سفر التكوين

 

1 – «بَلندْالحَيْدَري»
فِي هَدْأةِ ٱلْأصِيلِ
في مَقهَى مُنْزوٍ بِأَصِيلَةَ،
يَجْلِسُ رُفْقَةَ «الطَّيِّبْ صَالَحْ»،
و»مُحَمَّدْ شُكْري»،
يَلُوكُونَ خُبْزَهُمُ ٱلْحَافِي،
وَيَرحَلُونَ؛
صَوْبَ مَدِينَةٍ فِي ٱلشَّمَالْ…

2 – «عَبْدُ لله رَاجِع»
وَكَمَا غِبْتَ،
تَغِيبُ عَنَّا مَرَتَيْنْ!
فِي هِجْرَتِكَ ٱلسُّفْلَى..
نَحوَ مُدُنٍ،تَشِيخُ بِنَا..
سَلَاماً،
وَليَشرَبُوا ٱلْبِحَارْ..
لَمْ تَأتِ فَاتِحَةُ ٱلْقَصِيدَةِ
كَيْ تُغَازِلَ منْ حُضُورِهِمُ ٱلْغِيَابْ،
اَلشَّارِعُ ٱلْمُمْتَدُّ
وَسْطَ مَجَاعَتِي قَفْرٌ،
وَقَلْبُكَ غُرْفَةٌ نُسِفَتْ،وَبَابْ..
وَٱلْمَوْتُ يَرْسُمُ خَلْفَنَا
خُطَطاً «سَدِيدَة..! «
لَمْ تَأتِ فَاتِحَةُ ٱلْقَصِيدَةِ
كَي تُعَاتِبَ،
مَا ٱلَّذي يُجْدِي ٱلْعِتَابْ؟!…

3 – «مُحَمَد الكَغَّاط»
لَا تَلتَفتْ إلَى ٱلْيَمينْ..
لَا تَلْتَفتْ إلَى ٱلْيَسَارْ..
سِرْ شَامِخاً،
نَحْوَ شَمسِكَ،
فَٱلشَّمْسُ سَيّدَةُ
هَذَا ٱلْأفُولْ،
وَبَغدَادُ ٱلَّتِي عَرَفَتْكَ
سَتَحَفَظُ أَسَاطيرَكَ ٱلْمُعَاصِرَة..

4 – «يَحْيَى عَمَارَة»
«يَحْيَى»،
خُذِ ٱلْكِتَابَ، وَٱرْهَفِ ٱلسَّمْعَ قَليلاً،
قَلْبِي يَدُقُّ؛ كُلَّمَا ٱعْتَرَى قِطَارُ ٱلشَّوقِ
سَفَراً يَأخُذُنِي فِي ٱلْأَبَدْ،
بَلْدَتِي تَحْتَمِي بِٱلْجُنُونْ
وَتُوقِظُ مَارِدَ ٱلْجِنِّ مِنْ غَفْوَتِهِ،
وَتُوقِدُ، إذَا مَا هَبَّ، حَطَبَ الشِّتَاءْ..
يَا «وَجْدةَ «ٱلْعِشْق، ٱلْحَيَاهْ،
تُورِقُ أَحْلَاماً، وَطَيْفَ قَصِيدْ،
يَا شَاعِراً؛ شَاعِراً بٱلْوُجُودْ،
يُقَدّمُ قَدْحَ ٱلْعِشْقِ
قَبْلَ فَوَاتِ ٱلْأوَانْ،
«ذَرِيهِ يَجِيئُ إلَيّْ»
وَيُسْمَعُ فِي قَلْبِي هَذَا النِّدَاءْ،
يَا «وَجْدةَ «ٱلْعِشْق،ٱلْحَيَاهْ،
بَلْدَتِي..
تَحْتَمِي بِٱلرّيَاحِ؛ الَّتِي
أَسْعَفَتْ غَيْمَةً،
لَمْ تُقَدّمْ سِوَى زَمْهَرِيرِ ٱلشّتَاءْ..
فِي رَقْصَةِ ٱلذّئْبِ ٱلْأَخِيرَةِ
سَتَخْرُجُ حَسْنَاءٌ؛ تُمْسِكُ قَلْبَهَا،
وَسِكّيناً سَيُوغِلُ، فِي ٱلْجُرْحِ،
عَمِيقاً، عَمِيقاً، تُقَطّعُ يَدَهَا
وَتُذْرِفُ، فِي خَطِيئَتِهَا، ٱلْبُكَاءْ
وَهَذَا «يُوسُفُ» ٱلْمُبَجَّلُ
قَدْ قُدَّ قَمِيصُهُ مِنْ دُبُرٍ
وَٱلصَّارِخُونَ بِمِلْءِٱلصَّوْتِ
فِي ٱلْمَنْفَى ٱلْجَدِيدْ
أَنْجَبُوا عَاشِقاً يَغْتَذِي.. بِٱلتَّحَدّي
يُحَرّرُ مَنْفَاهُ؛بِسَوْطِ ٱلْحَرِيقْ،
يَصِيرُ بَهِياً؛كعُرْسِ ٱلْيَمَامْ..
بِمَنْفَى ٱلْغَرِيبْ،
بَيْنَنَا كَوْكَبٌ شَاسِعٌ
بَارِزٌ فِي ٱلْكَلَامْ..
بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَجْرٌ؛
يُتَوّجُ ٱلسّجْنَ بِمَنْفَى ٱلسَّحَابْ!
بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَجْرٌ تَدَلَّى..
عَلَى مُدُنٍ
لَا يَنْسُجُ ٱللَّيْلُ فِيهَا
ظَلَامَ ٱلذّئَابْ!!…


الكاتب : شعر: محمد عبد الفتاح

  

بتاريخ : 06/05/2019