بيت الشعر في المغرب يحتفي  بالشاعر المغربي محمد بوجبيري : «درس في الحب» وشهادات في حق شاعر ظل وفيا لأخطائه

احتفالا بمسار الشاعر محمد بوجبيري، وتقديرا لمنجزه الشعري والإنساني الرفيع، ينظم بيت الشعر في المغرب احتفالية شعرية ومسرحية، يتم خلالها تقديم العرض الشعري والحكواتي « درس في الحب» للفنان المسرحي أحمد جواد، وذلك يوم الخميس 21 مارس 2019 ابتداء من الساعة السابعة مساء بالمركز التربوي والاجتماعي مولاي رشيد بمدينة الدار البيضاء.
ويتضمن برنامج الاحتفالية عرض مسرحية « درس في الحب» للفنان المسرحي أحمد جواد، وإضاءات وشهادات في حق الشاعر محمد بوجبيري يلقيها كل من النقاد محمد علوط، عبد الله خليل؛ بالاضافة الى قراءات شعرية للشاعر محمد بوجبيري.
عن هذا العرض المسرحي «درس في الحب» يقول الشاعر والكاتب والإعلامي ياسين عدنان:» قلت لجواد: لقد صرت كعلما يقدم درسا، لا ممثلا فوق الخشبة فأجابني: هو كذلك. فعنوان العمل «درس في الحب». والحصة لا تأخذ أكثر من ساعة واحدة لكنها ساعة أخذت من وقت جواد الكثير، فقد جمع طرائفها ولطائفها، أشعارها ومحكياتها من مراجع عديدة :من» طوق الحمامة» لابن حزم وأغاني ابي الفرج ورسائل إخوان الصفا، حتى «تزيين الاشواق» لداوود الانطاكي، و»أسد الغابة» لابن الاثير و»الشعر والشعراء» لابن قتيبة، دون ان ننسى القصائد والأزجال التي رصع بها درسه ، ومن بينها قصائد من عيون شعر الحب العربي ومقاطع زجلية منتقاة بعناية من دواوين «غزيل البنات» لمراد القادري و»كناش مخ الصيكان» لمحمد الزروالي..
وفي كلمة دالة وعميقة، كتب رئيس بيت الشعر في المغرب مراد القادري كلمة في حق الشاعر المحتفى به محمد بوجبيري جاء فيها:
« من أعالي الأطلس المتوسط، جاء الشاعر محمد بوجبيري محملا بدهشة اكتشاف ذاته والعالم، وفي المدينة ظل حنينه الى طين القرية التي جاء منها جارفا وقويا فكانت صرخته الأولى التي قدمها واحد من أبرز شعراء المغرب، الراحل عبد الله راجع. لم تكن تلك الصرخة سوى «عاريا أحضنك أيها الطين» باكورته الشعرية التي أعلنت عن ميلاد صوت شعري ألفه جمهور الشعر ومحبوه من خلال ماكان ينشره بصفحات الجرائد الوطنية وخاصة جريدة المحرر.
الطين… هو علامة الأرض المائزة. لذلك نفهم لماذا جاء هذا الشاعر وفيا لما يربطه بعوالمه الخاصة التي انطبعت في ذاكرته، وظل على مدى مسار شعري مخلصا للقيم الانسانية والجمالية التي تعد بما يدهش ويسعف على الحلم وانبعاث الخيال.
ظل محمد بوجبيري وفيا لأخطائه وينصح بعدم الاعتذار عنها. فالشاعر تصيب رؤيته حتى ولو بدت مجانبة للصواب أو مجافية للحقيقة. وقدر الشعر أن يقف في الجانب الآخر لكل ما هو تافه وسطحي ومبتذل، منتصرا للأغوار والأعماق والأحراش. تلك التي فتح محمد بوجبيري عينه ووعيه عليها، هو الذي استشعر دوما الحاجة الى التقاط البسيط، وتحويل العابر واليومي الى إقامة في اللانهائي.
إن بيت الشاعر في المغرب، إذ يحتفل بمناسبة اليوم العالمي للشعر 21 مارس 2019، بالشاعر محمد بوجبيري، فإنما ليؤكد قيمة وأصالة هذا الصوت الشعري المبهر الذي نجح في مواصلة مساره الشعري بالكثير من التجدد والحيوية، مانحا شعرنا المغربي بعضا من عذوبة الماء، الماء الطالع من روح ترفرف بأجنحة فوق سماء الأطلس».
في نفس الاطار الاحتفائي باليوم العالمي للشعر، الذي يصادف هذه السنة الذكرى العشرين لإقراره من طرف المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم ( اليونيسكو) باقتراح من بيت الشعر في المغرب، ينظم هذا الأخير، بتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والتربوية والجامعية، سلسلة من البرامج والأنشطة التي تهدف إلى تعزيز حضور الشعر و تثمين وجوده في المجتمع و الحياة.
من بين الأطراف التي تم التعاون معها بهذه المناسبة: جهة الدار البيضاء سطات، جمعية الشعلة للتربية والثقافة بكل من فروعها بالحي المحمدي، المحمدية، برشيد و دار الشباب الزرقطوني، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة، ثانوية حسان بن ثابت بمدينة الدار البيضاء، بلدية صفرو، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، مؤسسة علال الفاسي، نادي الهايكو بالمغرب، مركز أجيال 21 بمدينة المحمدية، المقهى الثقافي تمودا ببوزنيقة، ثانوية ابن بطوطة المضيق، جمعية قدماء ثانوية الفقيه داود بتطوان، ثانوية فاطمة الزهراء التأهيلية الفداء درب السلطان، مؤسسة النجار بمدينة سلا، ثانوية المحمدية بالقصر الكبير، ثانوية الرازي التقنية بالجديدة، الفضاء الاجتماعي التربوي مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء، الثانوية الإعدادية السمارة بمدينة سطات، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بأنزكان، الثانوية التأهيلية حسان بن ثابث بالدار البيضاء، ثانوية محمد بن عبد الكريم الخطابي بطنجة، فضاء الذاكرة التاريخية بغفساي التابع للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مؤسسة الملاك الأزرق بمدينة الجديدة، جمعية أصدقاء رفائيل ألبيرتي بمدينة العرائش….


بتاريخ : 21/03/2019

أخبار مرتبطة

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على

يقول بورخيس: “إن الفرق بين المؤلف والقارئ هو أن الكاتب يكتب ما يستطيع كتابته، بينما يقرأ القارئ ما يشاء”. فالكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *