حسب تقييم فعاليات جمعوية محلية … أنشطة «ثقافية» ببنسليمان أسقطتها «الارتجالية» في نقائص عديدة !

أجمعت جل الفعاليات المهتمة والمتتبعة للشأن الثقافي ببنسليمان على أن الأنشطة الثقافية المنظمة خلال بداية النصف الأول من شهر أبريل الجاري عرفت فشلا ملحوظ ، والمتمثلة في إقامة الدورة 11 للمعرض الإقليمي للنشر والكتاب أمام ثانوية الحسن الثاني في الفترة ما بين 3 و9 أبريل 2019، وكذا الدورة 13 من المهرجان الوطني للزجل خلال 5،6 و7 أبريل. النشاط الأول أشرفت على تنظيميه المديرية الإقليمية للثقافة بسطات والنشاط الثاني نظمته المديرية الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاء- سطات بشراكة مع عمالة إقليم بنسليمان والمجلس البلدي لكل من بنسليمان وبوزنيقة وبدعم من وزارة الثقافة ومجلس جهة الدارالبيضاء- سطات.

ويبدو، حسب فعاليات محلية ، «أن من بين العوائق الأساسية التي كشفت عن الارتجالية والعشوائية في تنظيم النشاطين المعنيين، هو التداخل في التنظيم، إذ لا يعقل أن يتم تنظيم مهرجان وطني للزجل وفي نفس الوقت السهر على إنجاح المهرجان الإقليمي للنشر والكتاب، وذلك بالنظر لقلة الموارد البشرية العاملة بوزارة الثقافة محليا وإقليميا وجهويا، وكذا غياب التجربة لدى بعض المسؤولين الجهويين بقطاع الثقافة وضمنهم المديرة الجهوية التي عينت حديثا بالمديرية الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاء – سطات؟ وهذا ما أبانت عنه البرامج والفقرات الثقافية المقدمة بالنشاطين معا، والتي شابتها عدة اختلالات وكشفت بالملموس ضعف التواصل، وانعدام التنسيق بين مصالح وزارة الثقافة جهويا، إقليميا ومحليا»، مضيفة «أنها أنشطة لم يتم التحضير لها بشكل جيد، وتميزت بالسرعة في التنظيم دون تنسيق مع الفعاليات والجمعيات المحلية المهتمة بالمجال الثقافي، وبالمقابل تم فسح المجال لبعض المتطفلين على الميدان «،» كما أن توقيت تنظيمها لم يكن مناسبا، إذ تزامن مع العطلة الربيعية، ولوحظ غياب تلاميذ المدارس عن زيارة معرض الكتاب والنشر، علما بأن هذه الفئة هي المعنية والمستهدفة بالدرجة الأولى من تنظيم مثل هذا النشاط».
و»بالعودة إلى فعاليات النسخة 11 من معرض الكتاب والنشر المقام بفضاء شارع الحسن الثاني، فإن ضعف التواصل وكثرة الفقرات والبرامج المقامة على هامش هذا النشاط، وكذا ضعف محتوى بعض الندوات، وعدم اختيار التوقيت المناسب لإقامته ، جعلت الدورة تبتعد عن أهدافها ، وتشكل خيبة أمل لدى المهتمين بهذا المجال ، تتابع المصادر الجمعوية ، حيث عرفت الجلسة الافتتاحية حضورا باهتا رغم حضور عامل الإقليم ورئيس المجلس البلدي والمديرة الجهوية للثقافة بجهة الدارالبيضاء – سطات، كما شهد المعرض إقبالا ضعيفا للزوار، علما بأن أغلب سكان المدينة، بمن فيهم المثقفون والمهتمون بالميدان الثقافي، يجهلون هذا المعرض ولا يعرفون أي شيء عنه، بسبب عدم إشراك الجمعيات والفعاليات النشيطة في هذا المجال، وعدم التنسيق والتواصل مع بعض القطاعات المعنية بالمساهمة في هذا النشاط، خاصة المديرية الإقليمية للتعليم قصد إنجاح دورة معرض الكتاب والنشر».
