مسيرة احتجاجية وطنية حاشدة للفدرالية الديمقراطية للشغل بالرباط فاتحي: نرفض الاتفاق الثلاثي بسبب نتائجه الهزيلة ولأنه لا يحمل بوادر انفراج للاحتقان الاجتماعي

حجت حشود كبيرة من الفدراليات والفدراليين، يوم أمس الأحد 28 أبريل الجاري، إلى مدينة الرباط تلبية لقرار المركزية النقابية الفدرالية الديمقراطية للشغل، لتنفيذ مسيرة احتجاجية وطنية على الأوضاع المزرية التي تعيشها الشغيلة المغربية والمأجورين وتردي الأوضاع الاجتماعية جراء القرارات اللاشعبية للحكومة والحكومات السابقة.
وتأتي هذه المسيرة الاحتجاجية للفدرالية الديمقراطية للشغل على بُعد ثلاثة أيام من فاتح ماي، العيد الأممي للطبقة العاملة، كما تأتي أيضا في سياق توقيع اتفاق ثلاثي ما بين الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب وثلاث مركزيات نقابية، الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد العام للشغالين والاتحاد الوطني للشغل. وفي المقابل انسحبت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التي رفضت التوقيع على هذا الاتفاق كما اتخذت الفدرالية الديمقراطية للشعل موقف الرفض لنتائج هذا الحوار الاجتماعي المترجم في هذا الاتفاق.
لقد جاءت حشود الفدراليات والفدراليين من كل جهات المملكة: وجدة، طنجة، مراكش، بني ملال، فاس، مكناس، الدار البيضاء، سلا، القنيطرة، خريبكة، تمارة، بنسليمان القصر الكبير/ الجديدة… ممثلين لعدد من القطاعات النقابية: (الفوسفاط، الصحة، التعليم، الفلاحة، الجماعات المحلية، الثقافة، بريد المغرب، اتصالات المغرب، الصناعة التقليدية، المالية، العدل، التشغيل…)، وعدد من المكاتب النقابية المنتسبة للقطاع الخاص.
وفي تصريح لعبد الحميد فاتحي، الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل، حول دواعي وأسباب هذه المسيرة وفي هذا الوقت بالذات، أكد لجريدة “الاتحاد الاشتراكي” أن هذه المسيرة تأتي في سياق اجتماعي صعب من خلال تردي الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة والتراجعات التي عرفتها المسألة الاجتماعية خاصة تدهور القدرة الشرائية بسبب غلاء المعيشة والزيادات المتتالية في الأسعار، منبها إلى أن قرار خوض هذه المسيرة الاحتجاجية اتخذ قبل توقيع هذا الاتفاق الثلاثي الأطراف، والذي رفضناه في حينه، إذ أن هذا الحوار الاجتماعي لم يفرز إلا نتائج لا تستجيب لتطلعات الطبقة العاملة والمأجورين.
واعتبر فاتحي أن هذا الاتفاق الذي ينشد سلما اجتماعيا مجانيا، لا يحمل أي جديد وليس هناك ما يفرح فيه الطبقة العاملة، موضحا أن هذا الاتفاق لا يخدم الحركة النقابية بالمغرب وسيضعف قدرتها التفاوضية، إذ سيرهنها لسنوات أخرى ستتعمق فيها أزمة الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة.
وأضاف فاتحي أن احتجاج الفدرالية اليوم بمثابة صرخة رافضة لنتائج الحوار الاجتماعي، ولهذه النتائج الهزيلة، حيث لا يمكن لهذه الزيادات في الأجور حتى تغطية الاقتطاعات التي تمت من أجور موظفي القطاع العام لمدة أربع سنوات. كما أن هذه الزيادات في القطاع الخاص لا يمكن أن تجابه غول الزيادات في عدد من المواد وغلاء المعيشة بسبب القرارات الحكومية خاصة المتعلقة بالتخلي عن صندوق المقاصة.
وأعلن فاتحي أن الفدرالية الديمقراطية للشغل، قررت الاحتجاب في فاتح ماي عيد الشغل، لأن هذا الاتفاق الذي لم يحمل جديدا وقرارات تفرح الطبقة العاملة، لذلك فغيابنا عن احتفالات فاتح ماي هو شكل من الأشكال الاحتجاجية على هذا الاتفاق الثلاثي الذي لا يحمل بوادر انفراج للاحتقانات الاجتماعية الحالية.
وانطلقت المسيرة في العاشرة صباحا من أمام المقر المركزي للفدرالية الديمقراطية للشغل بحي الليمون بالرباط يتقدمها المكتب التنفيذي للفدرالية الديمقراطية للشغل والكتاب العامون للقطاعات المنضوية تحت لوائها، مرورا بشارع الحسن الثاني رافعين شعارات رافضة للسياسة الاجتماعية والتماطل في اتخاذ القرارات التي تخدم الشغيلة المغربية، ثم سارت المسيرة التي يشارك فيها آلاف المحتجين في شارع محمد الخامس يحملون لافتات ولوحات تتضمن المطالب النقابية المتعلقة بمأسسة الحوار الاجتماعي والحريات النقابية والزيادات في الأجور وتخفيض اقتطاعات الضريبة …


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 29/04/2019