السوالم.. بين الأمس واليوم

 

حتى زمن غير بعيد، فترة الثمانينيات وبداية التسعينات من القرن الماضي، ظلت السوالم تلك القرية الهادئة الشاسعة والمترامية الأطراف ذات الموقع الجغرافي الاستراتيجي بإطلالها على واجهة الأطلسي وارتباطها بشبكة طرقية وطنية مهمة كالطريق الوطنية رقم 1 “طنجة /الكويرة ” وقربها من المطار الدولي محمد الخامس ،بنمط معماري أصيل وشبه موحد ،ودكاكين تجارية معدودة على رؤوس الأصابع ، نقطة عرف بها سوقها الأسبوعي “احدالسوالم” المصنف من كبريات الأسواق المغربية مع وفرة اللحوم الحمراء وجودتها ،كما عرف بها محليوها من أشراف المنطقة ، إذكانت ومازالت قبلة المتسوقين للتسوق وقضاء المآرب لكل الدواوير والقبائل المجاورة ،بل ونقطة اللقاء للعبور لباقي الجهات في أجواء طبعها التآخي والتآزر والتعايش، بل والنضال على كل المستويات بمنطق “أهل مكة أدرى بشعابها “.ظل الأمر كذلك مزعجا ومضايقا لأعداء الإصلاح وأعداء المساهمة في الانتقال الديمقراطي الذي عاشته وتعيشه البلاد ، نعم ظلت ومازالت وستظل المنطقة مستميتة في نضالانها ومطالبها المشروعة رغم “الحروب” و”المكائد” القادمة من لوبي العقار والبحث عن المصلحة الخاصة و”لوبي التلاعب” بإرادة المواطنين عبر مختلف الاستحقاقات وبكل الوسائل، إلى أن جاء التقسيم الترابي الأخير، ذاك التقسيم الذي صنفه أهل الدار “بأصل الداء” بخلفيات وحسابات سياسوية ضيقة اعتقادا ووهما من أصحاب القرار بإمكانية إضعاف وتشتيت أشراف منطقة أولاد احريز الغربية من سياسييها وحقوقييها ومناضليها الأحرار، وذلك بقص جناحي جماعة السوالم الطريفية والساحل أولاد احريز، الجماعة الأصل، للخروج بالمولود الجديد “بلدية أحد السوالم ” التي حملت مؤخرا شوارعها أسماء غالية وكبيرة كشارع “محمد السادس “و”شارع لالة مريم “..الخ.. أسماء شوارع تتعارض وواقع الحال على كل المستويات ، بدءا بمدخل المدينة والروائح الكريهة المنبعثة ،وعلى رأسها روائح ” سموم قاتلة” تشكل هدية شركة متخصصة في صنع مادة الاسفلت ” الزفت” لساكنة السوالم ، مرورا بالنقطة السوداء ،النقطة الكيلوميترية 30 ،وصولا لأطرافها وتلاوين سوء التسيير والتدبير ، فسلام عليك السوالم ..


الكاتب : صالح فكار

  

بتاريخ : 12/04/2019