أسئلة الصحة في رمضان وأجوبة الأطباء : صيام مرضى القلب والشرايين رهين بترخيص الطبيب المختص من عدمه 4

رمضان شهر الصيام والصحة على حدّ سواء، وإذا كان مسموحا للبعض بالإمساك عن الأكل والشرب، لما لهذه الخطوة من «عائدات» إيجابية على صحة الفرد، فإن أشخاصا آخرين يشقّ عليهم الأمر، ويحظر عليهم الصيام خشية تبعات صحية وخيمة قد ترخي بظلالها عليهم، علما بأن هناك من يمتثل لتوجيهات الأطباء، في حين يأبى البعض الآخر إلا أن يخالفها وأن يصوم شهره كاملا مهما كانت التداعيات.
خلال هذا الشهر الفضيل تُطرح العديد من الأسئلة المرتبطة بالصيام، جزء منها يخص الحالات التي يمكن للأطباء فيها السماح للأشخاص بالقيام بذلك، وشقّ يتعلق بموانع الصيام الصحية، وبالإجراءات والنصائح التي يتعين اتباعها والتقيّد بها.
أسئلة تؤرق بال الكثيرين، بالنسبة للحوامل، لمرضى السكري والضغط الدموي، والقصور الكلوي، وغيرها من الأمراض المزمنة… وأسئلة أخرى تخص التغذية والجانب النفسي.
تلتقون خلال هذا الشهر الفضيل مع سلسلة من الحوارات التي يتحدث عبرها عدد من الأطباء العامين والمتخصصين، كل في مجاله، مجيبين عن الأسئلة التي تطفو على السطح كلما حلّ الشهر الكريم بين ظهرانينا، وذلك إسهاما في نشر ثقافة صحية سليمة وفي تحقيق توعية شاملة انسجاما مع الغاية المثلى لهذا الشهر المبارك.

o تعرف أمراض القلب والشرايين انتشارا، فما هي أبرز العوامل المؤدية إلى ذلك؟
n بالفعل، تعتبر أمراض القلب والشرايين، من الأمراض الشائعة في العالم، وهي تعدّ السبب الأول للوفيات عالميا بنسبة 30 في المئة، وفقا المنظمة العالمية للصحة، أي ما يعادل وفاة 18 مليون شخص مريض سنويا.
وفي المغرب، تعدّ هذه الأمراض مسؤولة عن حوالي 14 في المئة من أسباب الوفيات، وهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بها، من بينها تلك التي تتعلّق بالعادات الغذائية غير الصحية، كما هو الحال بالنسبة للإكثار من مادة الملح، كثرة الدهون، السكريات، قلة الخضر والفواكه، التدخين بكافة أنواعه، البدانة، التوترات العصبية والقلق المستمر، التلوث الجوي المتواصل، ارتفاع الضغط الدموي، الذي يصيب 30 في المئة من الساكنة، إضافة إلى مرض السكري الذي يصيب 6 في المئة من مجموع الساكنة، وكذا أمراض الدهون خصوصا الكولسترول، التي تصيب هي الأخرى 28 في المئة من الساكنة، فضلا عن تقدم السن، كثرة الجلوس، والعمل الحضري، وعدم مزاولة الرياضة، ثم العامل الوراثي، وتلعب هذه العوامل المساعدة دورا كبيرا في انتشار أمراض القلب والشرايين، علما أن الوقاية منها أو علاجها له دور أساسي في تجنبها.

o بعض المرضى يصرون على الصيام خلال الشهر الفضيل، ما هي النصائح التي يمكنكم تقديمها لهم؟
n يقول سبحانه وتعالى « يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام، كما كتب على الذين من قبلكم، لعلكم تتقون»، وأوصى النبي (ص) بالصوم «صوموا تصحو». وقد أكّدت الدراسات المتوفرة حاليا أن الصيام شهر رمضان، له منافع كثيرة على جسم الإنسان عامة، وخاصة عند فئة المرضى المصابين بأمراض القلب و الشرايين، وهي تنقسم إلى نوعين:
فوائد معنوية، وتتمثل في الابتعاد عن العصبية والغيرة والقلق والحقد و التمسك بروح التسامح والأخوة، مما يؤدي إلى الإحساس بالراحة النفسية والاطمئنان، وانخفاض التوتر و الضغط النفسي.
وفوائد مادية تتطلب منا اجتناب الإكثار من الأكل والدهون والملح والسكريات، مع مراعاة قواعد وأوقات الأكل والشرب، والامتناع والابتعاد عن التدخين، إضافة إلى الحفاظ على الساعات الكافية للنوم، ومزاولة تمارين رياضية خفيفة من ناحية الكمّ والوقت، ولا بد من التأكيد على أن الطبيب الذي يتابع حالة المريض هو المكلف بإعطاء رخصة الصيام، لذلك من الضروري مراجعته قصد أخذ النصائح الضرورية لذلك، وفي حالة مخالفة رأي الطبيب فإن المريض سوف يعرض نفسه إلى مخاطر من شأنها أن تغير مسار حياته أو تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.

o هل هناك حالات يشكل الصيام خلالها خطورة على صحة المرضى؟
n إن مسألة الصيام هي مرفوضة في حالات معيّنة تتمثل في:
حالات ضيق التنفس، الآلام في الصدر، خلل في نبضات القلب، مباشرة بعد توسيع شرايين القلب، وعقب عملية القلب، وفي حالة الأمراض التي تسبب الإغماء أو الغثيان، وكذا الجلطة الدماغية، وعندما تكون كذلك ضرورة لتناول الأدوية عدة مرات في اليوم والتقيّد بمواعيدها التي لا يمكن تغيرها.

o وماذا عن إمكانية ممارسة الرياضة أثناء الصيام؟
n يمكن للإنسان المصاب بأمراض القلب والشرايين مزاولة الرياضة وهو صائم، إذا كانت حالته مستقرة، بعد استشارة طبيبه المعالج، ويجب أن تمارس الحصة الرياضية في جو غير حار، وأن تعتمد بالخصوص على المشي، وألا تكون متعبة، ولا تطول مدتها أكثر من ساعة، ومن الأفضل أن تكون بعض الإفطار، أو مباشرة قبل الإفطار. وأتمنى للجميع صياما مقبولا وكل عام وأنتم بخير.


الكاتب : حاوره: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 10/05/2019

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *