بعد ضياع التأهل للأولمبياد وكأس العالم للفتيان : الجامعة الملكية تواصل بحثها عن «قلم» لتبرير الفشل

يظهر بأن الجامعة الملكية المغربية أصبحت مختصة في تقديم الاعتراضات، بعد الفشل الذريع في بلوغ الألعاب الأولمبية، وبعد أن أخفق منتخب أقل من 17 سنة في التأهل إلى كأس العالم بالبرازيل.
وأصبح مسؤولو الجامعة، وفي مقدمتهم الرئيس “فوزي لقجع”، يبحثون عن “قلم” يقود إلى حلم مفقود، عوض الغوص في تحديد الأسباب، وترتيب الجزاءات في حق من أصاب أجيالا بالإحباط.
وتتبعنا جميعا، كيف أن جامعة كرة القدم تمسكت بمشجب سن لاعب المنتخب الكونغولي”زولا”
وطبلت معها العديد من الأبواق، بل هناك من تكلم بوثوقية عن كون سن هذا اللاعب مزور، ووضعوا أنوفهم في لوائح فريقه “مازيمبي”، وتحولوا إلى عارفين بالتحليل الجيني وما إلى ذلك من علم “التدويخ”، والضحك على الذقون.
وهناك من ذهب أبعد من ذلك وبشر المغاربة بأن مباراة الإياب لن تجر، لأن القضية “مربوحة”، وأن حضور كرة القدم المغربية في الألعاب الأولمبية أصبح مسألة وقت، بل ساعات فقط.
ومرت الأيام تلو الأيام، ولا شيء من ذلك ظهر، فبلع المنجمون ألستنهم، وأخفى المطبلون طبولهم، ولم نعد نسمع عن اعتراض الجامعة أي خبر.
وبحثا عن مبرر لإقصاء المنتخب الوطني من التأهل إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل، تم الركوب مجددا على سن اللاعبين، وأن لاعبي الفرق الإفريقية التي واجهها منتخبنا لأقل من 17 سنة كبار السن، مستدلين في ذلك ببنية اللاعبين الأفارقة، والتي كانت دائما قوية.
ومرة أخرى يعود الطبالون إلى طبولهم، وبجتمعون في جوقات، ويدخلون في تحليل العضلات والوجوه واللحي، وما إلى ذلك، وبقدرة قادر يتحولون إلى (…) مع العلم بأن هناك من تحدث منهم عن قوة منتخب الوطني لأقل من 17 سنة وأنه قادر على خلق المعجزات، لأن لاعبي أكاديمية محمد السادس هناك، وأن التكوين فيها قد وهب المغرب عمالقة في كرة القدم وأقزام في البنية الجسدية.
وفي خطوة غير محسوبة، تقدمت الجامعة باعتراض ضد بعض لاعبي المنتخب الكاميروني، وهو ما رد عليه الإتحاد الكاميروني بلغة لمح فيها إلى العلاقة الجيدة بين المغرب والكاميرون، مع ما طبعها من سخرية، خاصة بعدما أوصى مسؤولي جامعة كرة القدم بأن يتحلوا بالروح الرياضية ويتقبلوا الهزيمة.
وهكذا يكشف الكاميرونيون مرة أخرى، وبلغة ديبلوماسية، تهور المسؤولين عن كرة القدم المغربية، وهي صفعة يجب أن تقرأ بلغات عديدة، وأن تستحضر الجانب السياسي، وعلاقاتنا القوية مع الكاميرون، وهنا يجب على الرئيس “فوزي لقجع” أن يستحضر جيدا رفض الحكومة المغربية تعويض دولة الكاميرون في تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا التي انتقلت إلى مصر.
وبعيدا عن الخطوات غير المحسوبة لجامعة كرة القدم، كان عليها ببساطة أن تعد عدد الإخفاقات التي راكمتها المنتخبات السنية والكرة النسوية لتقف على المسببات، لا أن تبحث عن مبررات لإنقاذ المدير التقني للجامعة المدلل”ناصر لارغيت “من المحاسبة، التي هي جزء من الحكامة، وكم تغنى بها رئيس الجامعة في كل مناسبة.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 24/04/2019