرها من  «لابا كودجو» من محاولة أولى انتهت بقذفة فوق المرمى، ثم فرصة أخرى كاد من تسديدة أن يسكنها في الشباك، لولا تدخل اللاعب عماد كيماوي الذي خطف الكرة في آخر لحظة من أمام الهداف البركاني. ولم يحسن الملوكي، خلال الوقت بدل الضائع، استغلال فرصة حقيقية لإضافة هدف ثان، حيث انتهت قذفته الرخوة بين يدي الحارس لمحمدي.
وعموما فقد عرفت المباراة بين الفريقين ندية وقوة، ترجمت أحيانا من خلال الاندفاع الزائد لبعض عناصر الفريق الزائر، ولم يبدل الحكم المصري أي جهد لحماية اللاعبين، مما جعل المدرب الأكاديري غاموندي يحتج عليه بقوة. لكن مقابل هذا أعفى هذا الأداء الفريقين، وبالأخص الفريق البركاني، من القيل والقال. فالزوار، وبعد الهزيمة الأخيرة والثقيلة أمام الرجاء البيضاوي جاؤوا إلى أكادير للعب مباراة ترد إليهم الاعتبار، وهو ما توفقوا  فيه إلى حد كبير. فيما الفريق الأكاديري تمكن من خلال هذا الانتصار الصغير والثمين من أن يحقق إنجازا تاريخيا، بعبوره لأول مرة إلى دور الربع لنهائيات كأس الكاف.


الكاتب :  عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 19/03/2019