في سياق ربط الماضي بالحاضر : تكريم رجالات المقاومة بمحاميد الغزلان في لقاء ذي دلالات عميقة

 

خلدت محاميد الغزلان، مؤخرا ، الذكرى 61 لزيارة المغفور له الملك الراحل محمد الخامس في 25فبراير1958،والذكرى 38 لزيارة المغفور له الحسن الثاني في 11 أبريل1981، وذلك بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووالي جهة درعة تافيلالت،عامل إقليم زاكَورة ،وأعيان وشرفاء قبائل محاميد الغزلان وعدة شخصيات مدنية وعسكرية، وبالمناسبة تم توشيح المقاوم المرحوم مولود الكوشي بوسام ملكي شريف في سياق التكريمات المخصصة لأسرة المقاومة وجيش التحرير.
واعتبر الاحتفال بالذكرى الأولى « بمثابة تجسيد لتلاحم إرادة العرش والشعب ونضالهما من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، بينما الإحتفاء بالذكرى الثانية يعد صفحة مشرقة في مسيرة النضال الوطني صيانة للوحدة الترابية». وقد نظمت المندوبية السامية مهرجانا خطابيا تضمن كلمات وشهادات تستحضر دلالاتهما العميقة وحمولتهما النضالية الوازنة والمتميزة في مسار ملحمة الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية.
وذكر المندوب السامي الدكتور مصطفى الكثيري،بما تضمنه خطاب المغفورله محمد الخامس من «مواقف المغرب الثابتة لمواصلة نضاله من أجل استكمال وحدته الترابية واستكمال استقلاله وحرصه على استرجاع أراضيه المغتصبة». كما «تضمن خطاب وارث سـره ورفيقه فـي الكفاح والمنفى، جلالة المغفور له الحسن الثاني عند زيارته لمحاميد الغزلان، المضامين السياسية لزيارة والده ، مؤشرة على الدلالات التاريخية العميقة التي يرمز إليها هذا الحدث الوطني الكبير»،حيث قال جلالته مخاطبا سكان محاميد الغزلان:»إن الذاكرة ترجع بنا إلى الوراء،ترجع بنا إلى سنة 1958،حينما زاركم والدنا المنعم محمد الخامس،وإننا لنذكر تلك الزيارة باعتزاز وتأثر،نذكرها باعتزاز،لأن من هنا انطلق صوته رحمة الله عليه مطالبا باسترجاع الأراضي المغربية حتى تتم الوحدة الوطنية،ونذكرها بتأثر لأنها لم تكن صيحة في واد، بل كانت نداء وجد أعظم صدى،وكان درسا في السياسة والصبروالمصابرة ها نحن اليوم نجني ثماره».
وأكد المندوب السامي في كلمته ، أيضا ، «أن الزيارتين الملكيتين كانتا من أجل الحرية والاستقلال،والحرص على إعادة بناء الكيان الوطني على أسس الاندماج بين مناطقه وأقاليمه وتحطيم الحدود الوهمية المصطنعة الموروثة عن العهد الاستعماري،وتجسيد العلاقات القائمة على امتداد قرون بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي».
كما نوه بنضال وكفاح أبناء المناطق الجنوبية من أجل التحرير والوحدة والذين أظهروا تمسكا قويا وراسخا بدينهم ووطنهم وملكهم، و ابدوا اعتزازا عميقا بانتمائهم إلى الرصيد النضالي التاريخي الذي جمع سكان الصحراء بإخوانهم في سائر مناطق البلاد خلال فترات تاريخية ونضالية ضد الاحتلال الأجنبي. وأشار إلى أن المعارك التي خاضها جيش التحريربالجنوب، الذي شكل أبناء الأقاليم الصحراوية عموده الفقري، تظل منقوشة في السجل التاريخي لهذه الأمة بمداد الفخروالاعتزاز، وهي معارك،يقول الكثيري،أظهر فيها أبناء الجنوب قدرة فائقة على الجهاد والتضحية والفداء،مكرسين بذلك تقاليد الكفاح الوطني التي أسسها أسلافهم عبرالحقب والعصور،والتي لم تكن ملحمة معارك بوغافر بجبل صاغرو سنة 1933 إلا واحدة منها. وبنفس العزم والإصرار والكفاح تم استرجاع مدينة طرفاية في سنة 1958،ومدينة سيدي ايفني سنة 1969،بفضل كفاح أبناء الجنوب وبفضل السياسة الحكيمة التي نهجها فقيد الأمة جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه، الذي عمل جاهدا من أجل توحيد البلاد ،وتخليص مناطقها الجنوبية من الوجود الأجنبي» .
وقال المندوب السامي،»لقد مكنت عبقرية الحسن الثاني الفذة وحنكته السياسية من تحقيق ذلك بفضل المسيرة الخضراء المظفرة التي أعلن عنها يوم 16أكتوبر 1975 داعيا شعبه الوفي للتوجه إلى الصحراء المغربية في مسيرة شعبية سلمية سلاحها القرآن لاسترجاع الحق المسلوب ولصلة الرحم بإخواننا وأبناء عمومتنا حيث كان في مقدمة طلائع المتطوعين أبناء الأقاليم الجنوبية وضمنهم أبناء منطقة محاميد الغزلان وإقليم زاكورة المجاهد».
وختم كلمته بأنه على هذا النهج الكفاحي والنضالي الذي دشنه كل من محمد الخامس والحسن الثاني، «يواصل جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، ملحمة الدفاع عن الوحدة الترابية وصيانتها وتثبيت مغربية الأقاليم الصحراوية التي كانت وستظل جزءا لا يتجزأ من أركان الوطن في ظل السيادة الوطنية». مذكرا «أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تغتنم هذه المناسبة الغالية لتثمين ومباركة المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية في ظل السيادة الوطنية وهو المقترح الحكيم والوجيه والواقعي الذي يحظى بدعم المنتظم الاممي ويعتبره المراقبون والمحللون الدوليون آلية ديمقراطية لإنهاء النزاع المفتعل بالمنطقة المغاربية الذي ما فتئ خصوم وحدتنا الترابية يناورون من أجل تأبيده ضدا على الحقائق التاريخية التي تشهد على أن الصحراء مغربية وستظل مغربية إلى أن يـرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين».
وشدد على كون «المغرب اليوم بقدرما هو متمسك بمبادئ الحوار وحسن الجوار،فإنه لن يفرط قيد أنملة في حقوقه المشروعة بتثبيت سيادته على أقاليمه الجنوبية المسترجعة،وسيظل على استعداد للتعاون مع المنتظم الأممي لإنهاء النزاع المفتعل حول أحقية بلادنا على ترابها المقدس ليتسنى للبلدان المغاربية ان تسيرعلى نهج التعاون والتقارب والتكامل البيني والعمل المشترك لبناء اتحاد المغرب العربي الكبير الذي تتطلع اليه الشعوب المغاربية».


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 28/03/2019