عرس سمعي بصري بالدارالبيضاء من إحياء المهرجان الدولي لفن الفيديو

عاشت مدينة الدارالبيضاء طيلة الفترة الممتدة ما بين 22 و 27 أبريل الماضي على إيقاع فعاليات الدورة 25 للمهرجان الدولي لفن الفيديو تحت شعار «عبر الإنسانية».
وشهد مسرح المركب الثقافي مولاي رشيد خلال حفل افتتاح هاته التظاهرة التي تنظمها سنويا كلية بنمسيك سيدي عثمان، إقبالا كبيرا من طرف العديد من المسؤولين والطلبة والضيوف من دول أجنبية ووطنية وأساتذة ومؤطرين وساكنة من مختلف الأعمار ومهتمين بهذا الميدان التكنولوجي الذي يتطور باستمرار.
وعرف الحفل الذي سيره وقدمه رشيد الحضري، نائب العميد والمكلف بالبحث العلمي بكلية الآداب بنمسيك، مداخلات العديد من الحضور، جلهم نوه بهذا العرس السمعي البصري الذي امتد لربع قرن .
من بين المتدخلين، جمال المخططار،عامل عمالة مقاطعة مولاي رشيد، الذي شكر المنظمين على مجهوداتهم التي تعمل، من خلال التظاهرة، على إشعاع مدينة الدارالبيضاء ومنطقة مولاي رشيد بشكل خاص. ولم يفته أن يثير الانتباه إلى ضرورة تعديل اسم كلية بن مسيك سيدي عثمان، صاحبة المبادرة والجهة المنظمة، ليصبح اسمها»مولاي رشيد»، المنطقة الترابية التي تنتمي إليها أصلا، حتى تأخذ هاته الأخيرة نصيبها من الإشعاع التي تستحقه. ودعا المخططار الجهات المعنية والمؤسسات التي تعنى بشؤون المدينة إلى الانخراط أكثر في تنظيم وإنجاح هذه التظاهرة التي تهم البيضاويين كافة.
الخالدي عبد الرحيم، رئيس جامعة الحسن الثاني، قام بدوره بالتنويه بآثار فعاليات هذا المهرجان الذي ينظم بشراكة مع مؤسسة الفن بمارسيليا، حيث أصبح على حد قوله «مع مرور السنين تظاهرة فنية وجامعية تعرف بالمغرب وبجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء وكذلك بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، في كل القارات، وتفتح بذلك آفاقا واسعة للتعاون بين الشباب المهتم بالفنون، وخاصة الفنون السمعية البصرية ومنها فن الفيديو».
عبد القادر كونكاي، رئيس المهرجان وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جهته، ركز على كون المهرجان الذي استقبل ضيوفا أجانب ومشاركين قادمين من كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وألمانيا والبرتغال وروسيا وأوكرانيا ورومانيا والصين والهند وكولومبيا والبرازيل واستراليا و النمسا وكينيا ولبنان وتونس وإيران ..فضلا عن المغرب، لا يزال وفيا للمبادئ التي بني عليها، والمتمثلة في الحوار بين الثقافات والانفتاح على العالم وهو من خلال ذلك يلعب، علاوة على دوره التربوي والتثقيفي في مجال التكنولوجيا الحديثة، دورا ديبلوماسيا يقرب أثناءه الثقافات والعلاقات الطيبة بين مختلف البلدان ويعرف بالمغرب وبالدارالبيضاء كمنطقة مستقرة وتنعم بالسلم والأمان، مضيفا بأنهم كمنظمين في حوار مستمر مع كل الفاعلين، قصد إقناعهم بضرورة منح المهرجان ما يجب من دعم مادي ولوجيستيكي، لتعم هاته التظاهرة كل جهات الدارالبيضاء-سطات.
من جانبه ركز المدير الفني للمهرجان، بالخصوص، على شكر المؤسسات الداعمة للمهرجان، فقد أراد المنظمون لهاته الدورة أن تكون بنكهة الاعتراف حيث تم تكريم الراحلين الذين ساهموا في إرساء هذا المهرجان، كما شرفوا الأحياء من الأشخاص، وكذا الهيئات التي دعمت المهرجان، وخصوا المعهد الفرنسي بالمغرب والمعهد الفرنسي بالدارالبيضاء، بالشكر على أساس أنهما لم يتخليا يوما عن دعمهما لهاته التظاهرة. وعلى هذا الأساس قامت اللجنة المنظمة بتعيين فرنسا كضيف شرف هاته الدورة. فضلا عن ذلك تم تكريم كل من «بياتريس بيرتران» و «»مارك مرسيي» وهما من المساهمين الأولين في ترسيخ معالمه.
أنشطة المهرجان توزعت ما بين مواقع متعددة من بينها المعهد الفرنسي بالدارالبيضاء ومؤسسة الفنون الحية والمعهد العالي للفنون الجميلة وكلية بنمسيك سيدي عثمان وغيرها، وتضمنت ندوات وعروضا لآخر مستجدات الفنون، الواقعية منها والافتراضية، بحضور متخصصين و مؤطرين …وقد كان للجريدة حظ محاورة هؤلاء المؤطرين وهو السويدي «مارتن « الذي صرح بأنها أول زيارة له للمغرب، بل للقارة الإفريقية ككل، وأضاف موضحا مشروعه الذي أتى به لحضن وأجواء هذا المهرجان، إنه انطلق في ابتكاره بمعية صديق له، من فكرة تحويل الصور إلى طريقة» ثنائية الأبعاد»، وبشكل بسيط.
كما التقطت الجريدة خلال الافتتاح، شهادة لأحد أعضاء الفرقة الإسبانية التي قدمت عرضا فنيا خلال السهرة وقالت «روزا سانتياس» في هذا الإطار، إن الفرقة «كونيك» البرشلونية التي تتمي إليها قدمت عرضا يدمج مختلف الآليات الفنية من رقص وموسيقى ..قصد إبراز فكرة معينة والتي تتمثل في علاقة الشخص بالتكنولوجيا في عصرنا الحالي، خاصة في المدن الكبرى ، التكنولوجيا التي تساعد الإنسان ولكنها أيضا تسيء إليه . والعرض يتضمن صورا تتنبأ بتدمير الإنسان للأرض وغيرها من الصور التي تدفع للتفكير في علاقة الشخص بعصره الحالي، وقد وظفت التكنولوجيا لتقرب هاته الصور ويظهر ذلك جليا في العرض، وأضافت بأن مشاركتهم كفرقة تعد الخامسة وليس فقط كفنانين بل كمؤطرين …
الطلبة كان لهم حضور، هم كذلك، سواء كمستفيدين من الدروس التكوينية والعروض التكنولوجية في فن الفيديو، أو كمنظمين وظفوا طاقاتهم لإنجاح المهرجان، من بين هؤلاء الطالب ابراهيم وهو يتابع دراسته بالسنة الثالثة بكلية الأداب والعلوم الإنسانية شعبة الإنجليزية الذي اعتبر أن المهرجان هو فرصة للتبادل الإنساني والثقافي مع طلبة وشباب من مختلف البلدان كما أنه مناسبة للاستفادة من تجارب أخرى في ميادين مختلفة، خاصة مجال تنظيم التظاهرات.
حفل الاختتام تميز بشكر وتوديع الضيوف وكل من ساهم في إنجاح هاته الدورة وبكلمتين ألقاهما كل من مدير المهرجان والمدير الفني وبصورة جماعية للتأريخ لهذا العرس الجماعي، قبل أن يقفل الستار مباشرة بعد عرض فني .


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 03/05/2019

أخبار مرتبطة

  انعقد يوم الثلاثاء 30 أبريل 2024 بدار الثقافة لقاء ثان مخصص لتقديم كتابين وهما: «شذرات من مشاهد…» للمخرج المغربي

  توطئة : عودتنا أغلب القراءات التي اتخذت من الأعمال الدرامية ( التلفزية تحديدا) موضوعا لها، على أن تكون قراءات

يقدم برنامج على الخشبة هذا الأسبوع خاص عن عروض نوستالجيا التي استقطبت ساكنة المدينة الحمراء وزوارها، حيث جعلت الجمهور يعيش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *