بياطرة المغرب وإسبانيا يوقعون اتفاقية لمواجهة الأمراض الحيوانية الناشئة

 

وقّعت الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة بالمغرب اتفاقية إطار مع الاتحاد العام للأطباء البياطرة بإسبانيا، بمناسبة زيارة وفد يمثل هذه الأخيرة للمغرب، ترأسه رئيس المجلس وعرف حضور ومشاركة أعضاء رؤساء المجالس الجهوية ورئيس اتحاد الأطباء البياطرة الأوروبيين، في حين مثّل المغرب رئيس المجلس الوطني ونوابه، إلى جانب الأمين العام وأمين المال، فضلا عن رؤساء المجالس الجهوية، وكذا أعضاء المجلس الوطني من قطاعات مختلفة كالتعليم العالي والقطاعين العام والخاص.
الزيارة عرفت تناول عدد من القضايا والمهام المشتركة للهيئتين المغربية والإسبانية، ومن بينها النقطة المتعلقة بالأمراض الحيوانية الناشئة كداء الكلب، والحمى القلاعية التي تعتبر مرضا فيروسيا ينتقل عبر الهواء أو الاتصال بين الحيوانات، الذي يصيب الماشية ولا ينتقل إلى الإنسان، لكنه مرض جد معد بالنسبة لها خاصة الأبقار. كما استأثر مرض جدري الأغنام باهتمام المشاركين في هذا الملتقى البيطري، الذي كان منتشرا بكثرة في المغرب منذ عقود، لكن في الوقت الحاضر، وبفضل برامج المكافحة المنتظمة التي تقوم بها المصالح البيطرية والأطباء الخواص، انخفض معدل انتشاره بشكل واضح وأصبح تحت السيطرة الشمولية.
وشكّل مرض طاعون «المجترات الصغيرة» هو الآخر محور نقاش بين المهنيين، ويتعلق الأمر بمرض فيروسي معد يصيب بشكل خاص الأغنام والماعز، ولا ينتقل إلى الإنسان، الذي ظهر أول مرة في شهر يوليوز 2008، وتم تطوير استراتيجية ما بين 2008 و2010 لمحاربته، إذ جرى القيام بثلاث حملات واسعة النطاق لتلقيح الأغنام والماعز حيث مكّنت هذه الاستراتيجية من السيطرة على المرض، وكان آخر ظهور له بالمغرب في 5 نونبر 2008.
وأكد الدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء المغاربة في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن زيارة الوفد الإسباني الذي كان مرفوقا برئيس فدرالية الأطباء البياطرة الأوروبيين، تدخل ضمن الاستراتيجية التي سطرها المجلس منذ انتخابه في 2017، المتمثلة في تمتين العلاقات المغربية العربية والإفريقية والأوروبية، حيث تم تسطير برنامج مرحلي في هذا الصدد، مكّن من حصول المغرب على منصب نائب رئيس جمعية الأطباء بإفريقيا، ثم على مستوى الدول العربية، واليوم كان التوجه صوب الجار القريب الذي تربطه بالمغرب علاقات مشتركة، بالنظر إلى العدد الكبير للسياح الذين يعبرون طنجة وميناء الجزيرة الخضراء، إلى جانب ارتفاع معدلات استيراد الحيوانات، وبالتالي كان لزاما تقوية أدوار المراقبة وتعزيز الشراكة بين الجانبين، للمساهمة في الوقاية وحماية البلدين من انتقال أمراض ذات منشأ حيواني إليهما. وأضاف الدكتور الوزاني أن الشراكة مع إسبانيا التي أملتها عدد من العوامل المشتركة، الجغرافية والتاريخية والمهنية، ستتلوها شراكات أخرى مع دول أوروبية كفرنسا وبلجيكا وغيرها، في إطار برنامج سطّرته الهيئة لتعزيز حضورها وتواجدها خاصة وأنه يُشهد لها بالخبرة والكفاءة والتميز إفريقيا.
يذكر أن الجانبين قد اتفقا، في ختام الزيارة الرسمية، على توثيق العلاقات في ميدان التعليم العالي وكذا تبادل الكفاءات، مع حث المغرب على محاربة الأمراض المعدية، خاصة أنه يعتبر رائدا في هذا المجال من خلال الحملات التلقيحية التي يداوم عليها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 03/04/2019