في اللغة وفي القلب، مقام للألوهة الكريمة..

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

سنعيد سؤالا قديما، سؤالا إنسانيا حقا: في أي منطقة مباركة جعل الله الفردوس، ولعله لا يرى؟

ونعيد جوابا حصريا ، من منطقة المغرب :
في اللغة
وفي القلب..
في النحو الرباني، الإلهي، كانت اللغة مفعمة، في اليومين الماضيين بالإنسان..
لغة متعددة
وإيمانها واحد
وبالرغبة الجامحة في تحرير الدين أفيون الأحقاد
وتحرير السماء من أنبيائها المزيفين
أولئك الذين لا يرون في الله سبحانه وتعالى سوى مبرر
للعصاب الجماعي
للقتل
والتطرف
والاستحواذ..
وكانت قريبة جدا من »عدن« الذي يريده أنصار الوحدانية الإلهية. كعناية دائمة بالبشرية..
كانت اللغة مترامية الألوهة، وهي ترسم في الوقت نفسه حدود العدن الممكن فوق هذه الأرض، وتحت ظلال الله في القدس
وروما
والرباط..
وفي القلب أيضا يقيم الله، بحب إزاء البشرية..
وتنبعث من قلوب المؤمنين، رسائل تدل على العناية الكبرى، وعلى الإرادة في تحرير الدين من لاهوت القتال…
شرق اللغة هو غرب القلب
وغرب اللغة هو شرق القلب،
ينير الوجه الرباني، دليلا على الحق.
كانت المؤسسة الكبرى في الديانة الإسلامية، إمارة المؤمنين والمؤسسة الكبرى في الديانة المسيحية، البابوية تلتقيان لتحرير القدس أيضا من تأويل ديني قصري واحتكاري، يجعلها عرضة للتأويل الاستراتيجي الأمريكي، وبالاستناد إلى التلمود..
القدس
أورشليم
مهد الديانات كلها
ومهد التوحيد
عندما يكون الدين دليلا على عظمة الانسانية
لا على قوة السيف فيها..
**

سيذكر التاريخ أنها كانت سنة صعبة وزمنا مهولا،عندما استقبل ملك المغرب محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف بصفته أمير المؤمنين، الحبر الأعظم للمسيحيين الكاثوليك البابا فرانسوا بعاصمة الملك بالرباط..
سيذكر التاريخ أن يوم الزيارة، كان هو يوم الأرض، فلسطين
والنداء الذي صدر يومها هو نداء القدس..
في ثلاثين مارس من عام الناس 2019
الموافق ل23 رجب 1440
وأن السماء لم تكن شاغرة فوقنا
وأن ملك المغرب خاطب المؤمنين بأربع لغات، حتى لا يضع بينه وبين قلوبهم حجاب
أو مترجم
وسيذكر التاريخ أن تلك السنة مرت سوداء، إذ كان رئيس اليانكي المعروف باسم دونالد ترامب، معتنق المسيحية الصهيونية، قد أعلن القدس عاصمة لإسرائيل، وأعلن الجولان هضبة لإشعيا..
وسيذكر التاريخ أن غمامة من الفخر والاعتزاز غطت فضاء البلاد.
وزادت من انتعاش المغاربة وحبهم لبلدهم وملكهم وأهليهم ..

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 01/04/2019

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *