الوزير أمزازي يطالب رؤساء الجامعات بمنع تنظيم التظاهرات داخل  الحرم الجامعي

 

بعث وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مذكرة إلى رؤساء الجامعات المغرببة يطالب فيها بعدم الترخيص لأي جهة خارجية باستعمال مرافق الجامعات أو المؤسسات التابعة لها، وشدد الوزير، في هذه الوثيقة، على عدم الترخيص لأي تظاهرة كيفما كان نوعها داخل الحرم الجامعي، وضرورة تقديم المؤسسات التابعة للجامعات طلبا مسبقا واستطلاع رأي رؤساء الجامعات، قبل تنظيم التظاهرات العلمية.
أسباب نزول هذا القرار، يقول الوزير أمزازي، تأتي بعد الأحداث التي شهدتها بعض المؤسسات الجامعية خلال التظاهرات المنظمة بمقراتها، وما تلاها من اصطدامات ومواجهات عنيفة، أوقعت في مناسبات عديدة ضحايا بين الطلبة وأن منع تنظيم التظاهرات داخل الحرم الجامعي،  يأتي تفاديا لتكرار أحداث عنيفة يمكن أن تهدد سلامة العاملين بهذه المؤسسات من أساتذة وأطر إدارية وطلبة.
المذكرة الوزارية وبحكم مضمونها الذي سيؤدي إلى ردود فعل ضدها ،جعل الوزارة تصدر بلاغا توضيحيا أكدت فيه أن المذكرة المتعلقة بتنظيم تظاهرات داخل الحرم الجامعي تروم بالأساس الدفاع عن دور الباحثين والطلبة داخل هذا الحرم وإلى دعم مبادراتهم.
وأوضحت أن البلاغ التوضيحي جاء على إثر التداعيات التي خلفتها المراسلة الوزارية المتعلقة بتنظيم هاته التظاهرات، مضيفا أنه خلافا لما يتم تداوله فإن الغاية من هذه المذكرة تتمثل في رد الاعتبار لمبادرة الأساتذة الباحثين حيث تسعى إلى جعل إدارات المؤسسات الجامعية والجامعات الداعم الأول لهم ماديا وتنظيميا، وتهدف أيضا إلى دعم المبادرات الطلابية وجعلها هادفة ومفتوحة للجميع في إطار رؤية قائمة على الحوار الفكري واحترام حرية الإبداع العلمي والثقافي والفني.
وخير دليل على ذلك، حسب البلاغ، أن الوزارة تشجع دوما الجامعات على تعزيز الأنشطة المفتوحة على التعدد الفكري وعلى إذكاء القيم الحضارية السمحة وعلى الدفاع عن الحرم الجامعي باعتباره صرحا أكاديميا وثقافيا يقود مركبه الأساتذة الباحثون والطلبة المبتكرون والمبدعون. وشددت الوزارة على أنها لن تسمح باستغلال سماحة الطلبة وإدارات المؤسسات لممارسة العنف أو مناهضة التعدد الثقافي والفكري، باعتبار الجامعة قلعة فكر ومنار علم ومنبرا لحرية الرأي وذلك في احترام تام للقوانين والتشريعات المعمول بها، مشددة على أن الحرية الأكاديمية والثقافية داخل الحرم الجامعي هي أساس الإبداع الفكري الخلاق الذي تميزت به الجامعة المغربية منذ تأسيسها وإلى حدود اليوم، موضحة أن هناك من يسعى منذ مدة إلى استغلال هذه الحرية من أجل التشويش على الفضاء الجامعي من خلال زرع أفكار تزيغ عن مبدإ الاختلاف وقيم الديموقراطية التي طالما كانت الجامعة خير مدافع عنها، مما يتسبب في إثارة زوابع إعلامية وفي حدوث مشادات ومواجهات بين الطلبة.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 06/05/2019