ما صرتُ شيَّا

 

ما كنتُ في بال الخالق حتى أصيرَ !
فكيف أقولُ: أصيرُ؟.
ومن ينبس، من يكبس،
من يفسح للهواء طريقاً هنيَّا
مُعْوَجَّاً أو سوياَّ
حتى أُفصحَ، وأقولَ شيَّا.
الهواءُ نأْمَةُ الحياةِ..
ونسمة الكينونة، بينما أنا مُغْلَقٌ،
أغْلَفُ، مُصْمَتٌ، فمن أين يدخل؟.
أَكْدحُ كي أعرفَ وما عرفتُ.
لكني أقول لنفسي سكرانَ ـ صاحيا،
أو يقالُ لي، على الأرجحِ:
وما شانُكَ أنتَ بشأنِكَ،
ما أمرُكَ إنْ كانَ ثمَّةَ أمرٌ؟.
ما قصة دنياكَ الزائلةِ،
أيها الزائلُ الفاني المعدومُ؟
ما قصتها، وهْيَ الأضيقُ من جُحْرِ الضَّبِّ؟
وما قصة أخراكَ الباقيةِ الآتيةْ،
أيها الضَّجِرُـ القَلِقُ ـ الملول ـ كاره الصبر والانتظارِ،
القَفْقَافُ ـ التَّاْتاءُ ـ الحمار المستنفَرُ
المهيضُ ـ المُخَلَّعُ ـ المرصود للفتكة البِكْرِ،
والمحو الدائم المستدام المستمرِ؟
ما بكَ ؟
أنت الذي ـ إِمَّا وضعْتَ رأسكَ بين قُرْطَينِ،
تبيعُ ما تملكُ وتدوخُ.
ـــــــــــــــــــ

( مقتطف من نص طويل بعنوان: حائط الفلسفة. ضمن ديوان: في أبهاء الضوء والعتمة ).


الكاتب : محمد بودويك

  

بتاريخ : 22/03/2019