مواجهته تتطلب تعبئة صحية، اجتماعية واقتصادية : أكثر من 3 آلاف مغربي يفارقون الحياة كل سنة بسبب السل ومضاعفاته

 

تتسبب مضاعفات مرض السل، الذي يتم تخليده يومه العالمي الأحد 24 مارس 2019، في وفاة أكثر من 3 آلاف مغربي كل سنة، إذ يواصل الداء نخر أجسام ضحاياه ويفتك بها، رغم كل المجهودات المبذولة والمخططات والبرامج التي جرى تسطيرها من أجل القضاء عليه، الأمر الذي لا يزال مستعصيا، لأن المرض مرتبط بعوامل ومحددات أخرى، اقتصادية واجتماعية، لها صلة بنمط العيش والتغذية والتهوية وغيرها، وهو ما يترجم فشلا في معالجة الاختلالات التي تؤدي إلى تفاقم المرض، رغم تطمينات وزارة الصحة التي تقدم أرقاما تؤكد من خلالها انخفاض معدلات انتشار المرض مقارنة بسنوات سابقة، إذ أشارت خلال السنة الفارطة 2018 وبمناسبة الإعلان عن أرقام حصيلة الداء التي تخص سنة 2017، أنه جرى تسجيل حوالي 31 ألف حالة جديدة لجرثومة «كوخ»، بمعدل 88 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، علما أن هذا المعدل هو يرتفع إلى مستويات قياسية في مدن كالدارالبيضاء نموذجا؟
وكان وزير الصحة، قد أشار مطلع السنة الجارية أن المغرب يعاني من خصاص كبير في أعداد الأطباء المتخصصين في الأمراض التنفسية، مبرزا أن جهات طنجة – تطوان – الحسيمة، الرباط – سلا – القنيطرة، والدارالبيضاء- سطات يرتكز فيها مرض السل بدرجة كبيرة. وأكد الدكالي خلال لقاء احتضنه مقر البرلمان حول الداء، على غياب إطار قانوني يلزم المرضى بأخذ الدواء بشكل منتظم، ضمانا للعلاج وتفاديا لحالات السل الرئوي المقاوم للأدوية، مبرزا أن هذه المعضلة يمكن أن يقدم قانون الصحة العمومية أجوبة بخصوصها، وأن المغرب يهدف إلى تحقيق معدل للكشف ونسبة النجاح العلاجي تتجاوز 90 في المئة.
معدلات السل تواصل ارتفاعها في المغرب في غياب استراتيجية ناجعة لمواجهة الداء، ولعلّ أبرز دليل على ذلك ما يعرفه «مخيم اولاد زيان للمهاجرين» الذي تنتشر فيه حالات الإصابة بالسل في غياب أي خطة لتطويق المرض ومنع تنقل عدواه بين المهاجرين أنفسهم، وضمان عدم إصابة مواطنين مغاربة نتيجة للاحتكاك المباشر مع المصابين، إذ رغم التكفل ببعض الحالات المعدودة على رؤوس الأصابع فإن حالات أخرى ما تزال تعاني من المرض في صمت. ويقدّر معدل الإصابات بالمرض، وفقا لأرقام 2017، في انتظار الإفراج الرسمي عن المعطيات التي تخص سنة 2018، في جهة الدارالبيضاء- سطات بـ 111 إصابة لكل 100 ألف نسمة، مقابل 88 حالة إصابة وطنيا لكل 100 ألف مواطن، في حين يصل هذا المعدل إلى مستويات قياسية بمناطق كالحي الحسني بمعدل 150 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة، و 149 إصابة بكل من الفداء مرس السلطان ومولاي رشيد، و 146 بعين الشق، و140 بابن امسيك، و138 بالبرنوصي، إلى جانب 118 حالة إصابة بآنفا …، في الوقت الذي يؤكد فيه الخبراء أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أوصت على ألا يتجاوز عدد المصابين الجدد أقل من 10 حالات بالنسبة لكل 100 ألف نسمة بحلول 2050، الأمر الذي يتبين على أنه صعب التحقيق، بناء على الوقائع التي تؤكد استمرار انتشار الداء، أخذا بعين الاعتبار أن عدد مرضى السل بالدارالبيضاء لوحدها، وفقا لمصادر صحية، يقدّر بحوالي 8 آلاف مصاب بالعدوى.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 23/03/2019