يتطلعون إلى اتخاذ إجراءات استباقية انحباس المطر يرخي بظلاله القاتمة على كسابة إقليم جرادة

حالة من الخوف والترقب تنتاب كسابة إقليم جرادة وبخاصة مربي الماشية بمنطقة الظهراء بعد انحباس المطر، حيث تم تسجيل مستويات متدنية من التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي 2018-2019. مربو الماشية بعدد من الجماعات الترابية، وبخاصة الجماعات الترابية  بنفود دائرة عين بني مطهر،  وجدوا أنفسهم بين مطرقة انحباس التساقطات ومراع تقلصت مساحاتها بشكل مقلق و سندان قلة الدعم الذي لم يرق إلى المستوى المطلوب، مما جعل العديد منهم عرضة للمضاربين في أثمنة الأعلاف و بخاصة الشعير الذي يعتبر الغذاء الأساسي للماشية، «فحتى الحصة التي تم الإعلان عنها، مؤخرا، من طرف المصالح الإقليمية  لوزارة الفلاحة والصيد البحري والمتعلقة  بالشعير المدعم لا تستجيب لحاجيات ومطالب الكسابة وبخاصة الصغار منهم ، حيث اعتبرها العديد منهم ضعيفة بالمقارنة مع الحصص السابقة.
وبالرجوع إلى واقع الحال بهذه الجماعات الترابية ، فالملاحظ أنه ومنذ أكتوبر الماضي من سنة 2018 لم تمطر السماء إلى غاية اليوم، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على الفلاحة خاصة البورية منها والتي يمارسها حوالي 90% من الفلاحين، «الشيء الذي يستدعي تدخلا آنيا ومستعجلا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفق خطة استباقية تأخذ بعين الإعتبار التداعيات السلبية على قطاع الماشية وحاجة الإقليم وكسابته إلى دعم حقيقي يتجاوز ما هو معمول به حتى الآن والذي لا يرقى إلى ما يطمح إليه الكسابة ومربو الماشية ،و الذي قد يتسبب في ارتفاع  أثمنة  اللحوم الحمراء وبالتالي الإضرار  بالقدرة الشرائية للمواطن المتضرر أصلا والذي يعاني من تدني مستواه المعيشي «تقول مصادر فلاحية، مضيفة «فعلى مدى سنوات عرفت منطقة النجود العليا والظهراء بإقليم جرادة نقصا حادا في التساقطات المطرية كان من تداعياتها تقلص في المساحات الرعوية اضطر خلالها عدد من الكسابة إلى التقليص من عدد رؤوس الأغنام المملوكة في غياب دعم كاف من الجهات المسؤولة يأخذ بعين الاعتبار  بنيوية الظاهرة و تحولها إلى هاجس دائم».
وتبعا للمصادر ذاتها فقد «أصبح من الضروري اليوم اعتماد مقاربة واقعية لدعم ومواكبة مربي الماشية بإقليم جرادة، وبخاصة الكسابة الصغار والمتوسطين الذين يعتمدون على الكسب لتأمين متطلباتهم اليومية، بعيدا عن التدخل الموسمي الذي لم يعالج الظاهرة في أبعادها الحقيقية و المتعددة، فمن غير المنطقي أن تتواصل نفس الطريقة التي تجاوزها الواقع بكثير ولم تحقق النتائج المرجوة منها، علما بأن مسؤولية مصالح وزارة الفلاحة قائمة في ما يخص واقع كسابة منطقة النجود العليا والظهراء».
في السياق ذاته كان لنا اتصال بعدد من الكسابة الذين أكدوا من خلال تصريحاتهم على تخوفاتهم من» استمرار موجة الجفاف و تداعياتها السلبية على قطعان الماشية خاصة في ظل محدودية الدعم «مطالبين  الوزارة الوصية «بتبني استراتيجية ناجعة وسريعة للتدخل من أجل التخفيف من الآثار السلبية التي خلفتها قلة التساقطات، وبالتالي العمل على إنقاذ الموسم الفلاحي الحالي».


الكاتب : الطيب الشكري  

  

بتاريخ : 27/03/2019