انطلاق الحملة التحسيسية لمناهضة الغش في الامتحانات في نسختها الرابعة .. «المستقبل لا يبنى بالغش»

 

انطلقت الحملة التحسيسية لمناهضة الغش بالمؤسسات التعليمية في جل المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي عبر التراب الوطني. استمرارا في تنزيل مضامين الرؤية الإستراتيجية للإصلاح التربوي 2015/2030 وتحديداً المشروع المندمج التاسع، الرامي إلى الارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية في شقه المتعلق بتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بين الجنسين في المنظومة التربوية ، وأيضا تفعيلا للمخطط الإقليمي لكل مديرية إقليمية الرامي إلى مناهضة الغش في الامتحانات وترسيخ مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين، وفي إطار تنزيل النسخة الرابعة للحملة التحسيسية لمناهضة الغش في الامتحانات بالمؤسسات التعليمية.
وفي هذا الإطار، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة مقاطعة عين الشق، الخميس25 أبريل بمقر الثانوية التأهيلية ابن زيدون، ندوة علمية حول ظاهرة الغش، أطرها اخصائيون، ناقشوا خلالها الإشكالية من كافة وجميع الجوانب التربوية والإجتماعية والنفسية والقانونية والشرعية، لوضع حلول ومقاربات، لمواجهة الظاهرة والحد منها .تزامنا مع الاعلان الرسمي للانطلاقة الرسمية للحملة التحسيسية بالمؤسسات التعليمية التابعة لهذه المديرية. والتي اختير لها هذه السنة شعار (المستقبل لا يبنى بالغش).حيث ستمتد من25 أبريل إلى غاية15 ماي2019.
وستشمل تنظيم حملات تواصلية وتحسيسية تعبوية وإقامة أنشطة مكثفة تربوية وثقافية وفنية ورياضية، تهدف إلى التحسيس بخطورة الغش في الامتحانات، وترسيخ ثقافة الإستحقاق وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المترشحات والمترشحين. هذا وتستهدف الحملة الإقليمية لهذه السنة جميع المؤسسات التعليمية الإبتدائية إضافة إلى المؤسسات التعليمية الثانوية الإعدادية والتأهيلية. بتراب المديرية الإقليمية، وبإشراك كافة المتدخلين الأساسيين من أطر إدارية وتربوية وجمعيات أمهات وآباء واولياء التلاميذ، والأسر والتلاميذ، والنقابات التعليمية وفعاليات المجتمع المدني، والقطاعات الحكومية الشريكة ووسائل الإعلام.
برنامج هذه الندوة كان حافلا، شارك فيه نخبة من من الأساتذة ( أحمد الرياضي. أستاذ علم النفس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق. عبد المجيد جهاد، أستاذ باحث في علم الإجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك ورئيس الفرع الإقليمي والجهوي للفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء واولياء التلاميذ بجهة الدارالبيضاء.سطات . وفتيحة اولفراش. واعظة ومنسقة خلية المرأة والطفولة بالمجلس العلمي بعمالة مقاطعة عين الشق. المديرة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة مقاطعة عين الشق..ذة، بشرى أعرف،قدمت في البداية عرضا مفصلا تحت عنوان:(التربية على القيم مدخل أساسي لمناهضة الغش في الامتحانات.) استهلته بتقديم أرقام ثلاث سنوات لانطلاق الحملة التحسيسية، اتضح من خلالها انخفاض حالات الغش سنة بعد أخرى. مما يؤكد ايجابية الحملات التحسيسية وانخراط جميع المتدخلين في العملية. واستعرضت أمام الحضور الوسائل المستعملة المضبوطة لدى بعض التلاميذ الذين ثم توقيفهم من طرف المراقبين في قاعات الإمتحانات. وكلها وسائل تقنية معلوماتية والهواتف الذكية ووسائل أخرى، غالبا ماتكون باثمنة مهمة مما يورط انخراط بعض الآباء والأمهات في هذه الآفة الخطيرة ودعم هذا السلوك المشين. وهو ما يزيد الوضع تعقدا.