نفس الشيء يمكن أن يقال عن فعاليات الدورة 13 للمهرجان الوطني للزجل، فباستثناء الجلسة الافتتاحية، النقطة المضيئة في هذا المهرجان، والتي تمت مساء يوم الجمعة 5 أبريل بمقر عمالة بنسليمان، بحضور وزير الثقافة وعامل الإقليم وبعض الفنانين والزجالين المرموقين الذين حضروا هذه الجلسة التي تميزت بتكريم فنانين لامعين في فن الزجل وهما الزجال عبد الرحمان اجبيلو ابن مدينة بنسليمان والزجالة فاطمة الزهراء الزريبق، فإن باقي فقرات وبرامج هذه الدورة، وبشهادة العديدين ، عرفت تراجعا ملحوظا، وذلك راجع بالأساس إلى الارتباك الحاصل في التنظيم وعدم إشراك الفاعلين المحليين، وتهميش الجمعيات المحلية النشيطة في فن الزجل ، والاعتماد على نفس الوجوه التي سبق لها أن شاركت في الدورات السابقة، وكذا عدم مراعاة التوقيت والعطلة الربيعية وكذا الأحوال الجوية، مما جعل الدورة تعرف هفوات تمثلت في إلغاء مجموعة من الفقرات خاصة السهرات الفنية وضعف الإقبال على الندوات وفقرات الزجل لأسباب متعددة من بينها عدم التوفق في اختيار أماكن إقامة الأنشطة خاصة بالساحات والفضاءات العمومية بالهواء الطلق، دون استحضار الأحوال الجوية والظروف المناخية، وانعدام وجود بنيات الاستقبال لاحتضان مثل هذه الأنشطة الثقافية، فباستثناء دار الثقافة والتي تنعدم فيها المرافق الضرورية لتقديم العروض المسرحية والفنية، والتي مع ذلك يجد فيها بعض الفنانين والمثقفين فضاء لإبراز قدراتهم وطاقاتهم، بفضل المجهودات التي يقوم بها العاملون بها، ضمنهم المشرف والمسؤول عنها والذي لا يدخر جهدا من أجل تقديم الخدمات الأساسية للمهتمين بالمجال الفني والثقافي، فإن المدينة تفتقر للبنية التحتية الضرورية لمجال الثقافة، في ظل التهميش الذي يطال هذا الميدان، وحتى المركب الثقافي الذي استبشرت له الساكنة ، والذي كان من المفروض أن يكون جاهزا منذ سنتين تقريبا لاحتضان مثل هذه الأنشطة، فإن الأشغال مازالت جارية به لحد الآن بسبب الاختلالات التي عرفتها مراحل إنجازه، لكونه تم بناؤه فوق مكان عبارة عن ضاية مائية. ناهيك عن الفوضى التي يعرفها مجال إطعام ومبيت الفنانين في ظل انعدام وجود فنادق وإقامات لاستقبال الضيوف.
« إن الأنشطة المنظمة بالمدينة، خلال النصف الأول من شهر أبريل، عرفت فشلا ملحوظا كان يمكن تفاديه لو تم التحضير لها بالشكل الجيد وإشراك الفاعلين والمهتمين بالمجال الثقافي والفني، علما بأن أموالا مهمة ترصد لمثل هذه الأنشطة ، كما كان من الأجدر على المسؤولين عن قطاع الثقافة التفكير في أشكال جديدة لتنظيم مهرجانات وأنشطة ثقافية مندمجة تمس وتستهدف الخصوصية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية للساكنة لإبراز موروثها الثقافي المتمثل في بعض الفنون المحلية كعبيدات الرمى والفروسية، و… في أفق خلق رواج اقتصادي وتجاري تستفيد منه بنسليمان» تختم المصادر ذاتها.


الكاتب : بوشعيب الحرفوي

  

بتاريخ : 10/04/2019