موليم لعروسي الفيلسوف الأديب والأديب الفيلسوف : جذوري ممتدة في دكالة ومن زاوية سيدي اسماعيل

استضاف» مختبر التاريخ، العلم والمجتمع «الباحث الجمالي الأستاذ موليم العروسي في لقاء مفتوح زوال يوم الخميس 18 أبريل 2019 بمدرج دراسات الدكتوراه بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، حيث افتتح اللقاء الأستاذ أحمد كازى بكلمة ترحيبية بالضيف والسادة الأساتذة والطلبة الباحثين،وقدمه بكونه المفكر المغربي الذي يحمل في ذاته رؤية ونظرة خاصة عن العالم، ذاكرة تتداخل فيها الأمكنة والأزمنة والاشخاص، إنه كائن أركيولوجي وقراءته تتطلب العثور على مفاتيح هذه الإحداثيات المؤسسة لرؤيته وبكونه على شاكلة المسافر ما بين المدينة والمعبد كما كان سقراط يتحرك بين المدينة ودلف هروبا من المراقبة والعقاب،إنه باحث يقوم بتحويل اللافلسفي فلسفيا بمساءلة الثقافة الشعبية، ومن أجل الإنصات لمعاناة الإنسان العادي، في فكره هناك استعادة للتجارب الفنية العميقة…
وكانت تدخلاته عبارة عن محاور كبرى حددها في التجربة الشخصية لموليم العروسي وعلاقته بالفن والكتابة العرفانية ومحور الثقافة المغربية والفلسفة والأدب، والحداثة وما بعد الحداثة وعلاقته بالخطيبي وبالجديدة والعمران..مفتوحة بينه وبين الضيف من جهة والطلبة والأساتذة من جهة أخرى لأكثر من ثلاث ساعات، أجاب عنها الأستاذ موليم العروسي بعمق تفكير رزين وهادئ ترك الكثير من الصدى الطيب في الحضور المكثف الذي غصت به قاعة المدرج ، مؤكدا أنه سعيد جدا بحضوره في لقاء مفتوح وبدون تحديد ومعرفة للموضوع، وعدم المعرفة تجعله يعيش قلقا وينسى ما علق بالذاكرة رغم أنها لا تنسى ولا تنمحي،هي لا شعورية تتدفق وعبرها يداهمنا القلق، متسائلا عن علاقة القلق بالكتابة، مضيفا أن إشكالات المعرفة تأتي من الكتب أو من طريقة التفكير ولا يتبناها إلا القلة .كما تحدث عن علاقته بالتاريخ واللقاء الأول بالخطيبي واهتمامه بالثقافة الصوفية والأثر في الفضاء والجسد الكامل بين العمران والتقاليد، وإعادته النظر في الفكر الغربي والفكر العربي وأنه يحلم بفكره وبجذوره الممتدة من وفي البلدة الصغيرة زاوية سيدي اسماعيل رغم تواجده بالبيضاء لأكثر من 45 سنة، وأن والده متصوف درقاوي وشبّ بين حلقات الذكر ..
وأجاب موليم عن أسئلة المسرح والفن وحدود الفلسفة والأدب والحب، وقال إنهما توأمان وأنه يمارس الفكر وأن ما يجمعنا هو الكتابة لأنها هي القوة الكبرى والإبداع الأصيل والمغرب متعدد بثقافاته وهامشه وذاكرته والإسلام السياسي هو أصلا مضاد للتصوف.هذا الأخير الذي لا يقصي المتعة الجسدية كما يتحدث ابن عربي في «فصوص الحكم»، وهذا ما يجعل من الإسلام الأستيتيقي بديلا محررا من إكراهات السياسي لأن الفن والجمال يستنفران الحواس ..
وقبل الختم تدخل عميد الكلية الأستاذ حسن قرنفل في كلمة قصيرة، مرحبا مرة ثانية بالضيف المتعدد الفيلسوف موليم العروسي كمبدع روائي وناقد وباحث جمالي.. متمنيا أن تلي هذا اللقاء رفقته لقاءات أخرى.


الكاتب : متابعة : عز الدين ماعزي

  

بتاريخ : 24/04/2019