كرة القدم بفاس إلى أين؟ : الصراعات الشخصية وقلة الموارد المالية تهدد مستقبل الماص والواف

 

اعتبر رشيد بن عمور، اللاعب السابق لفريقي الوداد والمغرب الفاسيين، والذي شغل أيضا منصب رئيس للواف، في تصريح خص به جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أن فريقي العاصمة العلمية عاشا خلال السنوات الثلاث الأخيرة أزمة حادة، ولم يستطيعا الانعتاق من شرنقة النتائج السلبية، التي كادت أن تعصف بالوداد الفاسي إلى قسم الهواة.
وأضاف بن عمور ان الهزيمة الأخيرة للمغرب الفاسي بخرت أحلامه في العودة إلى قسم الصفوة، الذي يعد مكانه الحقيقي، وكان لهذه النتيجة الأثر البليغ لدى الجمهور الفاسي العريض.
وأرجع رشيد بن عمور سبب الأزمة، التي يتخبط فيها المغرب الفاسي، إلى عدم وضع استراتيجية من طرف المسيرين الحاليين لتحقيق الصعود، نتيجة الأنانية والصراعات الشخصية من جهة، وإلى التفريط في اللاعبين المتألقين الذين حققوا الفوز بثلاثة كؤوس وطنية وقارية من جهة آخرى، مشددا على أنه يكن حبا عميقا لهذا الفريق، الذي انخرط فيه بفضل والده المرحوم الحاج الحسن بن عمور، الذي كان ضمن مسيري الفريق، الذين ابلوا البلاء الحسن وضحوا ماديا ومعنويا من أجل تألقه على امتداد سنوات طويلة، حيث كان الفريق مشتلا لتكوين اللاعبين، الذين ساهموا في تألق الفريق الوطني وحصوله على أول كأس إفريقية، وفي طليعتهم الحارس الكبير الراحل حميد الهزاز وعبد لله التازي والزهراوي ومولاي ادريس الخنوسي وغيرهم.
واستعرض بن عمر أيضا ما يعيشه الوداد الفاسي من نكوص، حيث ظل يحتل المراتب المتدنية خلال السنوات الأخيرة في بطولة القسم الثاني، لكون مسيريه لم يضعوا برامج ومخططات تمكن من الصعود إلى القسم الأول، بالإضافة إلى اعتمادهم على لاعبين هواة، ولا يكلفون أنفسهم عناء التنقيب عن لاعبين محترفين يمكنهم تحقيق الانتصارات، لتظل النتائج السلبية عنوانا للفريق خلال هذه السنة، باستثناء خوض نهاية كأس العرش أمام نهضة بركان. ورغم الخسارة، فإن تلك النهاية المشوقة أدخلت البهجة إلى قلوب الجماهير الفاسية، التي افتقد فريقاها التألق.
وبعد أن طرح رشيد بن عمور التساؤل حول مسير كرة القدم الفاسية ومتى تعود إلى تألقها وتصحو من كبوتها؟ تمنى أن يأخذ المسيرون العبرة مما آلت إليه وضعية كرة القدم بفاس، وأن يبتعدوا عن الأنانية والذاتية لتحقيق آمال الجماهير المتشوقة بشدة للصعود إلى قسم الصفوة وعودة التألق في البطولة والكأس والبطولات القارية.
وعن الأزمة التي يتخبط فيها الماص قال سعد أقصبي، الرئيس السابق للفريق، والفاعل الرياضي ومدير ومؤسس أكاديمية أقصبي لكرة القدم بفاس، «إن مشاكل فريق الماص لا تنتهي، ولن تنتهي، ولها موعد صيفي حيث يعيش الفريق توترا بحثا عن رئيس يستطيع تحقيق الصعود. وهذا ما حدث خلال السنة الفارطة، حيث تم عقد جمع عام استثنائي من أجل تغيير أحمد المرنيسي ومن معه، بعدما لم يتحقق الصعود. وفي تلك الفترة تم تجميع المنخرطين، بمن فيهم الإخوة الذين كانوا إلى جانبي والذين يمثلون مجموعة السبعة، من بينهم د خالد كسوس والسنتيسي المنسحبين من المكتب المسير نظرا لسوء التسيير، وتم انتخاب مروان بناني، الذي اشترط أن يوفر له مبلغ مالي بتراوح بين 7 و 8 ملايين درهم لتحقيق حلم الصعود، واعدا بتحقيق ذلك في آخر دورة من مرحلة الذهاب».
