اللاأين

 

… سرابٌ
سرابٌ على مدِّ النظر،
سرابٌ ،
في حَمِّ ظهيرة يوم الأمس
‌آرْتَجَفَتْ فجأةً روحي
وقد انْبَجَستْ دَارَةُ نارٍ
في قلب
.السراب
كانت مارداً بعينين مشقوقتين ؛
وذَيلٍ حلزُوني
.راعني
اندفع المارد بهيئة عميلٍ محترف ؛
ليتلوَ بصوت جهيرٍ
بَيَانَات ركيكةٍ على جمهرة
الموتى ،
.والمجانين
وَيَنْثُر فَذْلَكَاتٍ
على جحافل الحِيطِيِّين ؛
واليافعين المدمنين ؛
ولِيَهَبَ مَنْعَةً
للثكالى ،
ودفعةً للمشردين ،
وأشباه الآدميين
من حشد
.المَخْصِيين
.سألتُ الشَّبح الرهيبْ
سألتُ الخيال المتلجلج وسط هالة
: اللهيبْ
لماذا كَبَا، مِنْ حولي ، الخَلْقُ طُرَّا
في انْتصاف
الطريقْ ؟
لماذا ادْلهمَّتْ من فوقي السماء
وانْثَنَتْ نُجُومها ،
وَخَبَا منها كل
بريقْ ؟؟
نَفَثَ الشَّبَحُ خيوط دخان ؛
خِلْتُه سينفخُ في الصٌّور العظيم
ليَتَّقِدَ أُوارُ
الحريقْ ؛
لأنني رمتُ
سِرَّا ،
ليسألني كالإعصار بنظرة باردة
وِجْهَتِي ،
ومُرَادي،
: فأجيب، رغما عني
. إلى اللاأين
الطاعون خلفي
. والدمارْ
وقومي بَانوا
قبل أن يشربوا من كأس الهَرَمِ ؛
. والاندثارْ
ومن حولي رائحةُ الرَّدى ،
وأمامي شبحٌ عميلٌ وسط دَارةِ
نارْ ؛
وغيْهبٌ ،
وسرابٌ ،
وأفق بئيسٌ ،
فارغٌ شكله
تماما ،
أجوفٌ كله مثل حلقات
… الأصفارْ


الكاتب : ناصر السوسي

  

بتاريخ : 29/03/2019