إلا أن استمرار العمليات التحسيسية في المواسم المتتالية أدرك العديد منهم خطورة هذا السلوك. ونجحت المبادرات التحسيسية في الحد منها. وبتكاثف الجهود تضيف المديرة الإقليمية استطعنا ربح الرهان. فموسما بعد موسم اصبح عدد التلاميذ الذين يلجؤون إلى الغش في انخفاض إلى درجة أن المديرية الإقليمية لعين الشق في بعض الإمتحانات الاشهادية حصلت على صفر حالة. وناشدت الجميع للإنخراط الكلي في العمليات التحسيسية لهذا الموسم. ودعت آباء وامهات واولياء التلاميذ وجمعيات أمهات وآباء واولياء التلاميذ إلى توجيه أبنائهم إلى العودة إلى تقاليدنا التي تدين كل السلوكات المشينة التي تدمر مبدأ تكافؤ الفرص وتعمل على تخريب قيمنا التي تربينا عليها، فالمستقبل لا يبنى بالغش.
العرض الثاني كان للاستاذ أحمد الرياضي حول: (الأبعاد النفسية الإجتماعية للغش )وقد ركز في عرضه على بعض الأعراض النفسية التي تدفع إلى الاستعانة أو الاعتماد على الغش . ليس فقط في الإمتحانات، بل في جميع مجريات الحياة اليومية العادية. موضحا أن الأعراض النفسية تتشعب مصادرها مما يستلزم فتح مراكز للعلاج والمتابعة، مع الإعتماد على مختصين في هذا المجال. مع التعجيل بإخراج قاعات الانصات إلى الوجود في جل المؤسسات التعليمية. والتي أعطت أكلها في أكثر من مؤسسة.كما أكد على دور الاستاذ والمربي في هذا المجال.
العرض الموالي كان للاستاذ عبد المجيد الجهاد حول(ظاهرة الغش في الامتحانات مقاربة سوسيولوجية) تحدث من خلالها عن تأثير الأوضاع الإجتماعية والكثافة السكانية والهشاشة والفقر، والدفع بتلاميذ بعض هذه الأوضاع إلى سلوكات غير عادية تصل عند بعضهم إلى اللجوء إلى ظاهرة الغش لسد نقص معلوماتهم لعدم مسايرة وتتبع تعليمهم، ثم لتعلقهم بالحصول على تلك الشهادة ،كما هم متعلقون بالحصول على أمور أخرى. داعيا في نفس الوقت المتدخلين الأساسيين إلى المزيد من العمل لتقريب هذه الفئة من التلاميذ والتقرب منهم حتى يتسنى للجميع كسب مزيد من الثقة. وأعطى من خلال عرضه أرقاما ودراسات ساعدت في تقريب الرسائل التى أراد الأستاذ المحاضر ابلاغها للحضور.
أما المداخلة الثالثة ،فكانت لرئيس الفرع الإقليمي والفرع الجهوي لجهة الدارالبيضاء سطات للفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء واولياء التلاميذ بالمغرب، تحت عنوان:(الغش سلوك منبوذ لا يخدم مصالح التلميذ والأسر.) مستهلا مداخلته بكون التلميذ آخر حلقة في عملية الغش.
مبرزا أنه فقط آلية للتنفيذ بعد مساعدته من عدة أطراف كالأسرة التي وفرت له وسائل التنفيذ وبعض الأساتذة على قلتهم يشكلون بسلوكهم هذا خطرا على منظومتنا التي تشكو من عدة اختلالات أضحت بارزة للعيان. وأوضح أنه لابد من اكتساب بعض من الجرأة للاعتراف بمكامن ضعف منظومتنا التعليمية.والاعتراف أنه حان الوقت لإعادة النظر في منظومة الإمتحانات منوها بالمجهودات المبذولة للحد والقضاء على هذه الظاهرة من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء سطات، والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بعمالة مقاطعة عين الشق على المجهودات المبذولة، ولكل مساهم من قريب أو بعيد في الأيام التحسيسية.
المداخلة الأخيرة للأستاذة فتيحة اولفراش (حول ظاهرة الغش مقاربة شرعية) تطرقت إلى أن الدين الاسلامي في عمقه ينبذ كل سلوك يمس الإنسانية ويحط من كرامتها. وأعطت أمثلة وحججا من بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.
المناقشة التي اختتمت بها هذه الندوة.اغنت هذا اللقاء خصوصاً وأن المشاركين فيها كانوا من مختلف القطاعات، في مقدمتهم أساتذة الثانوية التأهيلية ابن زيدون.ومديرو بعض للمؤسسات التعليمية وبعض الفعاليات من المجتمع المدني المساهم في الحملات التحسيسية لمناهضة الغش بالمؤسسات التعليمية.


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 02/05/2019