ثم استعرض أقصبي أهم المشاكل التي اعترضت الفريق خلال السنة الماضية، وفي مقدمتها الفشل في الحصول على مستحقات الفريق من صفقة بن شرقي من الوداد البيضاوي، ثم جلب لاعبين بمستويات جد عادية، وإغلاق مدرسة المغرب الفاسي، التي كانت خزانا لإعداد اللاعبين المتميزين، فضلا عن الصراعات بين عدد من اللوبيات، ثم الأزمة الصحية التي ألمت بالرئيس مروان بناني، وتفويض الرئاسة لإسماعيل الجامعي، الذي صرف أموالا باهظة، من بينها مستحقات اللاعبين وانتداب مجموعة من اللاعبين، لتظل الأمور تسير في اتجاه الصعود ، غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن، حيث حصل صراع ملموس بين الرجلين، لأن الجامعي أراد أن يحقق الصعود على يديه رفقة مكتبه، بينما تجلي أن بناني راودته الأحلام ليحقق الصعود، وهذا شيء خطير نتج عنه تذبذب في نتائج المباريات الأخيرة، وخاصة الهزيمة أمام رجاء بني ملال، والتي كانت إيذانا بفقدان الأمل.
وأكد أاقصبي على أن السيولة المالية تم توفيرها، غير أن الأموال كانت تصرف في غير محلها، علما بأن الفريق الفاسي صرف أكثر من ملياري سنتيم، ومع ذلك فشل في تحقيق الصعود، مشيرا إلى أنه في الفترة مابين 2004 إلى 2006 حققنا الصعود بقدر زهيد لايتجاوز 6.5 مليون درهم، وكونا فريقا منسجما من خريجي مدرسة المغرب الفاسي. وحاليا، يضيف أقصبي، هناك أسماء مرشحة لتسيير الفريق، في طليعتها إسماعيل الجامعي ونور الدين العراقي وخالد كسوس، وسيكون التصويت باللائحة.
وخلص سعد اقصبي إلى أن الفريق الفاسي قد يتخلص من الأزمة شريطة تضافر جهود مكونات الفريق، خاصة عند ملاءمة القانون الأساسي مع قانون 30.09، الذي يتيح خلق الشركات الرياضية، التي يطمح الجامعي إلى رئاستها، غير أنه سيواجه معارضة قوية، لان رئيس الشركة سيتحكم في دواليب الفريق، مشيرا إلى أن الفريق باستطاعته الصعود بسهولة شريطة التخلص من الذاتية والأنانية، وإعادة الهيكلة الإدارية والتقنية والتكوين، انطلاقا من عودة الروح إلى مدرسة المغرب الفاسي، التي أنجبت لاعبين كبارا.
ومن جهته أوضح سعيد بوحبة، الكاتب العام لفريق الوداد الفاسي، أن من أسباب النتائج السلبية التي كادت أن تعصف بالفريق خلال هذا الموسم، هو الغرور الذي انتاب اللاعبين، بعد انتصارهم على الرجاء في نصف نهاية كأس العرش، وخسارتهم بالضربات الترجيحية أمام نهضة بركان في النهاية، الشيء الذي جعلهم يتلكؤون في خوض المباريات المتبقية، خاصة وأن بعض السماسرة أخذوا يغوونهم ويؤكدون لهم أن مكانهم الحقيقي هو فرق الصفوة، غير أننا انتبهنا للخطورة، وأحدنا نرفع معنوياتهم ونشجعهم ماديا وهذا ما جعلنا نحقق الانتصار خارج الميدان أمام الراسينغ البيضاوي، الشيء الذي أنقد الفريق من النزول إلى قسم الهواة.
وشدد بوحبة على أن «لاعبينا لا يملكون عقلية احترافية، مما يجعل النتائج غير قارة، أضف إلى هذا ضعف الموارد المالية للفريق، الذي لا يستطيع تلبية رغبة اللاعبين في كثير من الأحيان».


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 09/05/2019

أخبار مرتبطة

بنشرقي يضع الريان في نهائي كأس قطر لكرة القدم قاد الدولي المغربي أشرف بنشرقي فريقه الريان لبلوغ المباراة النهائية لكأس

يواجه الجيش الملكي في مؤجل سدس عشر نهائي الكأس   يعيد نهضة بركان فتح واجهة التنافس المحلي، بعدما طوى كتاب

سيواجه المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم لأقل من 17 سنة نظيره الجزائري يومي 10 و17 ماي المقبل، برسم الدور الثالث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *