حكاية  أول  أغنية فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات : عايدة خالد:«صبرك علي» أغنية تطلبت مني 30 ألف دولار لإنتاجها

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

 

علاقة الفنانة المغربية عايدة خالد بعالم الطرب والغناء قديمة منذ الطفولة، تقول خريجة برنامج «أراب أيدول» وبرنامج» استوديو دوزيم»، الذي اجتازت فيه جميع المراحل لتصل إلى نصف النهاية، حيث أثنى أعضاء لجنة التحكيم على موهبتها الفنية وإحساسها الراقي،» كنت مُحبة للفن منذ الصغر، وكان حلمي دائما أن أصبح فنانة مطربة، فعندما بلغت سن 18 من عمري، بدأت بالمشاركة في برامج الهواة داخل المغرب وخارجه إلى أن سنحت لي الفرصة كي يتعرف علي الجمهور من خلال برنامجيْ»، آراب إيدول» و» استوديو دوزيم «، هكذا كانت الانطلاقة».
بالنسبة لأول أغنية دشنت بها الفنانة عايدة خالد مشوارها الفني، فقد كانت بعنوان «صبرك علي’’، وتقول الفنانة عايدة «إنها أغنية خليجية بلهجة بيضاء، من إنتاجي وقد صدرت أواخر سنة 2018، وهي أغنية عاطفية، تتطرق لموضوع التحدي في الحب. وقد تعاملت في إنتاج هذه الأغنية مع الشاعر علي الغامدي، في حين تولى التلحين محمود الخيامي وتوزيع مدحت خميس، وتم تسجيلها بمصر وصُورت على طريقة الفيديو كليب في مصر أيضا، بحكم أن ملحن الأغنية مصري وهو الذي كان مشرفا على العمل آنذاك، وبالتالي تم التعامل مع فريق عمل مصري بالكامل…».
وعن الصعوبات التي واجهت عايدة خالد في إخراج الأغنية إلى الوجود، تقول إن  الأغنية صُوِرت بطريقة الفيديو كليب، لكنه للأسف لم يَرَ النور أبدا بسبب بعض الخلافات التي نشأت بين بعض أفراد فريق العمل، مما أدى إلى تأخر طرح الفيديو كليب، بعد ذلك قررت إصدار الأغنية فقط بدون كليب، لأنني رأيت أنه قد تقادم بعض الشيء مقارنة مع الأعمال الجديدة في سنة 2018…».
«طبعا، تضيف، كانت الأصداء إيجابية ومشجعة على الاستمرار، حيث أحبها جمهوري في المغرب كما تقبلها وأحبها الجمهور الخليجي أيضا».
وعن المبلغ المالي الذي تطلب إنجاز  هذا العمل الفني، تكشف الفنانة عايدة خالد قائلة، «لقد تطلب مني إنجاز هذا العمل الفني ما يقارب 30 ألف دولار بما في ذلك تصوير الفيديو كليب».
وتضيف عايدة أن عائلتها كانت دائما مشجعة ومتابعة لما تقوم به من أنشطة فنية، وقد أحبت هذه الأغنية هي أيضا.
وترى أن هذا العمل الفني يتوفر على مقاييس الإبداع والاحترافية مئة في المئة، لما يتضمنه من كلمات شعرية راقية وذات معان ولحن راق جميل بطابع عصري، « إذ لم نعتمد فيها على   الطابع التجاري الذي أصبحنا، للأسف،  نلاحظه اليوم في معظم الأغاني التجارية ذات الهدف المادي فقط، بل كان هدفنا هو أن ننتج عملا راقيا يوافق العصر الحالي»، تقول الفنانة عايدة وتضيف:»
أغنية «صبرك علي « كانت بداية موفقة وتُحسَب لنا كفريق عمل، ويكفي أنه لما نزل خبر الأغنية في الجرائد من بين العناوين كان ‘’ عايده خالد تنافس الكبار بصبرك علي’’ هذا في حد ذاته يدل على القيمة الفنية لهذه الأغنية، ويرجع نجاحها طبعا لكوني تعاملت مع كبار صناع الأغاني بالوطن العربي في وقتنا الحالي».
للأسف، تقول الفنانة المغربية عايدة خالد، لم يتم التعامل مرة ثانية مع نفس الأسماء لأنني اتجهت إلى اللون العراقي في ثاني أغنية لي ‹› قلبي يوجعني››، فكان من الضروري التعامل مع فريق عمل عراقي، غير أنني أتمنى أن أعيد التجربة مرة أخرى مع الفريق الأول في أغنية مصرية مثلا، ولمَ لا ؟


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 13/05/2019

أخبار مرتبطة

يقدم كتاب “ حرب المئة عام على فلسطين “ لرشيد الخالدي، فَهما ممكنا لتاريخ فلسطين الحديث، بشَـن حـرب استعمارية ضد

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *