اندلعت مواجهات عنيفة بين الرعاة الرحل وساكنة دوار إداوكليد بجماعة الكدية البيضاء،بضواحي أولاد تايمة بإقليم تارودانت مساء يوم الأحد 14أبريل2019، مما تسبب في حالة من الهلع والخوف وسط الساكنة المجاورة للغابة التي اقتحمتها جحافل من الإبل والمواشي القادمة من مناطق جنوبية. و قد استدعت هذه المواجهة بين الطرفين،تدخلا أمنيا مستعجلا من السلطات المحلية والدرك الملكي بسبت الكَردان، ونظرا لتسجيل «تشابك عنيف» بين الطرفين وتفاديا لأي تصعيد، فقد طلبت عناصر الدرك تعزيزات أمنية من مراكز الدرك بأولاد تايمة وتارودانت في استنفار أمني غير مسبوق،من أجل الحيلولة دون تطور الأوضاع لما هو أخطر .
وحسب مصادر من عين المكان ، فإن» المواجهات انطلقت عقب اقتحام الإبل لأحد الحقول الزراعية، لكن بعدما أرادت الساكنة صدها وابعادها عن مزروعاتها،هاجمها بعض الرعاة الرحل الذين كانوا مدججين بالعصي والأسلحة البيضاء».
ووفق المصادر ذاتها ، فإن «الرعاة هم من بادروا إلى العنف حيث قاموا برمي الساكنة بالحجارة، وتعريضها للضرب بالعصي، متسببين في إحداث خسائر مادية فادحة بالمزروعات المعيشية للساكنة،وذلك قبل أن تبدأ عملية التراشق العنيف بالحجارة بين الطرفين».
هذا وتأتي هذه الواقعة فقط بعد أسابيع قليلة من احتضان عمالة تارودانت، ليوم دراسي حول «الرعي الجائر» بحضور عدد من المتدخلين بالمجال،والذي انتهى بالخروج بتوصيات، إلا أن ما حدث ب»الكدية البيضاء» يؤشر على أن الوضع يحتاج إلى مزيد من اليقظة والحرص على إعمال القانون المساوي بين الجميع في ظل دولة الحق والقانون.
هذا و يطرح جمعويون متتبعون للقضية سؤالا محوريا مفاده : متى يتم التخلص بشكل ناجع من كل تمظهرات «الرعي الجائر» الذي يلحق خسائر فادحة بممتلكات الساكنة المحلية من خلال إتلاف محاصيل زراعية واستنزاف كميات مهمة من المياه النادرة بالمنطقة ؟ .